1 ـــ في المجتمعات الذكية, تشكل احزاب الأسلام السياسي عاهة مجتمعية, هكذا هم اغبياء الأحزاب الشيعية في مجتمع الجنوب والوسط, بعد الأنتخابات المزورة الأخيرة, اعلنت ايران فوزها على امريكا, بثلاثة اهداف مقابل صفر, وسيطرتها على السلطات الثلاثة, مقابل لا شي لآمريكا, هكذا كان المشهد, اما على صعيد التوافق الأمريكي الأيراني, فكانت الدولة والحكومة (ففتي…ففتي) بينهما, مسرحية اغتيال المندوب السامي الأيراني, قاسم سليماني ومرافقه شيخ القناصين ابو مهدي المهندس, كانت لخروج الدولتين ومعهما الجوار, من المأزق الذي شكلته الثورة العراقية في الجنوب والوسط, الثورة كانت ابعد من مجرد مطاليب صغيرة, كانت معبّرة عن ارادة شعب يريد استعادة وطنه “نريد وطن”, سرقته الأختراقات الأمريكية الأيرانية, وكبلت دولتة بحكومات العملاء والمرتزقة, من داخل نظام بغيض دنيء للتحاصص والفساد والأرهاب, طائفي عرقي اقتسم العراق من داخل مجلس الحكم الموقت بعد عام الأحتلال في 09 / نيسان / 2003.
2 ـــ اغبياء الأحزاب الشيعية, شكلت منهم ايران اغلبية من داخل السلطات والمؤسسات, ثم جندت الى جانبهم بعض الأحزاب السنية والكردية, وجعلت من السلطات الثلاثة مليشيات سياسية, يدير انوائها ويمسك بأرادتها ويحدد ادوارها, الجنرال الأيراني قاسم سليماني, ومن حوله مجندي الخيانة الوطنية, امثال عادل زويه والفياض والعامري والمهندس والخزعلي, ليقودوا مليشيات الموت العراقي, لكن هناك في الأفق الوطني, كان النفس العراقي الأخير, يشرق تظاهرات ثم انتفاضة تبلورت الى ثورة شعبية, هتفت بها حناجر بنات وابناء الجنوب والوسط, واستجابت لها الكثير من حناجر كادحي المحافظات الشمالية والغربية, ثورة عراقية تجاوزت دمائها وارواح شهدائها, عوائق المستحيل ورسخت تقاسيم انتصاراتها, واقع عراقي ثائر.
3 ـــ اكثر من (600) شهيد, واكثر من (23000) الفاً من الجرحى, والاف المعتقلين والمطاردين, ومئآت المخطوفين والمغيبين في مقرات التعذيب والتصفيات لمليشيات الحشد الأيراني, وجراحات اضافية نزفت ملايين الأرامل والأيتام والثكالى والمعاقين, ورغم ذلك استمر عنفوان الثورة بزخمه, ووعي تياره الشعبي يفكك مفاصل نظام الفساد والأرهاب وفضائح الخيانات, وخلق مأزق حقيقي للتغلغل الأيراني والنفوذ الأمريكي في الداخل العراقي, كل شيء سقط مع سقوط التطرف الطائفي القومي, واصبح وعي التوحد حول المشتركات الوطنية, ظاهرة تتنفس برئة المكونات العراقية, العبث في الشأن العراقي, قد يُدمي الثورة لكنه لن يوقف انتصاراتها القادمة, انها ارادة شعب “يريد وطن”.
4 ـــ دونية الأحزاب الشيعية ثغرة قاتلة, نفذ منها الجنرال سليماني, لسحق اضلاع السيادة العراقية, ارهابي دولي يشكل فيها ولها حكومات ويلغيها, ومن داخل مجلس النواب الأيراني في العراق, ترد ايران على امريكا, بأصوت مجلسها (المزور) على اجلاء القوات الأمريكية من العراق, ليبقى السياف الأيراني حراً في ذبح شباب ثورة التحرر والأصلاح الوطني في ساحة التحرير, ثم تعود مياه التوافق والتخادم, بين الفرقاء الألداء الى مجاريها, يفتح جيش المهدي مكاتب (الشهيد!!) لأرتكاب مجازر جديدة, وتنطلق مليشيات الحشد الأيراني, لأرتكاب جرائمها في تصفية المنتفضين في الجنوب والوسط, وتتخذ مليشياتها السياسية من داخل مجلس نواب (عراقي!!), قرارات غبية لخذلان العراق, لكن ــ والف لكن ــ ان هذا الوهم السخيف سوف لن يتحقق, فالثورة تجاوزت طفولتها , وكبرت حقيقة عراقية تقف على ارضها, ونفسها الوطني سيربح الرهان على الوقت, الثورة وحدها ستسترجع الوطن, وتحرر اسم الله, من منافقي كتائب واحزاب الله, وعلينا ان نعتصم بحبل أرادتها, ولا شيء سواها.
08 / 01 / 2020