انتهت المهلة الدستورية , بالانشغال في تحديد تسمية الكتلة الاكبر , التي يحق لها تسمية المرشح لرئيس الحكومة الموقتة . فقد ضاعت في دهاليز كتابنا وكتابكم بين الرئاسات الثالث , ولم يخرج منها الدخان الابيض , بل خرج منها الدخان الاسود بالغازات السامة من المزايدات في العهر السياسي . والدسائس خلف الكواليس . وهي المدة التي سمحت في تصاعد بورصة المزايدات والمقايضات تحت الستار , والغرف المظلمة وفق منهج ( اعطيك وتعطيني ) , وحاولت الاحزاب الشيعية خلال هذه الفترة تقديم عدة اسماء من الشخصيات , التي تنتمي الى اسطبلها السياسي الفاسد , لكن اسمائها المرشحة سقطت واحداً بعد الاخر بالفشل الذريع , ولم تفلح في تمرير شخصية مرشحة واحدة . رغم تجنيد طاقاتهم الحثيثة في الداخل والخارج تحت لواء قاسم سليماني , في استخدام كل الوسائل الضغط والتخويف والتهديد . لكنها سقطت بفعل صلابة الثوار المتظاهرين في ساحات العراق , برفض اي مرشح يقدم من قبل الاحزاب الطائفية . مهما كلف الثمن الباهظ .وهذه الاحزاب الشيعية اصيب بمرض النقص والخوف , ومهما تكاثرات محاولاتهم الفاشلة . فأنهم ليس لديهم الاستعداد الاقرار بالهزيمة , وليس لهم الاستعداد لتنازل عن الكرسي المقدس . والاعتراف بصوت الشعب المدوي في ساحات المدن . وبذلك يستمرون في تقديم نفاياتهم السياسية , في محاولات يائسة في تمرير مرشحيهم , ويأتي تقديم المرشح قصي السهيل من قبلهم , ضمن منهج الاصرار العنيد الاهوج والاحمق , في تمريره وممارسة الضغوط الهائلة على رئيس الجمهورية , ان يوافق على ترشيحه , لكنه هدد بالاستقالة اذا اصروا على ترشيح مرشحهم قصي السهيل . ورفض رئيس الجمهورية في الموافقة على التكليف , اصابهم بالاحباط والخيبة , ووقعوا في الورطة عويصة , او وقعوا في نفق مسدود . وهذا يدل بشكل دامغ على عدم استعدادهم للتنازل والاعتراف بثورة الشعب المنتفض . وليس لهم الاستعداد بقبول مرشح الشعب والثوار المتظاهرين . هذا المأزق الخطير الذي اوصلهم اليه قائدهم قاسم سليماني , الذي فشلت كل محاولاته , في اخماد التظاهرات السلمية بالرصاص والقناص الملثم الايراني .
ان قاسم سليماني عقد العزم والاصرار ان يحول العراق حجراً على حجر . وحتى ان يحول العراق الى برك من الدماء , وهو يدرك تماماً , ان ضياع الورقة العراقية سيؤدي الى ضياع حكم الملالي . لذلك يحث ذيوله في التمسك بالكرسي المقدس , وعدم الانصياع الى صوت الشعب . وهذا ما يفسر اصراهم على التمسك على ترشيح المرشح لمنصب رئاسة الحكومة قصي السهيل , لكن تعثر وتحطم وتكسر وفشل ترشيحه , لانه واجه الرفض من الثوار المتظاهرين , واحرجتهم تهديدات رئيس الجمهورية بالاستقالة , ويعني هذا انتحار سياسي لهم , لذلك تراجعوا يلعقون الهزيمة والاحباط بفشل مساعيهم بالتخلي عن ترشيحه بعلقم الهزيمة . ولكن يأتي هذا الاصرار على ترشيح قصي السهيل بعد فشل عدة محاولات سابقة , يعني هذا الاصرار الاهوج والغبي , هو استفزاز الى مشاعر العراقيين في ساحات التظاهر . استفزاز الى الشهداء الابرار , الذي سقطوا بحقد المليشيات التابعة الى ايران , بحقد القناص الايراني الملثم . انهم في مأزق كبير وتخبط وفوضى , ومهما قدموا من شخصيات اخرى من نفاياتهم الحزبية , ستواجه الرفض العام , وعليهم الاعتراف بالحقيقة المرة , بأنهم انتهوا وانتهت صلاحياتهم , اصبحوا بضاعة فاسدة غير صالحة للاستعمال , وفقدوا كل شيء واحترقت اوراقهم , لم يعد امامهم مهما تطاولوا وتمنعوا بغطرسة هوجاء بالرعونة , لابد ان يعترفوا بهزيمتهم آجلاً أم عاجلاً .
جمعة عبدالله