من يفهم الوضع السياسي في العراق يعرف بان هناك قوات مسلحة غير رسمية وللاسف تحت اجنحة الاحزاب الطائفية التي لاسيما رفعت شعارات براقة قبل تحرير العراق من براثن حزب البعث الذي كان يرأسه المجرم صدام حسين. لكن يبدو ان ماكان يقوم به الاخير لايختلف كثيرا عن ماتقوم به القوات الغير منظمة(الحشد الشعبي) اليوم ولكن كله هذا، ليس ماتراه العيون العراقية كلها على الاقل ليس في الجنوب الشيعي. فلو سالنا أكثرية اهل الجنوب عن رأيهم في الحشد سوف يقولون بالتاكيد بانها قوات عسكرية نظامية تدافع عن العراقيين جميعا دون تفرقة وانها مقدسة وحتى انها افضل و اقوى من الجيش العراقي . وهنا تكمن المشكلة ،اي عندما لايعرفون العراقيين بان وجوده في المناطق المستقطعة وبالاخص في سهل نينوى خطر كبير للعراق والعراقيين جميعا .لو اخذنا بمحمل الجد بان الخطر على زاخو هو نفس الخطر على فاو ايضا، ناهيك عن الوضع الذي لايحسد عليه في العراق اجمع. اي ان من يعيش في سهل نينوى يشعر بالقلق ازاء بقاءه لهذه الفترة الطويلة التي لامعنى لها.
لو افترضنا ان وجودها سوف تبني امالا على الاقل لساكني المنطقة . لقلنا سننتظرها لعلها تغير ولو شيئا نحو الأفضل. ولكن دورها في الطائفية وصناعتها و الفوضى والغدر والتدخل في ما لايعنيها اصبحت من مهامها اكثر من سبب وجودها الحقيقي اللاحق . اقول ال (لا) حق لان في الوقت الذي كانت المنطقة بحاجة الى من يخرجها من كابوس داعش لم نرى منهم ولو شخصا يدعمنا بل على العكس وقفوا ضدنا وخاصة في الفترة الاخيرة منها. اما قبل ذلك لم يكن ايضا الا شكل من اشكال الاحتلال الشيعي للمنطقة واذا كنت قد أخطأت في فهمها فلماذا لاتغادر الى الجنوب في وقت الذي كلنا نعرف بانه لم يبقى لهم اي دور وخاصة انتهى و ولى خطر الدولة الإسلامية في العراق والشام(داعش) .
الحشد الشعبي جسم غريب في المنطقة والعراق عامة. فوجوده في الساحة العراقية هو تدخل واضح من ايران في الشأن العراقي وكلما اصبح الاول قويا في المنطقة يعني ايضا بان الثاني اصبح اقوى وذو نفوذ اكبر .
ولو افترضنا ان لوجوده معنى في العراق فانا متاكد بانه ليس لسهل نينوى على الاقل . بل ليس لكل شبر من مناطق المستقطعة ايضا.
غادر يا حشد الشعبي الى حيث اتيت .
غادر الى مكان ، يستقبلونك بالورد .
غادر الى بغداد، غادر الى الجيش العراقي .
غادر حتى لو كان لسطح القمر .
المهم ان تغادر خاصة في هذه الفترة الحساسة التي يخاف منها كل عراقي و كردي شريف ،بل كل من يحب ان لا تسوء المنطقة نحو الاسوء.
غادر…..
دلفتار
١٦.١.٢٠٢٠