حظيت رواية”شنكالنامه” للكاتب الكوردي السوري إبراهيم اليوسف باهتمام شعبي ونخبوي، حيث تم تكريم الرواية من قبل الرئيس نيجيرفان بارزاني، رئيس إقليم كوردستان، ووصف يوسف التفاتة الرئيس بالمبهجة
“عندما يكتب المبدع ويرى اهتمام أهله من حوله بما يكتبه فإن ذلك يكون مدعاة سرور، وحقيقة فإن الرئيس نيجيرفان بارزاني أحد أهم من عنوا بشؤون السبايا، وتحريرهم، التفاتته كانت جد مبهجة”
وكان لرووداو هذا اللقاء مع الكاتب إبراهيم اليوسف.
رووداو، حظيت رواية”شنكالنامه” باهتمام شعبي ونخبوي، هل ترى أن السبب هو أهمية الحدث؟
إبراهيم اليوسف: أجل، الحدث كان استثنائياً، وبلغ من التراجيديا الواقعية التي تبز الخيال، وهوبرأيي مايشكل تحدياً أمام كل كاتب أراد تناول هذا الحدث الوحشي الذي حدث أمام أعين العالم برمته، وكان من الممكن منع وقوعه، وهوما قلته في الرواية، وخارجها. الحدث العظيم لايمكن أن يصنع أدباً عظيماً، وهذه قاعدة عامة، وما أريده منها أن العلاقة المائزة التي يشكلها أي نص مع متلقيه لايمكن أن تأتي إلا من داخله.
رووداو: كثيرون كتبوا عن ثورات الربيع في المنطقة ولكن كم واحداً من هؤلاء قاربت نصوصهم الثورة، وتحمل في أعماقها بذرة ديمومة جدواها الجمالية؟.
إبراهيم اليوسف: لاأستطيع الحديث عن نتاج أنا من كتبته، لذلك فإنني أصغي لآراء من قرؤوه، وهم من أجيال، وبيئات، ومستويات ثقافية متباينة، ويبقى العمل بالنسبة إلي- رسالة- كما هوعنوان الرواية- رسالة شنكال- قلت فيها أشياء لم أقلها لأحد، ولاتزال طريقة كتابتي للنص غيرواضحة لدى كثيرين لاسيما هؤلاء الذين تفاعلوا مع اعترافات الراوي الرئيس، على أن مايقرؤونه عبارة عن مشاهدات، وشهادات، بل ثمة من ظنني ابن شنكال، أو أني ممن ينتمون إلى هذه الثقافة وهي أمور لم ظللت أتابع أصداءها، وإن كنت أجدني- أحياناً- وفي بعض الندوات المفتوحة التي تمت حول الرواية أن أفشي ببعض أسرار كتابتها.
يهمني رأي كلا الطرفين اللذين أشرت إليهما: آراء العامة والنخبة، ويفرحني أن رواية قد يقول عنها بعض النخبويين أنها صعبة، أو أنها”أوسع” من الرواية، بيد أن القارىء العادي يستسيغها، وهي معادلة أفهمها – تماماً- وإن كان من بين النخبة ذاتها من يتحدث عن سلاستها، بالرغم من عمق ألمها الإنساني، إلى الدرجة التي قال لي بعضهم: أنه صرخ وهويغوص في بعض المشاهد، أو أنه تجاوز أكثر من مشهد مأساوي في النص!
