.
وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديدا واضحا لإيران وحملها مسؤولية الهجوم الذي تعرضت له السفارة الأمريكية في بغداد.
وكان متظاهرون غاضبون من ضربات جوية أمريكية استهدفت جماعة عراقية مسلحة تدعمها إيران قد هاجموا مجمع سفارة الولايات المتحدة في بغداد.
وأطلق جنود أمريكيون قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق حشد دخل منطقة استقبال في مجمع السفارة الموجودة في المنطقة الخضراء شديدة التحصين بالعاصمة العراقية.
كما أُضرمت النيران في نقطة حراسة في شارع قريب.
وقال ترامب على تويتر عشية رأس السنة الجديدة “إيران ستتحمل المسؤولية الكاملة عن أي خسائر في الأرواح أو الممتلكات في أي منشأة تابعة لنا. سيدفعون ثمنا باهظا. هذا تهديد وليس تحذيرا”.
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي مارك اسبر إرسال 750 جنديا إضافيا بشكل فوري إلى المنطقة بعد الهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد.
وفي المقابل، رفضت إيران اتهامات الرئيس الأمريكي بتحميلها مسؤولية الهجوم على مقر السفارة الأمريكية ووصفت الاتهامات بأنها “وقحة”.
وقتل 25 مقاتلا جراء تعرض قواعد لتنظيم “كتائب حزب الله” لغارات أمريكية في غربي العراق وشرقي سوريا يوم الأحد.
وقالت الولايات المتحدة إن الهجوم جاء ردا على هجوم بالصواريخ تعرضت له قاعدة عسكرية عراقية في كركوك الجمعة أدى لمقتل مقاول أمريكي مدني.
وقال رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، أمس إن الغارات انتهكت سيادة بلاده، وستضطره لإعادة النظر في علاقتها بالولايات المتحدة.
وحذر قائد “كتائب حزب الله” أبو مهدي المهندس من أن رد التنظيم “سيكون شديدا جدا على القوات الأمريكية في العراق”.
ماذا حدث في بغداد؟
خرجت الاحتجاجات اليوم عقب تشييع جنازات المسلحين الذين قتلوا في الهجمات الأمريكية.
وشارك آلاف، بينهم أبو مهدي المهندس وقادة آخرون، في المسيرات الاحتجاجية، التي توجهت نحو المنطقة الخضراء، حيث توجد مكاتب للحكومة العراقية وسفارات.
وسمحت قوات الأمن العراقية للمحتجين بدخول المنطقة الخضراء والتجمع في شارع خارج مجمع السفارة الأمريكية.
وقال قيس الخزعلي قائد تنظيم “عصائب أهل الحق” إن “هذه السفارة أثبتت أنها سفارة تآمر ضد العراق.
وقذف المحتجون، الذين كانوا يرددون شعارات مناهضة للولايات المتحدة ويلوحون بأعلام “كتائب حزب الله” وفصائل مسلحة أخرى، المجمع بالحجارة وحطموا الكاميرات الأمنية وأضرموا النيران.
وتطور الوضع لاحقا مع اقتحام جدار المجمع. وبحسب وكالة أسوشيتد برس للأنباء، حطم محتجون بوابة وتوغل العشرات منهم لمسافة خمسة أمتار داخل ممر يؤدي إلى المبنى الرئيسي لمجمع السفارة، قبل أن تجبرهم القنابل المسيلة للدموع التي أطلقها جنود أمريكيون على التراجع.
وقال مسؤول أمريكي لشبكة “سي بي إس نيوز” الإخبارية إن المجمع لم يتعرض لاقتحام، موضحا أن مجموعة من المحتجين عبروا السور باستخدام سلم ودخلوا منطقة الاستقبال الخارجية.
وأفادت تقارير بأن جنودا عراقيين وأفرادا بشرطة مكافحة الشغب انتشروا في المنطقة في وقت لاحق، وأن المظاهرات خفتت مع حلول الليل.
وقال مصدر بوزارة الصحة العراقية لبي بي سي إن 50 شخصا تلقوا علاجا في مستشفيات عقب استنشاقهم الغاز المسيل للدموع.
ولم يتم إجلاء أي من العاملين بالسفارة، لكن المجمع أصبح في حالة إغلاق تام، بحسب سي بي إس. وكان السفير، ماثيو تولر، خارج العراق لقضاء عطلة مخطط لها مسبقا.
لماذا استهدفت الولايات المتحدة كتائب حزب الله؟
قالت الولايات المتحدة إن التنظيم شن عدة هجمات على قواعد عراقية فيها قوات أمريكية كانت ضمن التحالف الذي حارب تنظيم الدولة الإسلامية.
وردا على ذلك، قالت الإدارة الأمريكية إن قواتها شنت هجمات يوم الأحد ضد خمسة مواقع، بينها مخازن أسلحة ومواقع قيادة، بهدف شل قدرة التنظيم على شن هجمات في المستقبل.
ومنذ عام 2009، أدرجت الولايات المتحدة التنظيم ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، وصنفت أبو مهدي المهندس على أنه “إرهابي دولي”.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن التنظيم المسلح على “صلة وثيقة” بفيلق القدس الإيراني، وهو ذراع العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني، وأنه تلقى “أكثر من مرة مساعدات فتاكة ودعما آخر من إيران”.