بين الحين والاخر عندما تحدث جرائم يندى لها جبين الانسانية لوحشيتها والتمثيل بالجثة بشكل بشع ينمي عن بربرية القتلة وبداوتهم التي لم يغادورها بعد ، نشاهد دوما المقارنة بين تلك الحوادث وعلى سبيل المثال جريمة السحل في ساحة الوثبة مهما كانت التبريرات وحادثة قتل ملك فيصل الثاني رحمه الله ، وبالرغم ان رجال ثورة 14 تموز 1958 تبرؤا من عملية القتل وانهم ليسوا مسؤولين عن عملية قتل الملك وبالرغم من كل التبريرات لرجال الثورة وحجج الاخرين ، علينا ان لاتكون لنا ذاكرة السمكة وعلينا ان نرفض سلوك البداوة التي لم نغادرها مطلقا وبكل بساطة نقول ….
إن حقوق الانسان واحترامها قيم انسانية لا تتجزأ ، فعندما نستنكر قتل ملك فيصل الثاني في صبيحة 14 تموز 1958 ، علينا ان نتذكر ايضا ونستنكر عمليات البطش والقتل للنساء والاطفال الرضع والرجال العزل في آب 1933 عندما أمر ولي العهد للمملكة العراقية بتقدم الجيش العراقي للمناطق الاشوريين وسحق عوائلهم حيث راح ضحيتها أكثر من 5000 انسان برئ الى جانب سحب الجنسية العراقية حتى بعد انتهاء الاحداث وعائلتي احدى عوائل الضحايا .. ..
علينا ان نستنكر ونرد الاعتبار لأهلنا من يهود العراق الذين تم التنكيل بهم بما سمي بفرهود اليهود في الاول من حزيران 1941 والذي راح ضحيتها 175 والف جريح وتم تدمير اكثر من 900 بيت العائدة ليهود العراق.. والمعروف ان يهود العراق هم من الشعوب الاصيلة وليسوا دخلاء على عراق ما بين النهرين ..
وعلينا ان لا ننسى ما اقترفه النظام الصدامي المجرم بأهلنا الكورد الفيليين في بداية السبعينيات وما اقترفه من جرائم بحق الشعب الكوردي أكثر من 182 الف ضحية في عامي 1988 و1989 وهناك الكثير من الامثلة والشواهد لعمليات السحل والتمثيل بجثث الضحايا بسبب ما نحمله من سلوك وعادات بدوية متخلفة ..
ان من يريد مغادرة تلك الغزيزة الحيوانية المفترسة والسادية التي تتلذذ بالتنكيل بالضحية لهذه الدرجة الدونية ، عليه ان يرفض كل ذلك التاريخ الأسود من تاريخ العراق الذي كتب بدماء الضحايا، علينا أن نكون شجعان لنبدأء بكتابة تأريخ حقيقي يؤمن بالآخر لكي نحيى جميعا بسلام….
كامل زومايا
13 كانون الثاني 2019
ملاحظة تذكرت حوادث ايضا وقعت في سجن ابي غريب وحالات السحل من قوى اسلامية لضحايا عزل