رووداو: قيل إن الرواية كتبت بتقنية مختلفة. ماذا تقول هنا؟
إبراهيم اليوسف: يفرحني، حقاً، من يرى في عملي” شارع الحرية” و” شنكالنامه” أنهما لم يكتبا ضمن شروط الرواية التقليدية. هذه الشروط الذي ينظربعضهم إليها بعين التقديس، ويرى أن السمو الإبداعي لديه يكمن في تمثلها، وأن الخروج عليها يعني الخروج عن فن الرواية. مثل هذا الصوت حتى وإن كان من عادته التسلح بقشور القولات ، والمصطلحات، الممجوجة، أو المكررة، إلا أن في رؤيته، بل في لجوئه إلى مثل هذه الأسلحة الهشة، المفرقعة، البراقة دليل على عدم قدرته على الخلاص من الطواطم، والقواقع، والهياكل، أو الكتالوكات مسبقة الصنع، حتى وإن كانت في- اللاشعور- فحسب، وليس على طاولة الكتابة، وهنا، لابد من أن أسرع وأقول: إن هذا الرأي لايعني دعوة إلى ابتذال هذا الفن، وإنما بغرض إغنائه، بحيث ضرورة إغناء النص الروائي. إن في أي حديث عن شروط مسبقة الصنع لأي عمل إبداعي محاولة لإعدامه. المبدع الذي يكتب ضمن حقل ما، لابد من أن يكون ملماً بالخط البياني لطبيعة وشروط النص، ومن ثم كسرها، أو نسيانها، من أجل كتابة نصه، مع الإبقاء على بعض ماهو جوهري، وهوما يدخل في حقل التنظير، بحيث يكون لأي نتاج إبداعي شرطه الداخلي الذي يشكل روح النص، مع عدم تجاوز عماده، أوعلاماته الفارقة، في حدودها الدنيا، بعيداً عن الإغراق فيها، لنكون أمام خلق جديد، وهنا، فلست أدعي بأنني أحقق كل هذا فيما أكتب، بل أتحدث عن رؤيتي في الكتابة، ولربما ثمة مسافة هائلة تبقى لدي بين التنظير والتطبيق، وهوما لايعيب كلا الجانبين، ويبقى الرأي/ الفيصل، للناقد الذي يقرأ النص بحيادية صارمة، بعيداً عن سطوة أي موقف مسبق؟
رووداو: ماذا عن الحكاية في الرواية؟
إبراهيم اليوسف: مؤكد، أن يشكل الحكي العماد الفقري لنص يقدم عوالم، وأمكنة، وشخصيات، بل وشخوصاً جد كثيرين، إلا أن الحكاية في هذا العمل لا تقدم على نحو خيطي، يمسك به من أوله إلى نهاياته، لأن المتناول من لدنه هائل. إن معاناة سبية إيزيدية واحدة. دموعها، في لحظة الاعتداء مابعد الوحشي على كرامتها من قبل أنجاس الألفية الثالثة يمكن أن تكون نواة عمل فني عظيم، لايستنفده حبر مجلدات، أو مكتبة. من هنا، فإننا أمام تناول مختلف للحكاية. من خلال تقسيم آخر لها. من خلال هندسة أخرى، لأن هناك أكثرمن راو رئيس. أكثرمن شخصية يواصلون أطراف الحكاية، ضمن بنائيتها، ناهيك عن النص الروحي الموازي. هذا النص الذي ولد، في موازاة هذا الحكاية، وبالتساوق معها، والتنامي معها، بمايدعو إلى إثارة الأسئلة لدى المتلقي.
رووداو:هل نستطيع الحديث عن تخطيطك لكتابة رواية جديدة؟
إبراهيم اليوسف: هاجس كتابة النص المختلف دفين في أعماقي، وأسعى إلى تحقيقه، عبر محاولاتي، ولربما تكون هناك هوة ما بين: النص وقراءتي التالية له. هذه القراءة التي أكشف عن مرتكزاتها في رؤاي، ولا أدري مدى صوابيتها، ولابد من أشير، أنى تحدثت عن نص جديد، في هذا العالم السردي، إلى أنه إذا كان النص التقليدي يقع في فخاخ تكرارالذات والآخر، فإن مجرد الرغبة في كتابة نص مختلف قد لاتحقق كتابته، والبون هنا واسع بين الرغبة والإنجاز، إضافة إلى أمر آخر ألا وهو أن النص الجديد الذي لايستند إلى إمكانات ما، تتجاوز إمكانات كتابة رواية تقليدية، تسقط الحلم بكتابة نص جديد، وتعريه، أمام متلقيه وناقده اللذين لا ينظران إلى مايقرآن من نصوص من خلال أحكام مسبقة. نجاح النص السردي لدى أحدنا، لايعني سد منافذ نجاحه لدى آخرين، والعكس، إذ لكل سارد استراتيجياته، وقد لايكون الضجيج الإعلامي، أو النقدي، عبر فرض نص ما على المتلقي، لاسيما بعد أن غدا في إمكان أحدنا التسويق لنصه عبر مؤسسته الإعلامية، بأكثرمما يمكن الترويج به لأعظم نص سردي؟!
رووداو: كيف يمكننا تشكيل ذائقة نقدية، تقوم النص الروائي بعيداً عن مثل هذه الأحكام المسبقة؟.
