1 ـــ لا اميل لأستعمال مصطلح “لا استثني” كون قواعد كل الأشياء يرافقها استثناء, سوى حالة السلوك المشترك للتيارات الأسلامية, عملة لها وجه ولون واحد, احادية الفكر شديدة الأنغلاق, انانية سريعة التفكك, عندما نبحث في سلوكيات بعض الأديان والمذاهب الأخرى, نجد احياناً حتى ولو قليلة, بعض نقاط الأستثناء, كشيء من الرحمة وعمل الخير ورغبة التعايش مع الآخر, ثم التماسك الجماعي, بعكسها احزاب ومذاهب الأسلام السياسي, فالقمع والألغاء ووحشية التنكيل, واحدة في جميع ايديولوجياتها, ليس بالمستطاع ايجاد استثناء في سلوكها, من عاش تجربة الستة عشر عاماً الأخيرة, سوف لن يجد فارقاً , يمكن ان يتخذه استثناءً, بين الجرائم التي ارتكبتها القاعدة وداعش والنصرة, وبين الجرائم التي ارتكبتها مليشيات الحشد الحكومي مجتمعة.
2 ـــ كل يدعي جرائمه (مقدسة!!!), تحظى بمباركة الخالق والنبي والولي والأمام والمرجع, سرقة المال العام وارتكاب المجازر الجماعية بحق الأبرياء جهاد, السبي والخطف والأغتيال والقنص وهتك الأعراض جهاد, الكذب والأحتيال والسرقة والغش, تمحى بدفع الخمس (المسروق اصلاً) او حجة لمكة, او تصدر موكب في عاشوراء, هناك اكثر من (30) مليشيا تابعة للأحزاب الشيعية, هل يمكن ان نجد بينها استثناء واحد, لم يشترك في ارتكاب جرائم وحشية بحق المتظاهرين السلميين, ولو اخذنا رؤساء المليشيات, الفياض والعامري والخزعلي والمهندس والأخرين, هل نجد بينهم استثاء لم يرتكب جريمة فساد وارهاب وسمسرة وعمالة, والأغرب في الأمر, ان الأحزاب والمليشيات الشيعية, كما السنية والوهابية, تتخذ من الدين والمذهب والمرجع واجهة للأنحطاط المقدس!!.
3 ـــ دعونا نعتمد النسبة المئوية, فهل هناك واحد حتى ولو بالألف, استثناء لم يمارس رذيلة فساد واحتيال وارهاب, من بين رموز الأحزاب الأسلامية في العملية السياسية؟؟, شخصياً لم اصادف وغيري لم يصادف ايضاً, في هذه الحالة, هل نصدق من يقول ان الأسلام بريء من هؤلاء, اذن اين المسلم الأستثناء, وهل يصح للمسيحية ان تكون بلا مسيحيين, واليهودية بلا يهود ثم الأسلام بلا مسلمين, ام ان المذاهب الأسلامية قد اغتالت الرب, وانتحلت اسمه لأبتلاع الدنيا, وان الحرس الثوري الأيراني, ومليشيات الحشد العراقي, وحزب الله اللبناني وحوثيي اليمن, اصبحت الوجه الأسود لعملة الحياة, بها تواجه امبراطورية الشر الأيراني, امبراطوريات الشر الأمريكي الأسرائيلي السعودي التركي, والضحايا شعوب مسالمة لا مصلحة لها بمواصلة المجزرة على ارضها.
4 ـــ اذا كانت الأشكالية هي بين الدين والمتدين, فلا كائن يستطيع السير على قدم واحدة, ولا وجود للدين بلا متدين, والعكس ايضاً, واذا ما انشطرت الأديان الى مذاهب, والمذاهب الى مراجع والمراجع الى شياطين, فأحزاب الأسلام السياسي, وما هي عليه من ايديولوجيات, للقمع والألغاء والغزو والتوسع والحاق الأذى بالشعوب غير المسلمة, فذلك تحصيل حاصل عن خلل في الأديان, وهنا علينا ان نجد عذراً للسماء, اذا ما ابتلع المتدين الدنيا, ثم يوزع عقارات الآخرة على ضحايا الأرض, هنا يجب التعامل مع احزاب الأسلام السياسي, حسب المادة (4) ارهاب, ويحرم عليها كما هم مؤدلجي البعث, اية نشاطات سياسية واجتماعية وثقافية, ثم وضع برامج صارمة, دستورياً وقانونيا لمعالجة اورامها, حتى الشفاء النهائي للدولة والمجتمع, وهذا الأمر سوف تتكفل به, الثورة في ساحة التحرير, وان غداً لناظره قريب.
23 / 12 / 2019