غرقت سفينة تايتانيك الشهيرة، في قاع المحيط الأطلسي الشمالي في الساعات الأولى من يوم 15 أبريل 1912، بعد اصطدامها بجبل جليدي خلال رحلتها الأولى من ساوثهامبتون إلى نيويورك.
وفقد أكثر من 1500 شخص حياتهم، خلال الحادثة، لكن البعض رفض قبول الرواية الرسمية كحقيقة مسلمة، على الرغم من إجراء بريطانيا والولايات المتحدة تحقيقات في الحادث.
وتزعم نظريات المؤامرة أن تايتانيك وقع تبديلها مع سفينة “أولمبيك” الشبه متطابقة معها والتي تحطمت قبل عام من غرق تايتانيك، في عملية احتيال متقنة على التأمين.
وبينما وقع استبعاد هذا الاحتمال، كشف ريتشارد ميتشلي، مقدم سلسلة Titanic Arrogance التابعة لأمازون، في عام 2011: “كانت شركة وايت ستار لاين تخسر المال كل يوم، وهذا مؤلم”، وتابع: “إضافة إلى هذا الوضع، كانت بريطانيا تحت سيطرة إضراب وطني بشأن الفحم”.
وأشار ميتشلي إلى أن “تايتانيك ستحتاج إلى نحو 6 آلاف طن لرحلتها إلى نيويورك، والطريقة الوحيدة للحصول على هذه الكمية هي إخراجها من سفن أخرى مثل أوشيانيك ونيويورك .. وهذا يعني مضاعفة المناولة اليدوية للفحم، وهو عمل قذر جدا وشاق”.
وشرح الباحثون: “في خضم الفوضى، احتفظت تايتانيك بسر قاتم، بأن الفحم الموجود في أسفل القبو رقم ستة، كان مشتعلا طوال الرحلة”، ما دفعهم للادعاء بأن الحريق أضعف هيكل السفينة قبل أن تصطدم بالجبل الجليدي.
ودرس الصحفي سينان مولوني، الذي أمضى أكثر من 30 عاما في البحث عن بقايا السفينة الغارقة، الصور التي التقطها كبار مهندسي الكهرباء في السفينة قبل أن تغادر حوض بناء السفن في بلفاست.
وادعى أنه كان قادرا على رصد علامة سوداء طولها 30 قدما، تمتد عبر الجانب الأيمن الأمامي من السفينة، حيث قيل إنه المكان الذي ضرب فيه الجبل الجليدي تايتانيك.
وأكد الخبراء في وقت لاحق أن العلامات التي لاحظها مولوني، قد تكون ناجمة عن نشوب حريق في مخزن للوقود من ثلاثة طوابق، خلف إحدى غرف سخان المياه في السفينة.
ويدعي مولوني أن هذا الحادث كان بمثابة محفز لـ “عاصفة كاملة” من العوامل التي تسببت في غرق السفينة.
وأضاف: “التحقيق الرسمي وصف غرق تايتانيك كأمر مقدر” لكنه يشير إلى أن الحقيقة تكمن في أنها نتيجة لـ”عاصفة من العوامل الاستثنائية: الحرائق والجليد والإهمال الإجرامي”.
ويشار إلى أن الحرائق تحدث بشكل متكرر على البواخر بسبب الاحتراق التلقائي للفحم، ما جعل الخبراء لا يتفقون مع نظرية مولوني، بينهم المؤرخ صموئيل هالبيرن، الذي خلص إلى أن “حريق القبو لم يضعف الحاجز المضاد للماء بدرجة كافية ليؤدي إلى انهياره”.
واقترح أيضا أن الحريق ساعد في الواقع تايتانيك على الاستمرار لفترة أطول قبل الغرق بعد حادث الاصطدام.