إبراهيم اليوسف: النقد فن. النقد موهبة، وكثيراً ما يقرأ أحدنا كتباً أو مقالات نقدية موسعة، من دون أن تلتقط صنانير الجمالية عناصرالمتعة والفائدة، بينما قد نجد في انطباعات قارىء بسيط- بل وعابر- الكثيرمما يفيدنا، وهو نفسه مايمكن قوله عن النص السردي، ومع كل هذا فإن صدق انطباع أحدنا تجاه نص إبداعي ما لايعني أن فطرية الذائقة وحدها كافية للتقويم النقدي الصائب، بل لا بد من تنمية هذه الذائقة. لابد من تربيتها. لابد من تسليحها بالقراءات المتعددة في عالمي الإبداع والنقد، بل وقبل كل شيء الخبرة الحياتية، باعتبار الفن والأدب لا ينفصلان عن الواقع، معادل الحياة نفسها، حتى وإن تناول هذا الواقع من خلال جزئياته، أو عمومياته.
رووداو: لنعد إلى الرواية: كيف نميز بين الواقع والخيال في الرواية؟.
إبراهيم اليوسف: لم يكتب النص ليكون مجرد وثيقة تاريخية، وإن كان يمكن الحديث عن الوثيقة الفنية. كنت أتابع الخط البياني لحدث شنكال الرهيب، عبرالإعلام والفضائيات، ولربما كان في هذا العمل ما يشبه الواقع، أو يتناص معه، بل إن فيه جزئيات من الواقع. وثمة من سها حين أشارإلى واقعية صرفة لهذا العمل، كما أن العمل لم يكتب انطلاقاً من تصورات خيالية، وإنما نتيجة وقوع حدث جلل هز العالم بأسره.
رووداو: لم كتبت هذا العمل، إذاً؟
إبراهيم اليوسف: هذا السؤال مهم، أجل، بعيد كل حدث كبير، ثمة مبدع يحاول أن يرصد ذلك، بل ثمة مبدعون كثر يحاولون ذلك، بعيداً عن أدوات المؤرخ، والحكواتي، ولذلك فقد كان هذا العمل بمثابة صرخة لي، أطلقتها في الاتجاهات كلها. عوالم النص تسير بموازاة للحدث، أحياناً، وقد تتلكأ عن مسايرته، لأنه لايمكن لأي روائي، أو فنان، أو كاتب أن ينتج أثراً فنياً يعكس بعضاً من غصة في حلقة سبية أو طفلة إيزيديين أمام جريمة اغتصابهما، أو دمعة أبيهما أمام هذا المشهد، ومشهد ذبحهما أمام عينيه.
رووداو: ظهرت لك قصيدة بهذا العنوان” شنكالنامة”؟
إبراهيم اليوسف: نعم، بعيد ساعات. أو يومين ربما، كان ثمة نص شعري كتب نفسه، ونشرته في وسائل الإعلام، أعكس ذلك الحدث الرهيب في تراجيديا ملحمية شعرية- كما خططت لها- ورحت أكتب العديد من المقالات، والمتابعات الصحفية والإعلامية، ناهيك عن منشورات شبكات التواصل الاجتماعي، إلا أنني وجدت في مابعد أن الحدث أكبر من كل ذلك، فكان أن كتبت هذه الرواية التي استهلكت من الوقت الكثير، قياساً إلى أعمالي السابقة.
رووداو: ثمة راو هو بملامحك أنت، كما فعلت في رواية” شارع الحرية”؟
إبراهيم اليوسف: بلى، مازلت أميل إلى حضور الناص في الرواية، كأحد التقنيات التي أؤمن بقوة حضورها، وذلك لكسرجدارالفصل بين الناص ونصه.
رووداو: وهناك أسماء أماكن وشخصيات حقيقية؟
إبراهيم اليوسف: ليس في النص أسماء أماكن غيرحقيقية، لأن لاشيء يحول دون ذكرها، فالتصريح بالأسماء جزء من دواعي كتابته، في مواجهة الإمحاء الذي تم، أما الأسماء فثمة جمع بين الأسماء الواقعية: أسماء الشخصيات من هم من حولي، وأسماء شخوص الرواية، بل إن من بينها ثمة اسم حقيقي دونت مأثرته، بشيء من أجنحة الخيال.
