الخميس, نوفمبر 28, 2024
Homeمقالاتقمة دافوس الإقتصادية والحضور الكوردستاني الرسمي:الدکتور سامان سوراني

قمة دافوس الإقتصادية والحضور الكوردستاني الرسمي:الدکتور سامان سوراني

 

من أجل تسليط الضوء على القضايا العالمية المرتبطة بالاقتصاد والسياسة والأمن والاستقرار وتحت شعار Stakeholders for a Cohesive and Sustainable Worldالعمل من أجل عالم متماسكومستدامأنطلق اليوم (من 21 الی 23 کانون الثاني 2020) أعمال المنتدی الإقتصادي العالمي في مدينة دافوس السويسرية وذلك بحضور أسماء لامعة من عالم الأعمال والأكاديميين والسياسة.

إن قدرة المنتدى على الاحتفاظ بمكانته المرموقة لفترة تزيد عن نصف قرن أمر مثير، فهو مكان فريد يضمن التقاء الأفكار بالفرص.

ومن بين القادة المشاركين في هذا المنتدی يلمع أسم فخامة الرئیس نیجيرفان بارزاني، المدعو بشكل رسمي للحضور والمشارکة وذلك لنقل الفلسفة السياسية والرؤية المستقبلية لإقلیم كوردستان عن طريق إلقاء کلمة والتحدث حول الوضع الراهن في الشرق الأوسط المليء بالإضطرابات.

إن حضوره هذا المنتدی الإقتصادي المهم دليل علی ثقة المجتمع الدولي في إقليم كوردستان، ومن خلال لقاءات ثنائية مع عدد من زعماء وقادة العالم وکبار مسؤولي الدول بإمکانه مناقشة قضايا ساخنة وتبادل الآراء ووجهات النظر بشأن مسألة تطوير علاقة الإقليم مع المجتمع الدولي.

الشعب الكوردستاني ينظر بأهمية بالغة الی لقاءه المرتقب بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، لأننا نعلم بأن ديمومة الأزمة الحالية في العراق والمنطقة سوف تکون لها تأثير إستراتيجي علی السلام والإستقرار والأمن في كل من دول الخليج والعراق وسوريا.

يعتبر المنتدی لهذا العام، 2020، للکثیر من المشارکین حدث مزدوج، ففي البدایة هناك برنامج رسمي تناقش فیها القضایا الإقتصادیة والإجتماعیة العالمیة بشکل عام و بعده تسنح الفرص للقاءات فردیة بین رؤساء الدول وأصحاب الشرکات الصناعیة العالمیة لتبادل الآراء في مجموعات صغیرة وإجراء مفاوضات حول قضایا راهنة ومهمة، علی الرغم من التوترات والصراعات العالمية وصعود السياسيين الشعبويين في غير مکان.

يقال بأن النخب تبقی دوماً بعيدة عن الأنظار، لکن هل يوجد عالم من غير نخب؟ نحن نری بأنە من الضرورة بمكان أن يجتمع هؤلاء القادة بإنتظام وخاصة في دورة المنتدی الـ50 لإکتشاف مايفکر کل واحد منهم وللتعرف علی أفکار بعضهم البعض والعمل معاً من أجل الصالح العام.
بالتأکید سوف تکون مواضیع مثل التغييرات المناخية ومساعدة الحكومات والمؤسسات الدولية في مراقبة التقدم المحقق في أهداف اتفاق باريس للمناخ والنمو الإقتصادي وأهداف التنمية المستدامة والشکوك المتزایدة حول تشابك المخاطر الأمنیة التقلیدیة وإصلاح الرأسمالية والعولمة الإقتصادیة والتعاون الدولي والتحولات الرقمیة وتأثیرها علی المجتمعات في العالم وتعزيز الحوار حول تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة وإدارة التجارة، إلى جانب القضايا الجيوسياسية وبناء جسور للتعامل مع الصراعات العالمية، علی جدول الأعمال.

الشعوب أصبحت تقيّم النظم الإقتصادية من خلال المكاسب، لا من خلال الإنغلاق السياسي والإقتصادي أو من خلال نظريات طوباوية و كلمات منمقة و رفع شعارات زائف، لذا يمکن إعتبار مشاركة الرئيس نیجيرفان بارزاني ضمن مجموعة من رؤوساء دول وحکومات في هذا المنتدی دليل واضح علی إهتمام حکومة الإقليم بالفلسفة الجديدة للإقتصاد الليبرالي المعولم وسعيها الدٶوب في الدخول الی منظمة التجارة العالمية من أجل تحقيق مكاسب أكثر علی أرض الواقع.

ففكرة تشجيع الإستثمار الأجنبي لا فقط في نقل رأس المال، كما يتخيله سذجة علوم الإقتصاد، بل في نقل التكنولوجيا والإدارة الحديثة وتطوير ثقافة العمل والإشراك في النهضة العلمية الحديثة أمر ضروري ومهم لإنهاء الأزمة الإقتصادية في الإقليم وبناء وإنهاض وتأمين بنيته التحتية.

وختاماً: لا سبيل اليوم لمجتمع أن ينمو و يتطور أو أن يتقدم و يزدهر من غير أن يمارس حيويته الإقتصادية، فالهوية هي صيرورة تصنعها العلاقة مع الغير، كما الدين هو المعاملة و العقل هو المداولة و السياسة هي الشراكة كأقرب الطرق لتحقيق استقرار المجتمع.

الدکتور سامان سوراني

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular