في سورة إيلاف الکريمة، أکد الله عزوجل على أهمية الامن الغذائي ومنحه الاولوية على غيره، عندما قال تعالى(لإيلاف قريش، إيلافهم رحلة الشتاء والصيف، فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)، فلم يقدم الله تعالى السلاح والقوة اللذان يوفران الامن للإنسان على الغذاء، ذلك إنه ومن دون الغذاء فإن الانسان لايقوى على شئ، لکن يبدو إن هذه القاعدة الاساسية التي وضعها الله تعالى للمسلمين يتم إتباعها في إيران التي يحکمها نظام ديني، تسير بصورة مختلفة إذ تمنح الاولوية للقوة والسلاح!
کل التصريحات المتواترة من داخل المنظومة الحاکمة في إيران، تٶکد جميعها على إن القوة العسکرية للنظام على أتمه من کل النواحي، وإن قدراتهم العسکرية باتت بإمکانها أن تطال أعدائهم”وراء البحار”، کما صرح مستشار المرشد الاعلى للشٶون العسکرية قبل أيام أو کما صرح رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية من أن البرنامج النووي الايراني بات في وضع أقوى من ذي قبل. هذا الى جانب تصريحات أخرى کثيرة مماثلة بنفس السياق، ولکن، ماأهمية وقوة کل هذه التصريحات أمام ماقد حذر منه رئيس غرفة تجارة طهران، مسعود خوانساري، بشأن انهيار الوضع الاقتصادي في إيران خلال 3 أشهر إذا استمر الوضع على هذا النحو؟!
کيف يحارب شعب جائع لايکاد أغلبه يجد مايسد به أوده؟ مافائدة آلاف الصواريخ الباليستية والاسلحة الاستراتيجية أمام شعب صار يعيش أکثر من نصفه تحت خط الفقر بحسب إعترافات رسمية، الى جانب وجود بضعة ملايين أيضا يعانون من المجاعة وهم يقفون على بحار من النفط والغاز والثروات المعدنية الاخرى؟ وعندما يتفاخر المرشد الاعلى وغيره من القادة الايرانية بجودة وکمال قوتهم العسکرية وأسلحتهم الاستراتيجية، فإنهم يطلبون من الشعب شد الاحزمة على البطون والاستعداد للشهادة والموت، لکنهم لايعلمون بأن هذا الشعب ومنذ 40 عاما هذا هو حاله، وإنه يرکض ليل نهار من أجل تأمين لقمة العيش من دون أن يتمکن من ذلك بالصورة المطلوبة.
شعب لايملك أمنا غذائيا ويواجه معيشة صعبة الى جانب مصادرة حرياته وجعله معزولا عن العالم، هل هناك من يلومه عندما يهتف بشعار(عدونا هنا في إيران وليس في أمريکا)، وهذا الشعار فيه معنى إعتباري خاص وحساس جدا، فهو مقتبس عن مقولة أطلقها الخميني ضد منظمة مجاهدي خلق عندما قال(عدونا هنا أمامنا) في إشارة الى منظمة مجاهدي خلق، ولکن الشعب عندما يجعل النظام في المکان الذي حدده الخميني للمنظمة، فإن ذلك يعني بأن الشعب قد حسم أمره مع النظام القائم، الشعب الايراني يريد اليوم خبزا وليس سلاحا ليجري الدفاع به عن النظام فقط!