رووداو: أعود إلى رأي من قالوا: قراءة تجعل القارىء مشدودا إليها إلى جانب تعرضه للمزيد من الألم؟
إبراهيم اليوسف: ماجرى لشنكال أشد ألماً مما كتب. ما جاء فيها جزء مخفف من مجرد أنة، عندما عدت للرواية لأدققها لأول وهلة أحسست بهذا الألم، أرسلت مسودتها الإلكترونية إلى عدد من الأصدقاء من قراء عاديين وساردين ونقاد، جاءت الآراء جميعها مشجعة، وقال لي الصديق د. محمود عباس: لا تنشرها بهذه الكثافة من مشاهد مابعد الألم، ونصح بحذف مقاطع جنسية، أكدت الأيام بعد اندحار داعش أنها كانت جزءا من الحقيقة، وقد حاولت أن أخفف من جرعة الألم، لأن سبرعوالم هكذا عمل إنما تجعلنا وكأننا نسبح في بحر من دماء ساخنة، أو نزحف بأرواحنا في قارة من الشفرات. الألم في الرواية ليست صناعة بل انعكاس لواقع، وكما قلت في: هيئة جد مخففة، لأن قراءة الألم تظل أقل تأثيراً من عيشه!
رووداو: وماذا عن علاقتك بالإيزيديين؟
إبراهيم اليوسف: عشت قريباً منهم، عالمهم استهواني، وأسحرني، عشت معهم حيناً، ولي أصدقاء منهم، كما أن للأسرة أصدقاء منهم، بالرغم من أن أبي كان رجل دين، عالماً، كما جدي، كما جده. كانت في مكتبة أبي كتب عن تاريخ الإيزيديين، ولكن من خلال المروية الدينية- شأن ما كان راسخاً لدى عوام أو عامة الإيزيديين حتى ستينيات القرن الماضي- لذلك عشت صراعاً، ولما أزل أعيشه، حول كنه التاريخ الإيزيدي، والميثولوجيا الإيزيدية، وهو أمر، لاأريد أالخوض فيه، هنا، لأنه يلزمه الكثير من أدوات البحث، العميق، حول تاريخ وديانة كرد كانوا الأكثرعرضة للظلم عبر التاريخ. الإيزيدية عالم أثير لدي، وأتمنى إعادة قراءته. في مايمكن أن أسميه: القراءة الثالثة. الجديدة،، وتناوله نقدياً، من منظور الحب، لإعادة كتابته، بعيداً عن تزويره الذي يتم من قبل مدرستين متناقضتين!
رووداو: ماهو جديدك؟
إبراهيم اليوسف: لدي عمل روائي بعنوان” جمهورية الكلب” كان مقرراً نشره عن طريق دارعربية شهيرة كبرى لكنه طباعته تأخرت، ولربما أقوم بطباعته ونشره وتوزيعه، عبردار أخرى، أو عن طريق دارين معاً، لن أستبق الأمور، الآن، بالرغم من أنني لجوج بعد كتابة عمل أقتنع به. هذا العمل، كل ما أستطيع أن أقوله عنه الآن: إنه عن صدمة الشرق والغرب
رووداو: أهومكتوب بالتقنيات التي كتبت بها روايتاك السابقتان: شارع الحرية و شنكالنامه؟.
إبراهيم اليوسف: ليس من كاتالوك محدد أعتمد عليه في ما أكتب، لكن ما أستطيع الإشارة إليه هنا، هو عدم التزامي بشكل ما، ما استطعت، وذلك ضمن رؤى حداثية،وغن كان هناك من يتحدث عن” مابعد الحداثية”، ومسوغي هنا، هو ذائقة المتلقي، وتفاعله مع النص، ضمن شرطي: رغبة القراءة والحيادية، وهما أول شروط القراءة المطلوبة، من القارىء والناقد في آن واحد.
رووداو: وهل تركت عوالم الشعر؟
إبراهيم اليوسف: مازلت أجدني ذلك العاشق الصغيرلعالم الشعر، مازلت أراني شاعراً-فحسب- بل لاأنظرإلى نفسي كروائي، ولاأقولها في مواجهة من يتوهم تطويب الرواية باسمه، وإنما في مواجهة مافي داخلي من حساسية تجد الشعرخير رئة لنفسها
رووداو: وأعود لم الرواية، إذاً، مادمت ترى نفسك شاعراً؟
إبراهيم اليوسف: ما من فن هوحكرعلى صاحب موهبة واحدة، قد نجد موسيقياً يكتب الرواية أو الشعرأو القصة أو المسرح، أو نجد شاعراً روائياً، إضافة إلى أن الرواية فضاء قابل لاستيعاب عدد كبيرمن الفنون، ناهيك عن أمر آخر أن روافد الثقافة، وسيول الإعلام الجارفة، وأسئلة اللحظة، وسواها، قد رفعت الحواجز بين الفنون، إذ بتنا نتحدث عن شعرية: الابتسامة- أو المشهد الروائي، أو سردية الشعر إلخ
رووداو: ماذا عن كتابك السيروي”ممحاة المسافة”.
