الأحد, نوفمبر 24, 2024
Homeمقالاتأسفار القصائد : مصطفى محمد غريب

أسفار القصائد : مصطفى محمد غريب

ـــ ما حل بالعراق!

يا ويل من زمنٍ يلازمهُ من القهر المديد

زمنُ  يقوم على ذراعهِ وجعٌ رهيب

فصبهُ على العراق

له زفيرٌ من لهيب

به السراب من قرار

به نار الهشيم

تحرقنا ،

بالفتوة العصماء عن ماضي سحيق..

يا ويل من خاصرتي

فيها مجاري من وجع

فيها الندب

دأبي إلى فهم الحقيقة والنفوس

جرحٌ قديمٌ ظل ينزف فالتحقْ به جرحٌ جديد

جرحٌ من الفكر الذي توسد الظلام

ومن البكاء والنواح ومن شق الصدور

تنتظر الغائب من جحوره القديمة الجديدة

فرقة الإنقاذ من لهب

من كل قائلة بغضاء..

يا ويل ما حل بنا نحن العراق

وبموصلي، من نَحْرها ومن الدمار

وبصرتي،  ورغبة الإعصار للإفلات من براثن الأهوال

البصرة العصماء يعصرها دم المخاض

يمضغها طول النحيب

يا ويحنا كيف السكوت على الضلال!

كيف القنوط؟

وخرابنا عم الديار…

10 / 9 / 2018

2 ــــ يا نديمي

كأسك الحمراء فاقت نشوتي وغنائي

وأفاقتْ داخلي من رغبةٍ فيها اشتياقي

كيف تغفو من غيابٍ في الأعالي!

ثم تبقى ساهراً طول الليالي

وأنا فيك من عشقي،

من هيامي

ثم من سهدي مقامي

من تشابكْ في المعاني..

أملٌ ينبعُ من عمقي،

 يتفجرْ في كياني..

صار كالحلم يسابق في خيالي

أتلمس فيك عذراً لاصطحابي

عبر سفرات الخوالي

يا نديماً صار ذكرى في عناقي

أنت أدرى بحنيني

أنت اعلم بسباقي

أنت أدرى بسقامي

30 / 7 / 2018

3 ـــ كيف النوى؟

فيك الطّبَابَة* والردى

وبي نار الجوى

ولك الحنين وما انطوى

في قلبنا ذاك النوى

هل لا ترى؟

ما جاء من بلوى ومن بلوى

فَفرّقتّنا بأصقاع الشجى

فضل صوتك كاذباً في نوتةٍ

تقول ارجع من عذابات الفدا

وانظر هنا

في مهدنا

كيف الحنين وما صفى

كيف الفراق وما غوى

فقلتُ جار قهرنا وما جنى

في صبرنا

في دربنا

من العزوف عن الهوى

*الطِّبَابَةُ: حرفةُ الطبيب

5 / 9 / 2018

4 ـــ نص نثري :الضوء

حينما يدلف الضوء إلى غرفتي البهية

أتقدم خطوتين

برؤيا الترصد والإبصار

اسلك اقصر المسافات إلى نافذتي الشرقية

ومنها اسبح في فضاء الحديقة الصنوبرية الجانبية

لا يخطر ببالي..

 إلا مزاج شفيف عن ذكريات الهروب

لم الهرب من خطوة ثالثة؟

أشع نحو اللامرئي كي لا ادخل في متاهة النتائج

خطوتين تكفي

الأولى يروق لي أن اجتاز بها طاولة الكتب القديمة

الثانية اصطف بجانب الفتحة الزجاجية

أحدق في فضاء الحديقة المرسومة بخيال

“فان كوخ ” القانت قرب حقل الحنطة الصفراء

أرى تلك الرؤيا التي قلت عنها مؤكداً

ـــ أنهم لا يسوون شروى نقير من الوفاء!

لست مهتم للباقي

مادام الضوء مازال يدلف غرفتي البهية

مازالت أتمالك نفسي كفارس رومانسي

لديه فرس تخب بشوق نحو غسق حقول الحنطة الصفراء

8 / 9 / 2018

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular