الحروب والمواجهات والدمار وحياکة الفتن والمٶامرات وعمليات التفجير والاغتيالات، هي مفردات إقترنت بالارهابي المقبور قاسم سليماني أينما حل، وإن شعوب العراق وسوريا ولبنان واليمن، قد ضاقت ذرعا بهذا الارهابي والدور المشبوه الذي قام به في هذه البلدان ولذلك فقد کان منتظرا ومتوقعا أن تبدو علائم الفرح والسرور عليها وهي تستمع لنبأ مقتله، ومن دون شك فإن العالم کله قد إستقبل أيضا هذا النبأ بترحاب بالغ لأن الارهابي سليماني لم يکون سوى رسول الشر والعدوان.
يقاس الرجال بأعمالهم ومايقدمون من خدمات وأمور سلبية کانت أم إيجابية، وبلا ريب فإن الذين يقدمون أعمال وخدمات إيجابية تخدم شعوبهم والانسانية، فإن أسمائهم تخلد ويذکرهم التأريخ بإجلال أما الذين يقدمون خدمات سلبية فإن لعنات التأريخ تلاحقهم ويشکلون الجانب الاسود والمظلم من التأريخ. قاسم سليماني، لم يکن بذلك الرجل الذي قدم خدمات جليلة للشعب الايراني أو شعوب المنطقة وبشکل خاص الشعب العراقي، بل إن إسمه وتأريخه مرتبط بنشاطات وأعمال من قبل التفجيرات والاغتيالات وتهجير الناس وجرف البساتين التغيير الديموغرافي للمناطق في بلدان المنطقة والتدخل بکل صلافة في شٶونها الداخلية، ولذلك فإن الذي يجب إنتظاره وتوقعه هو إن تتنفس الشعوب کلها بما فيه الشعب الايراني الصعداء لمقتل هذا الرجل.
التدخلات السافرة وغير المقبولة من کل النواحي للنظام الايراني، کان سليماني يجسدها على أفضل مايکون ولاسيما عندما کان يقوم بإضعاف البلدان الاربعة التي تخضع لنفوذ نظامه ومن ثم يبادر لإتخاذ قرارات إجرامية ضد مصلحة شعوبها وضد التعايش السلمي القائم بين مکوناتها، إضافة الى جعل سوح هذه البلدان أماکن لحروب بالانابة ولتصفية الحسابات مع البلدان الاخرى على حساب شعوبها، ومن هنا، فإن من حق شعوب العراق ولبنان واليمن وسوريا أن تشعر بالغبطة والامل على فناء هذا الرجل الذي کان أشبه بکابوس وظل للموت والدمار أينما رحل.
ماقد عاناه الشعب العراقي بشکل خاص من هذا الرجل وماقد ذاقه من ويلات على يده، لايمکن وصفها، کما إن التدخلات التي قام به في العراق قد فاقت حدود الوصف والخيال حتى لم يعد غريبا أن يقوم بنفسه بعقد إجتماع للقوى الامنية في مکتب رئيس الوزراء الحالي على أثر الانتفاضة الاخيرة أي إنه تصرف وکأنه رئيس وزراء العراق! فأي تطاول وإستهتار غير مسبوق هذا بالسيادة الوطنية للعراق؟ هذا مع قيام الجماعات التابعة له في العراق بترديد شعار“قائدي سليماني” أو کتابته على الجدران والاماکن العامة وکأن العراق قد خلي من قائد ليقود شعبه حتى يأتي هذا الارهابي ليصبح في غفلة من الزمن الردئ قائدا له!