تصدرت الامهات العراقیات جموع المنتفضین في میدان التحریر ومیادین المحافظات، بانشطة انسانیة أبهرت العراقیین والعالم،
وساهمت بشحذ همم المشاركین وتحفیز المترددین على النزول باعداد لم یسبق لها مثیل منذ سقوط الدكتاتوریة .
ً من القهر والألم واللوعة والعذاب طوال العقود
هذا الافعال النوعیة لم تأتي من فراغ، فقد تراكمت في عقول وقلوب الامهات صنوفا
الماضیة، من دون أن تتوفر لهن مساحةً من التعبیر الحر قبل ثورة تشرین الباسلة، التي اسقطت الجدران العالیة من الاوهام التي شیدها
الفاسدون للحفاظ على مصالحهم .
لقد عانت الامهات العراقیات من الفقدان القاسي للابناء والاخوان والاباء والازواج نتیجة الحروب العبثیة للحكام، وتحملن مالایطاق من
الآثار المترتبة على ذلك في جمیع المیادین، خاصة في مواجهة هیاكل الجهاز الاداري المنخور بالفساد، وحزم القوانین الهزیلة الخاصة
ً عن العراق وشعبه ومستقبل اجیاله .
بحقوق عوائلهم، والتي لاتتناسب مع تضحیاتهم، والقیم الانسانیة العمیقة لدلالات استشهادهم دفاعا
ان ما شهدته میادین الانتفاضة من مواقف الشجاعة والثبات لامهات الشهداء فاق التصور والخیال، واهتزت له المشاعر والضمائر
وأندهشت به العقول في العراق والعالم باسره، وهي افعال ترقى الى مستویات الملاحم التي سطرتها الامهات الممیزات في ذاكرة
ً بلیغة،ستبقى خالدة على الواح الذاكرة الوطنیة
ً الشعوب، وقد نقشت امهات شهداء (في الناصریة على سبیل المثال )، جملا واشعارا
العراقیة، الزاخرة بالبطولات والمواقف المشرفة منذ تاسیس الدولة العراقیة .
سیكتب التأریخ بحروف ذهبیة حكایات ثورة تشرین، المتفردة بسلمیتها وانسانیتها واستقلالیتها، وبعبورها خنادق الطائفیة المقیتة، بنجاح
ً لانتصار وحدة العراقیین على طائفیة الفساد والفاسدین، وستأتي في المقدمة
ً وأصرار وحرص من ثوارها المیامین،الذین قدموا مثالا رائعا
حكایات الامهات العراقیات العظیمات، ایقونات ثورة تشرین .
المجد للشهداء .. المجد للامهات العراقیات .. المجد للثوار .. المجد للثورة
علي فهد یاسین