إبراهيم اليوسف: هو سيرتي، كما أنا، من خلال استذكار حكايات شخصية لبيئتي. لأسرتي. لمتاعبي، لأحلامي، وانكساراتها.
رووداو: هذا العمل لم تتم قراءته جيداً؟.
إبراهيم اليوسف: أوافقك، أعمالي التي طبعت في القاهرة، وبسبب التوزيع لم تصل جيداً إلى من أحببت أن يقرأوه. قلة قرؤوه، والآن أحاول أن أعيد طباعته، عن طريق دارعربية مهمة!
رووداو: وماذا عنك ناقداً؟
إبراهيم اليوسف: طبعت عدداً من الأعمال في مجال نقد الشعر ،ولدي مالم أطبعه بعد، وأتمنى أن أستطيع تحقيق ذلك في المستقبل، آمل أن يتاح لي الوقت لأنجزه، من بين كتبي التي تهمني هنا: إبرة الذهب في شعرية النص الفيسبوكي-2017 “دارأروقة القاهرة، بالإضافة إلى كتابي” هكذا أكتب قصيدتي: الشاعر والنص في مهب النظرية-آراء في الشعر- دارأوراق 2017- القاهرة.
رووداو: وماذا عن الدراسات؟
إبراهيم اليوسف: عنيت بثورة المعلومات ومدى تأثيرها على الثقافة والفنون، ولي كتابان مطبوعان في هذا المجال، هما: مخاض المصلح الجديد: استشراقات على عتبة التحول-الرياض-20016 و”استعادة قابيل: صياغات جديدة للوعي والأدب والفن دارأوراق- القاهرة-2017.
رووداو: كثيراً ماتحدثت عن هدر وقتك؟.
إبراهيم اليوسف: حقاً، لاأتصور كاتباً هدر ويهدر وقته أكثرمني، عملت في السياسة والعناية بمواهب الآخرين،سنوات طويلة، بعد مغادرتي الوظيفة ظننت أنني سأستطيع إتمام مشروعي، لكن استبداد أجهزة أمن النظام، والتضييق على لقمتي، وتهديد حياتي كانت كلها من دواعي الهجرة، والبدء من” الصفر” في دورة العمل والمعاناة. اهتمامي بالشأن العام هومن أثركثيراً على علاقتي بإنجاز ماخططت له، وبقي أسير الأدراج عقوداً؟
رووداو: تم تكريم الرواية من قبل الرئيس نيجيرفان بارزاني؟
إبراهيم اليوسف: عندما يكتب المبدع ويرى اهتمام أهله من حوله بما يكتبه فإن ذلك يكون مدعاة سرور، وحقيقة فإن الرئيس نيجيرفان بارزاني أحد أهم من عنوا بشؤون السبايا، وتحريرهم، التفاتته كانت جد مبهجة.
رووداو: هناك مأخذ على روايتك، وهو: انحيازها وأيديولوجيتها؟.
كتبت الرواية بتأن كبير، كتبت الرواية لأنصف البيشمركي، الذي حررشنكال، وتم التآمرعليه بمحاولات تشويه صورته والتدليس عليه، من ضمن ماهو واقعي محض: إنصاف هؤلاء الأبطال الذين دحروا داعش، في جزئي خريطة كردستان: في إقليم كردستان وفي كردستان سوريا، في آن واحد.
رووداو: ذكرت أن روايتك ثلاثية؟.
إبراهيم اليوسف: هكذا خططت لها، وأتمنى أن أواصل كتابة الجزأين المذكورين، من خلال زيارة: كردستان سوريا والعراق، إذ ثمة الكثيرالذي يمكن تناوله.
رووداو: أهو نداء؟
إبراهيم اليوسف: الأمرليس كذلك، الأمرجد بسيط، وجد صعب. كيف، أتمنى أن تتاح ظروف كتابة جزئي هذا العمل قريباً؟