الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Homeمقالاتالتمادي الايراني في العراق منى سالم الجبوري

التمادي الايراني في العراق منى سالم الجبوري

يبدو إن الصفعة الشعبية العراقية التي تلقاها النفوذ الايراني في العراق من خلال إحراق قنصليته في البصرة، قد أثرت عليه تأثيرا کبيرا لايمکن أن يتناساه بسهولة، ولأن الصفعة جاءته على يد أهالي البصرة تحديدا فإنهوبعد فترة قصيرة على تلك الصفعة، يريد أن يرد الصاع صاعين لأهالي البصرة من خلال تشکيل”التعبئة الاحتياطية” كرد على الحركة الاحتجاجية الأخيرة التي شهدتها هذه المحافظة.

المصادر التي تحدثت عن هذه المسألة، أشارت أن مشروع تأسيس هذه القوات جاء مشابها لتشكيلات “الباسيج” الإيرانية، ويقدر قوامها بثلاثين ألف فرد كدفعة أولى، مبينا أن ضرورة انطلاق تأسيس هذه القوات فيالبصرة جاء بعد حرق القنصلية الإيرانية في المحافظة، وتبدو صلافة ووقاحة النظام الايراني واضحة عندما يقوم إضافة الى قيامه بخطوة”خبيثة”أخرى في مجال إستنساخ نظرية ولاية الفقيه سيئة الصيت في العراق فإنه ينشأ نواتها في المحافظة التي تجرأت عليه أکثر من غيرها.

سعي أذرع النظام الايراني في العراق لربط ماحدث بالبصرة بنظرية المٶامرة، هو أيضا تقليد أعمى لطهران التي تتجاهل فشلها وإخفاقاتها وماترتکبه من فظائع بحق الشعب الايراني وتعتبر أي تحرك مضاد بوجهها مٶامرة أمريکية ـ إسرائيلية ـ سعودية من أجل تقويض النظام، إذ وبحسب بيان إعلان تشکيل هذه القوات، فإن الدفعة الأولى من هذه القوات ستتكون من عشرة ألوية موزعة في مختلف مناطق محافظة البصرة، “لكي يتصدى الأفراد المنضمين للأخطار المحتملة في مناطقهم بأنفسهم”!

هذا المشروع الذي يضطلع به الحشد الشعبي(ذراع طهران الطويلة في العراق)، والذي يهدف أيضا الى ضمان أمن الاحزاب والقوى العراقية التابعة لإيران خصوصا بعد أن هوجمت مقراتها وتم إحراقها قبل القنصلية الايرانية، ويبدو الامر وکأن الطرفين يعلنان تقوية وتمتين ترسيخ جبهتهما بوجه جبهة الشعب العراقي الرافضة لهما على حد سواء، خصوصا بعد أن وصل الرفض الشعبي العراقي الى عقر الدار الشيعية العراقية وهو بمثابة تأکيد واضح على فشل مشروع الخميني في دق أسفين بين الشيعة العراقيين وبقية مکونات الشعب العراقي.

من الصعب جدا التصور بأن طهران ستتخلى عن نفوذها في العراق وهي إذ تقوم بما تقوم حاليا في البصرة فکأن لسان حالها يعلن وبکل وضوح”نحن باقون رغم عنکم”، ولاريب من إن هذا التحدي يأتي في وقت يستريح فيه أهالي البصرة خصوصا والشعب العراقي عموما”إستراحة المحارب”، ومن دون شك سيکون للشعب العراقي وقواه الوطنية رد على هذه الخطوة اللئيمة.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular