ميليشيات تابعة لإيران تهاجم السفارة الأميركية في العراق
.
الحرة:كشف مسؤول عراقي رفيع الجمعة معلومات جديدة تتعلق بالسبب الرئيسي الذي يقف وراء قيام الولايات المتحدة بقتل قاسم سليماني، مضيفا أن قائد فيلق القدس الإيراني جاء إلى العراق لهدفين.
وقال المسؤول لموقع الحرة إن الهدف الأول لزيارة سليماني إلى العراق تأتي لاستكمال مخطط اقتحام السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء وسط بغداد، بعد فشل المحاولة الأولى التي جرت الثلاثاء الماضي.
وأضاف المسؤول العراقي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن سليماني وصل مساء الخميس إلى بغداد وكان يخطط للإشراف على عملية الاقتحام مساء الجمعة.
وتابع المسؤول الرفيع أن سليماني كان ممتعضا من رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي لأنه طلب من عناصر ميليشيا الحشد الشعبي الانسحاب من أمام السفارة الأميركية في بغداد الخميس.
وأكد أن قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني كان يعتزم إعادة ادخال عناصر من الميليشيات العراقية الموالية لطهران مرة أخرى إلى المنطقة الخضراء لتنفيذ عملية الاقتحام والسيطرة على السفارة الأميركية.
وكانت مصادر قالت لموقع الحرة الخميس إن خطة سليماني تقضي “وبعد نجاح دخول عناصر ميليشيا الحشد الجمعة وإحراق وقتل من في السفارة، إعلان المبنى مقرا عاما للحشد الشعبي، ومن ثم يصدر رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي وحكومته قرارا بتعليق وتجميد الاتفاقية الأمنية بين الحكومة والولايات المتحدة الأميركية والعمل على قطع العلاقة الدبلوماسية”.
ووفقا للمصادر كانت الخطة تنص أيضا على أن تعمد الميليشيات، الجمعة وبعد انتهاء صلاة الجمعة، باقتحام السفارة “من قبل الكتيبة التكتيكية الخاصة في كتائب حزب الله وقتل ومهاجمة من في السفار
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال الجمعة إن توقيت قتل سليماني جاء بعد تقارير استخباراتية حذرت من أنه يعتزم القيام بهجمات ضد الولايات المتحدة.
وقتل سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس وآخرين بقصف قالت صحيفة نيويورك تايمز إنه تم بواسطة طائرة أميركية من دون طيار.
وأعلن البنتاغون أنه “بتوجيهات” من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قام الجيش الأميركي “بعمل دفاعي حاسم لحماية الأفراد الأميركيين في الخارج بقتل قاسم سليماني.
الهدف الثاني
ويؤكد المسؤول العراقي الرفيع أنه بالإضافة لمخطط اقتحام السفارة الأميركية في بغداد كان سليماني يخطط أيضا للضغط باتجاه فرض ترشيح شخصية قريبة من طهران لتولي منصب رئيس الوزراء.
وقال إن سليماني كان يعتزم مقابلة خمسة مرشحين، هم كل وزير الاتصالات الأسبق محمد توفيق علاوي والقائد السابق في جهاز مكافحة الإرهاب عبد الغني الأسدي ومدير المخابرات الحالي مصطفى الكاظمي.
وتابع أن الاسمين الآخرين هما كل من رجل الأعمال العراقي المقيم في الأردن ماجد الساعدي والقاضي المتقاعد محمد العريبي.
وأكد أن الخطة تقضي بقيام كتلة البناء بزعامة هادي العامري بتقديم هذه الأسماء إلى رئيس الجمهورية برهم صالح يوم الجمعة على أن يتم حسم الاختيار السبت ومن ثم يقوم بتكليف المرشح الجديد الأسبوع القادم بعد عطلة عيد الجيش العراقي التي تصادف الاثنين.
وكان رئيس الجمهورية برهم صالح لوح بالاستقالة الأسبوع الماضي بعد ضغوط مورست عليه من قبل المعسكر الموالي لإيران الذي يصر على تسمية رئيس وزراء من رحم السلطة وهو ما يرفضه المحتجون العراقيون.
وشنت وسائل اعلام ونواب موالون لإيران خلال الأيام القلية الماضية حملة تشويه ضد الرئيس العراقي واتهموه بتنفيذ مخططات وأجندات أميركية هدفها منع وصول مرشح من كتلة البناء الموالية لإيران للسلطة.
ويصر المتظاهرون في العراق، الذي خرجوا للشوارع منذ الأول منذ أكتوبر الماضي، على ترشيح شخصية مستقلة لم تتولى أي مسؤولية تنفيذية خلال السنوات الماضية.
الوضع على الأرض
من جهة ثانية أكدت مصادر أمنية لموقع الحرة أن الوضع في العراق حاليا متأزم بعد عملية قتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.
وأضافت أن مجموعة كبيرة من عناصر ميليشيا الحشد الشعبي والفصائل الموالية لإيران حاولت الدخول إلى العاصمة بغداد قادمة من مدن جنوب البلاد، للمشاركة في تشييع القتيلين.
وأعلن الحشد الشعبي في بيان الجمعة أن مراسم تشييع سليماني والمهندس ستجري في بغداد السبت وتنطلق من إحدى بوابات المنطقة الخضراء باتجاه منطقة الجادرية.
وتؤكد المصادر أن نقاط التفتيش المنتشرة على مداخل العاصمة منعت عناصر الميليشيات من العبور وطلبت منهم الرجوع من حيث جاءوا، مشيرا إلى عناصر بملابس مدنية انتشروا في نقاط التفتيش ويعتقد أنهم من جهاز المخابرات العراقي لضمان عدم دخول أفراد الميليشيات الى بغداد.
وتابعت المصادر أن أفراد الميليشيات الموالية لإيران مصابون بالصدمة ومشوشون بعد مقتل سليماني والمهندس، بعد أن اختفى جميع قادة هذه الميليشيات وأغلقوا هواتفهم واكتفوا فقط بإصدار البيانات.