|
مرت اكثر من ثلاثة شهور على انطلاق التظاهرات الاحتجاجية. في سبيل ايقاف التدهور الخطير في جميع ميادين الحياة . وغياب الاصلاح ومحاربة الفساد , بل تصاعدت وتيرة الفساد والفاسدين في اللصوصية والنهب . الارتمى في احضان الاجنبي كذيول طويلة خانعة للاجنبي ووجوده في العراق , الذي اصبح هو الحاكم الفعلي وبيده القرار السياسي . وحرمان العراقيين من خيرات واموال العراق لتصب في الشرايين الايرانية , مما تسبب الحرمان وغياب الخدمات الاساسية . واصبحت الحياة الصناعية والبنى التحتية معطلة مما تسبب , انعدام فرص العمل وزيادة البطالة والفقر , بنتيجة تدفق الاموال الى ايران , وعمليات الفساد والنهب . وبالتالي اصبح العراق بلداً محتلاً من قبل الاجنبي , وساحته اصبحت صراع لتصفية الحسابات . لذلك قامت التظاهرات الاحتجاجية من اجل تعديل المسار العراقي المخطوف , وحفظ المصالح والسيادة العراقية . في اعادة الوطن المسلوب , ولكن الحكومة والاحزاب الشيعية , التي ارتمت في احضان ايران , واصبحت ذيولها الطويلة في العراق . جابهت التظاهرات الاحتجاجية للحراك الشعبي السلميين , بالقمع والعنف الدموي القتل والاغتيال . من اجل اخماد انتفاضة التغيير واغراقها في الدماء , ولكن في نفس الوقت ان الحل الامني الدموي , هوفي الحقيقة الهروب من الاستحقاقات السياسية والشعبية والوطنية . هذه الحالة المزرية والمأزومة التي يعيشها العراق اليوم , في الاهمال الكامل لقضايا الشعب الاساسية , والاشتغال فقط على عمليات النهب واللصوصية التي تجري بشكل واضح للعيان , دون محاسبة ومسائلة . ان العراق اليوم معطلاً ومشلولاً سياسياً وشعبياً . لان الكل يفقد القدرة على المعالجة والحل . سوى الانغماس في المواجهة بالبطش الدموي وعمليات الاغتيال , تقوم بها مليشيات الاحزاب , التي حولتها الى عصابات ارهابية لا تختلف عن تنظيم داعش قلباً وقالباً . والعراق اليوم غارق بالعنف والدماء . وليس غير ذلك , وكما اكدت في تصريحها مبعوثة الامم المتحدة في العراق ( جنين بلاسخارت ) حيث قالت ( ان القادة السياسيين في العراق لا يزالون غير قادرين على الاتفاق على طريق المضيء قدماً ) يعني غير قادرين على الحكم وتولي مسؤولياتهم على الالتزام بطريق الاصلاح والتغيير , لانهم يعتقدون بأن هذه المتغيرات تنسف وجودهم , وخاصة وانهم فقدوا الثقة كلياً . سوى الاهتمام بالمصالح الحزبية والفئوية . واللصوصية والسماح بالتدخل الاجنبي . بهذا الشكل وصل العراق الى طريق مسدود . الحكومة عاجزة والاحزاب معطلة وفاقدة الثقة الشعبية والسياسية كلياً . ومنذ اقالة عادل عبدالمهدي . والوضع العام مصاب بالشلل والفوضى وتتحكم به المليشيات الارهابية . بذلك فقد العراق فرصة الاصلاح والتغيير . وقد انتهت المدة التي حددها الحراك الشعبي للمتظاهرين , ولم تفعل الحكومة والاحزاب شيئاً , سوى التراجع عن وعودها , وتصاعد عمليات الاغتيال التي زادت بشكل مخيف . وظلت مطالب المتظاهرين السلميين دون معالجة وحل . سوى الانخراط في المواجهة الدموية ضد المتظاهرين السلميين . ليس لهم وسيلة سوى الشارع , وتصاعدت حركة الاحتجاج بالزخم الواسع اكثر من السابق بعد انتها المهلة المحددة دون الانفراج في الافق , وفشل القمع الدموي الذي راهنت علية الحكومة والاحزاب , لكنه فشل وسقط امام صلابة وتحدي للمتظاهرين في مواجهة بالبطش الدموي , واليوم يعود العنف الدموي من جديد . لذلك شددت مندوبة الامم المتحدة , بالتحذير من استخدام العنف الدموي من جديد ( ان القمع العنيف للمتظاهرين السلميين , لا يمكن تبريره ويجب تجنبه بأي ثمن , فليس هناك ماهو اكثر ضرراً, من مناخ الخوف والمساءلة والعدالة للضحيايا ) ان تصاعد عمليات العنف الدموي يعود اليوم بشكل مروع في قتل المتظاهرين السلميين , وربما يتصاعد اكثر من السابق وبالتالي سقوط شهداء واغراق العراق بالدماء , هذا الامر الخطير , تتطلب الضرورة القصوى الى التدخل الحماية الدولية بشكل مباشر في حماية المتظاهرين السلميين من القتل الاغتيال . تشديد المطالبة الى الامين العام للامم المتحدة واعضاء مجلس الامن , والمنظمات حقوق الانسان , والمنظمات الدولية , التدخل المباشر , قبل ان تنقلب الاوضاع الى الفوضى والانفلات الامني , وتقود الاخطار المهلكة للعراق والعراقيين .
جمعة عبدالله