الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Homeاخبار عامةترامب ينهي سنوات طويلة من التردد الأميركي في تصفية سليماني

ترامب ينهي سنوات طويلة من التردد الأميركي في تصفية سليماني

نواب أميركيون يحذرون من تداعيات المجازفة باغتيال سليماني
اغتيال سليماني يفاقم التوتر بين طهران وواشطن ويرجح دخول الطرفين في حرب مفتوحة
.

الإدارة الأميركية تبرر اغتيال سليماني بأنها تحركت لمنع القائد الإيراني من تنفيذ أعمال عنف كبيرة في المنطقة، مؤكدة أن العملية أوقفت خطرا كبيرا كان يخطط له الجنرال الإيراني.

واشنطن – أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة قواته العسكرية في العراق بتنفيذ عملية اختار الرؤساء الأميركيون السابقون تجنبها وهي القضاء على الشخصية الرئيسية للنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، الذي كان يعرقل السياسة الأميركية في المنطقة.

وينذر قتل قاسم سليماني على أرض العراق بتفاقم التوتر الذي قد يصل إلى ذروته بين الولايات وإيران، مثيرة قلقا دوليا واسعا من تأجج نار الحرب بين طهران وواشنطن في المنطقة.

وتطرح تساؤلات عدة عن سبب اختيار الإدارة الأميركية توقيت ومكان تصفية قائد ‘فيلق القدس’ بالحرس الثوري الإيراني، في وقت يتفاقم الحذر من أن يتحول العراق إلى ساحة حرب بالوكالة بين أميركا وإيران التي لوحت برد قاس وسريع على مقتل سليماني.

يبدو أن واشنطن استشعرت خطرا بشأن مصالحها في العراق منذ انطلاق الاحتجاجات قبل ثلاثة أشهر في ظل تنامي النفوذ الإيراني الذي سعى مرارا لاحتواء الحراك الشعبي بدفع ميليشياته نحو قتل المحتجين المنددين بتدخل إيران في بلدهم، وتنفيذه مؤخرا لهجمات استهدفت أهدافا أميركية خطط لها سليماني وأبو مهدي المهندس.

وقطعت الإدارة الأميركية بعملية الأمس أحد أبرز الأذرع الإيرانية ومهندس عملياتها في منطقة الشرق الأوسط، ما ينذر بتفاقم الصراع بين أميركا وإيران وتغير معادلات الحرب بينهما.

وكان أسلاف ترامب يخشون من أن يتسبب قتل قاسم سليماني قائد القائد الإيراني المكلف بالعمليات الخارجية لإيران، بحرب جديدة في المنطقة في ظل تواجد القوات الأميركية في كل من أفغانستان والعراق.

لكن بعد مناوشات دامت ثلاث سنوات مع الفصائل الموالية لإيران في المنطقة والتي بلغت ذروتها هذا الأسبوع مع هجوم على السفارة الأميركية في بغداد، اختار ترامب المجازفة.

وقال رئيس أركان الجيش الأميركي مارك ميلي الجمعة إذا لم يتمّ استهداف سليماني “كنا سنُتهم بالإهمال”. ونفذ الجيش الأميركي الضربة “بعملية محددة بواسطة طائرة مسيرة” قرب مطار بغداد.

وأضاف ميلي “كانت في حوزة الولايات المتحدة معلومات مؤكدة مفادها أن سليماني كان يخطط لأعمال عنف أكبر بكثير”. وأوضح “خطر عدم التحرك كان أكبر من خطر التحرك”.

ولم يكشف أي تفصيل عن الهجمات التي كان يخطط لها سليماني، لكن مسؤولا كبيرا في وزارة الدفاع أعلن أنه تمّ تسريع العملية من باب الصدفة.

وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه إن سليماني “وصل إلى المطار وسنحت لنا الفرصة”. وتابع “استغلينا الفرصة استنادا إلى أوامر الرئيس”.

ترامب يؤجج الحرب مع إيران بعد قتل سليماني
ترامب يؤجج الحرب مع إيران بعد قتل سليماني

وحذر عدد من النواب والخبراء الأميركيين من أن ما حصل ساهم في تصعيد التوتر مع إيران وقد يدفع بالبلدين إلى حرب مفتوحة.

واعتبر الباحث ماكس بوت من مجلس العلاقات الخارجية في مقال نشرته صحيفة ‘واشنطن بوست’ أن قتل سليماني كان قرارا خطيرا.

وأوضح أن “العملية جعلت منه أكبر قائد عسكري أجنبي تقتله الولايات المتحدة منذ إسقاط الطائرة التي كانت تقل الأميرال إيسوروكو ياماموتو في 1943″، في إشارة إلى الياباني الذي خطّط لهجوم بيرل هاربور في ديسمبر/كانون الأول 1941.

وذكرت النائبة الديمقراطية إليسا سلوتكين وهي محللة سابقة في مكتب التحقيقات الفدرالي (سي آي ايه) وخبيرة في الفصائل الشيعية عملت في البنتاغون خلال إدارتي جورج دبليو بوش وباراك أوباما، أن هذين الرئيسيين تساءلا عن جدوى اغتيال سليماني.

وغردت على موقع ‘تويتر’ “سؤال واحد منع رئيسين أميركيين أحدهما ديمقراطي والآخر جمهوري من تصفية سليماني”، وهو “هل تستحق غارة جوية عمليات الرد عليها واحتمال زجنا في نزاع؟”.

وقالت “خلصت الإدارتان اللتان عملت لحسابهما بأن الغاية لا تبرر الوسيلة. لكن إدارة ترامب قامت بحسابات أخرى”.

وأكد نيد برايس الذي كان مستشارا أيضا لأوباما أن “إدارة أوباما لم تقلل يوما من أهمية دور” سليماني وخصوصا نفوذه الذي يمتد أبعد من الشرق الأوسط.

وتابع “نفوذه يمتد أيضا إلى الغرب”، موضحا أن فيلق القدس قادر على التحرك في أوروبا وأميركا الجنوبية والولايات المتحدة حيث اتُهم في 2011 بمحاولة اغتيال السفير السعودي.

واتخذ ترامب موقفا مغايرا لسلفه من خلال الانسحاب في 2018 من الاتفاق الدولي حول برنامج إيران النووي الذي تفاوض بشأنه أوباما، واختار ممارسة “أقصى ضغوط” على نظام طهران من خلال فرض عقوبات اقتصادية صارمة.

وردت طهران بمحاولة وقف الملاحة البحرية في الخليج من خلال إسقاط طائرة مسيرة أميركية فوق مضيق هرمز وقصف منشآت نفطية في السعودية.

وعادت سياسة ترامب بالفائدة خصوصا على الأشخاص الأكثر تشددا في النظام الإيراني مثل سليماني، بحسب ما يقول جيل بارندولار من مركز ‘ديفنس برايوريتيز’ للأبحاث. ويضيف “ساهم ذلك في زيادة نفوذه في إيران”.

ويرى الخبير في الشؤون الإيرانية ويل فالتون أنه في الماضي كان خطر قتل سليماني يعتبر مرتفعا جدا.

ويضيف “اتسعت رقعة مهامه ونفوذه وقررت إدارة ترامب أن نفوذ سليماني وقدرته على تحريك الأحداث في المنطقة تحولا إلى تهديد خطير جدا يجب معالجته”.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular