رغم اننا جميعا مشدودين لما ستؤول اليه الاحداث المتسارعة في عراقنا العزيز والمنطقة بعد الحرب المعلنة بين امريكا وايران على الساحة العراقية ، يبقى مستقبل الاقليات ومناطقهم في مهب الريح ويبقى الامل في وجودهم في ارض الاجداد ميؤس منه في ظل الحكومة الطائفية وسلطة الميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون …
في اواخر تشرين الثاني 2013 التقى احدى الشخصيات القومية لشعبنا مع احدى الشخصيات الاوربية المؤثرة وكنت حاضرا ذلك الاجتماع ، تحدث الرفيق (ص ب ) عن مخاوفه لمستقبل شعبه وخاصة من الفكر الشيعي الاسلامي وامتداده في العراق بدعم من ايران واسهب في الحديث عن تأثيره السلبي والكارثي على مستقبل العراق عموما وعلى الاقليات بشكل خاص، وعن العمليات الارهابية الذي كان يقودها المجرم البغدادي وغيره في عموم العراق ، أكد الرفيق (ص ب ) في اجابته ان هذا التنظيم سيزول وليس لهم فكر متعشش في المجتمع وليسوا لهم اجندة سياسية بقدر ما تحركهم ايادي خفية ارهابية تحاول ان تعرقل المد الشيعي في المنطقة وان عملياتهم الاجرامية بحق الابرياء سوف لا يمكنهم بناء دولة وسوف يزولون انها مسألة وقت ليس الا ، ولكن الامتداد الشيعي السياسي هو الذي سوف يدمر البلد وسوف يؤسلم البلاد بشكل متأني وسوف يقلع الاقليات من جذورها عبر التشريعات والقوانين التي تدعوا لاسلمة المجتمع بهدوء …
في حزيران 2014 استقدم نوري المالكي دولة الخلافة الاسلامية ( داعش الارهابي ) الى الموصل وسنجار وسهل نينوى لمعاقبة اهالي الموصل وتم تحرير المنطقة في تشرين الاول 2016 ، ولكن يبقى السؤال الذي يدور في مخيلتنا دوما ما الذي تغير في حياة الاقليات وخاصة الايزيديين والمسيحيين في تلك المناطق المحررة قبل وبعد احتلال الموصل وسنجار وسهل نينوى من قبل دولة الخلافة الاسلامية ( داعش الارهابي )؟؟؟؟
في العديد من اللقاءات مع المسؤوليين ( المان واروبيين والامريكان) كنت ومازلت اطرح عليه السؤال نفسه ولم اسمع منهم اي اجابة سوى انهم يقومون بكتابة السؤال في دفتر ملاحظاتهم وكذلك سؤالي لماذا انتم في هذه الجزئية تشبوهننا ، حيث انكم مثلنا تعالجون النتائج دون الرجوع الىلا الاسباب ، فياترى ما جدوى من ترميم الدور والكنائس وتنظيف الشوارع وتوزيع الحقائب المدرسية ، دون الرجوع الى اسباب هجرتهم وتهجيرهم وتعرضهم الى عمليات تطهير عرقي وابادة جماعية ؟؟؟
لم يتغير اي شي قبل وبعد احتلال دولة الخلافة الاسلامية ( داعش الارهابي ) لمناطق شعبنا فالتشريعات والقوانين هي هي لا تحترم حقوق الاقليات وحمايتهم وليس فيها احترام الاخر في الوطن وحقوقه الاساسية ، كما ان عمليات التغيير الديموغرافي والاستيلاء على ممتلكاته وعدم اعطاءه فرصة للعيش الكريم هي سمات الحكومة الطائفية بعد انهيار النظام الديكتاتوري في نيسان 2003 ، كما ان حتى المناهج المدرسية والخطب الدينية والقنوات الاعلامية التي تبث سموم الكراهية للمسيحيين ازدادت اكثر واكثر من قبل ، فما الذي تغير من واقع المسيحيين والايزيديين والصابئة المندائيين والبهائيين والكاكائيين بعد تحرير العراق من دولة الخلافة الاسلامية ( داعش الارهابي )
ان المحاولات الحثيثة لتهجير شعبنا السابقة وفي مراحل متعددة بين الحين والاخر بعد 2003 هي نفسها وذات المنهج في مراحل مستمرة في قلع جذور الاقليات من مناطقهم التاريخية بشتى انواع الوسائل وما امام ابناء شعبنا وابناء الاقليات الا طريق الهجرة بعد غلق جميع الابواب في التشبث بارضه الا الهجرة وهذه الهجرة ايضا تتم بمساعدة المنظمات الدولية كل يبكي على ليلاه ويبقى شعبنا هو الضحية الاول والاخير …
بعد تحرير الموصل وسهل نينوى وسنجار ، كتبت عدة مقالات ونداءات بعدم الاسراع في العودة الطوعية ، علينا ان نعود بكرامة وان عودة شعبنا مقرونة وموثقة بضمانات دولية للعودة، ولكن ماذا نفعل امام البعض من يهوى البهرجة والهالة الاعلامية ليدفعون الناس بالعودة الطوعية من اجل بعض المساعدات من هنا وهناك ، وكل الذي فعلوه هو ترميم الكنائس وتنظيف الشوارع وصبغ الدور وتوزيع الحقائب المدرسية بعد ان تم الضغط على النازحين بقطع المساعدات الاغاثية من مخيمات النازحين للعودة بدون ضمانات …
العودة الطوعية بلا ضمانات مذلة واليوم أو غدا سنعيش مرة اخرى تلك الذلة التي ارتضيناها بعودتنا الطوعية ، فأن كانت المرة الاولى والاولى والاولى بتهجيرنا وصمودنا في حينه موقفا مشرفا ، أما اليوم بعد ان يتهم مرة اخرى تهجيرنا الاخير والأخير والأخير … فلمن المشتكى ياترى ؟؟ بعد فوات الاوان….!!
كامل زومايا
أخي العزيز لا تكن متشائماً , الذي نجا من سيف الدولة الراشدية والاموية والعباسية و (بعد إستراحة 300 عام ) 400 عام من الحكم العثماني الشبيه , دون عون أو مغيث , سيجتاز المغفلين بكل سهولة بوجود أمريكا والامم المتحدة وإن كانت كذابة