الخميس, نوفمبر 28, 2024
Homeمقالاتالعراق في عين العاصفة أم ماذا؟ : منى سالم الجبوري

العراق في عين العاصفة أم ماذا؟ : منى سالم الجبوري

وأخيرا وبعد أن قامت الميليشيات الشيعية العراقية التابعة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بالکثير من التحرشات بالقوات الامريکية في العراق، فقد جاء الرد الامريکي الذي کان أقوى وأعنف وأشد تأثيرا من کل ماقد قامت به هذه الميليشيات من هجمات وتعرضات على القوات الامريکية في العراق، ومن دون شك فإن الولايات المتحدة قد وضعت الکرة في ملعب طهران وميليشياتها في العراق، وإن کان هناك من تصعيد غير عادي من جانب هذه الميليشيات فإن ذلك يعني بأن النظام الايراني في صدد سيناريو مواجهة مع القوات الامريکية عن طريق ميليشياتها، أي حربا بالوکالة من أجل إحداث تغيير في الموقف الامريکي، وقطعا فإن ذلك سيکون مکلفا للعراق رغم إن واشنطن صارت تعلم جيدا بأن هذه الميليشيات لاتقم بأية خطوة أو إجراء هجومي ضد القوات الامريکية إلا بعد أن تأخذ موافقة من النظام الايراني، ولذلك فإن إحتمال أخذ هذه الحقيقة بالحسبان من جانب واشنطن سيوسع من دائرة المواجهة ويجعلها أقوى مما يمکن تصوره.

التصريح المقتضب لنائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، يوم الاثنين المنصرم على أثر الرد الامريکي والذي قال فيه ان دماء الشهداء والجرحى لن تذهب سدا والرد سيكون قاسيا على القوات الامريكية في العراق. لکن لايمکن أخذ هذا الکلام على محمل الجد لأن النظام الايراني وقادة الاحزاب والميليشيات التابعة له عودوا العالم على التهديدات العنترية الفضفاضة من دون أي خطوة عملية تجسد ذلك، ذلك إن النظام الايراني يعلم جيدا بأن الرد کما عبر عنه أبو مهدي المهندس قد يسفر عن عواقب وخيمة، ومن الواضح إن النظام الايراني ولحد الان يحاول إمساك العصا من الوسط ولايريد أن يصعد على أرض الواقع بل يکتفي بالتصعيد اللفظي والنظري فقط، ذلك أن الاوضاع الايرانية على مختلف الاصعدة وبشکل خاص الداخلية منها قلقة ويتحسب النظام من أي تطورات قد تکون بمثابة الشرارة التي تشعل نيران الانتفاضة مجددا ولاسيما وإنه يعلم بأن الشعب الايراني حاليا في وضع يمکن وصفه بإستراحة المحارب.

الرد الامريکي القاسي على ميليشيا حزب الله العراقي التابع لطهران والذي کان رسالة واضحة المعالم لطهران، جاء بعد تطورات ذات مغزى لعل من أهمها إن الاهتمام الامريکي بالانتفاضة الايرانية الاخيرة قد تجاوز الحدود المألوفة خصوصا بعدما طفقت الادارة الامريکية تردد نفس ذلك الرقم الذي أعلنت عنه منظمة مجاهدي خلق لأعداد القتلى الذين وقعوا أثناء الانتفاضة الاخيرة وهو 1500، کما إن الادارة صارت تردد الکثير من التعابير والمصطلحات التي تتعامل بها مجاهدي خلق في التصريحات والبيانات الصادرة عنها، وهذا يعني بأن واشنطن تحذر طهران بأنها ستذهب أبعد من ذلك في حال تطورت الامور وإن الورقة الداخلية الايرانية سيتم إيلائها أهمية وإعتبارا خاصا من جانبها ناهيك عن إن الاوضاع الداخلية الحالية في العراق هي الاخرى في غير صالح طهران وأذرعها العراقية، ومن هنا، فإن أغلب الظن هو إن النظام الايراني وأذرعه لن يتجاوزوا الخطوط أکثر من الحدود المألوفة لأنهم يعلمون عدم مقدرتهم على تحمل عواقبها، وحتى إن الاحتجاجات أمام السفارة الامريکية ومارافقتها من أحداث وتطورات، فإنه الذي يلفت النظر فيها نوعا من حفظ التوازن إذ أن إشتحال حربا أمريکية ضد الميليشيات التابعة لإيران وإحتمال إمتدادها لإيران، لن تکون موضع ترحيب وتإييد من الشعبين العراقي والايراني على حد سواء بل وإن الشعبين يتمنون نهاية النظام وميليشياته في العراق والمنطقة کلها!

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular