غزة (الأراضي الفلسطينية) – أقّرت حركة حماس بأن جولة وفدها إلى تركيا وماليزيا وغيرها من الدول تهدف لحشد الدعم السياسي والمالي وتعزيز علاقاتها الخارجية.
ووصل وفد حماس برئاسة إسماعيل هنية بعد مغادرته غزة قبل نحو أسبوعين الأربعاء إلى ماليزيا للمشاركة في قمة قادة الدول الإسلامية في كوالالمبور التي يحضرها الرئيسان الإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان إلى جانب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وقال مصدر في حماس إن وفد الحركة الإسلامية الذي يضم رئيس المكتب السياسي صالح العاروري ورئيس الحركة في الخارج ماهر صلاح سيلتقي مسؤولين ماليزيين كما سيعقد اجتماعات على هامش القمة مع مسؤولين إيرانيين، فيما التقى هنية بالرئيس التركي في اسطنبول قبل عدة أيام.
كما قام هنية بزيارة إلى قطر حيث التقى أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ليعلن بعدها السفير محمد العمادي رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، استمرار الدوحة في تقديم المنحة المالية لحماس حتى مارس/اذار 2020.
وهذه أول جولة خارجية لهنية منذ توليه رئاسة حماس في مايو/ايار 2017، حيث سمحت له السلطات المصرية بالقيام بها بعد لقاء مع مدير جهاز المخابرات المصرية الوزير عباس كامل. وتشمل الجولة الأخيرة زيارة روسيا ولبنان وموريتانيا والكويت.
وقال حازم قاسم الناطق باسم حماس “تهدف الزيارة الخارجية لحشد الدعم السياسي للقضية الفلسطينية خاصة في ظل استمرار الحديث عن صفقة القرن التي تنتقص من حقوق شعبنا”، مضيفا “كما تهدف لحشد الدعم الاقتصادي لشعبنا وتعزيز علاقات حماس من المحيط الإقليمي والدولي”.
وقال مصدر قريب من حماس إن وفدها “ناقش مع المسؤولين الأتراك فتح مكتب رسمي للحركة”، مشيرا إلى “وعد بدراسة الطلب”.
وأفاد بيان بأنه “دار بين هنية وأردوغان نقاش معمق حول العديد من القضايا المهمة وخصوصا القدس والمخاطر المحدقة بالمسجد الأقصى ودور تركيا في إسناد القضية الفلسطينية ودعم شعبنا في القدس والضفة وغزة والخارج”.
وناقش الطرفان “الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزة جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل والخطوات المطلوبة لإنهاء وكسر الحصار”.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة مخيمر أبو سعدة أن الزيارة “ليست عادية، فهي تهدف لجلب الدعم لحماس ولتعزيز علاقاتها إقليميا وذلك من أجل ترتيبات لوقف إطلاق نار بعيد المدى مع إسرائيل”.
ويجري بين وقت وآخر الحديث عن هدنة طويلة الأمد في وسائل الإعلام، لكن لا أحد يعرف تفاصيلها وتشير التكهنات إلى أن حماس تسعى لأن ترفع إسرائيل أو تخفف حصارها الذي يشل قطاع غزة منذ 12 عاما مقابل الهدوء.
وتابع أبو سعدة أن “اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد مرهون بفوز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لأنه عبّر مرارا أنه معني بتهدئة طويلة الأمد ومنح بعض التسهيلات لغزة للإبقاء على الانقسام بين الفلسطينيين الذي بدأ منذ صيف 2007 إثر سيطرة حماس بالقوة على قطاع غزة”.
لكن تهدئة طويلة الأمد لن تحصل على ما يبدو قبل إجراء الانتخابات الإسرائيلية وتشكل حكومة جديدة.
وقال هيو لوفات الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إن “إسرائيل وافقت على الأقل ضمنيا على جولة هنية لتحسين العلاقات معها”، مضيفا “في بعض النواحي وضعت حماس نفسها بأنها الممثل الفلسطيني الأكثر براغماتية” مقارنة بالرئيس محمود عباس ( 84عاما) الذي يبدي “تعنتا على نحو متزايد في مواجهة إسرائيل وسياسة أميركا”.
أما عوفر زالزبرغ كبير محللي الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية، فإنه يرصد تحركات حماس في سياق تحولاتها وذوبان مواقف جماعة الإخوان المسلمين تجاه إسرائيل بعد تغيير مرشدهم الديني العام الماضي”.
وقال زالزبرغ “تشهد جماعة الإخوان المسلمين تحولا واسعا باتجاه التواصل المبدئي مع إسرائيل”، موضحا “ليست هناك مؤشرات إلى أنهم سيقبلون إسرائيل كحقيقة دائمة ولكن هناك ما يشير إلى أنهم وافقوا عليها على المدى المتوسط والسعي للحصول على ترتيبات معها.”
وأضاف “أصبح من الثابت أن إسرائيل تستفيد من الهدوء لأنها بعد مرور خمس سنوات على الحرب الأخيرة تشهد نموا اقتصاديا قويا”.
لكنه حذر من أن إسرائيل غير مستعدة “لإضفاء الشرعية على حماس” وأن شروط الهدنة ستظل محدودة على الأرجح “فهي ترتيبات تقوم بها مع عدو”.
وتوصلت حماس وإسرائيل إلى تفاهمات للتهدئة قبل عام هي امتداد لاتفاق التهدئة الذي توصلوا إليه بعد حرب العام 2014. لكن هذه التهدئة تبقى هشة.