مير عقراوي / كاتب بالشؤون الإسلامية والكردستانية
غير الله سبحانه لا يُعبدُ إطلاقاً : يقول [ سر سبيندار السندي ! ] بأنهم يعبدون المسيح عيسى ، وهذا تناقض مباشر وصريح مع سيرة المسيح وشخصيته الواردة حتى في مختلف الأناجيل ، حيث أوردنا في الجزء الماضي أقوالاً متعددة من الأناجيل نفسها حول بشرية المسيح ، وحول عبادة المسيح لله تعالى مثل الصلاة والصوم وقيام الليل والدعاء له سبحانه إذن ، كيف يكون البشر المخلوق العابد لله عزوجل ربه ، وهو عيسى المسيح معبوداً ما لكم لا تفقهون ..؟
في قولٍ للمسيح إنه نفى عن نفسه حتى لفظ الصالح مقارنة بالله الخالق سبحانه المطلق ، فيقول : [ وبينما هو خارج الى الطريق ، أسرع اليه رجل فجثا له وسأله : أيها المعلم الصالح ، ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية ؟ ، فقال له يسوع : لِمَ تدعوني صالحاً ، لا صالح إلاّ الله وحده ؟ ] يُنظر كتاب ( جمعيات الكتاب المقدس في المشرق ) ، بيروت / لبنان ، دار المشرق ش ، م . م بيروت / لبنان ، المكتبة الشرقية ، بيروت لبنان ، ط 6 ، 1988 ، كتاب ( إنجيل مرقس ) ص 158
عليه غير الله تبارك وتعالى لا يُعبدُ على الإطلاق ولا يستحق العبادة ، وبالمطلق المطلق سواءً كان بشراً ، أو غيرهم ، لأنهم مخلوقون ونسبيون ومحدودون ومتغيِّرون ومأطَّرون وفانون في نهاية الأمر والمطاف ، فالذي ينبغي أن يُعبدَ ويستحق العبادة هو الله سبحانه الخالق للبشر والكون والأكوان وسائر المخلوقات التي لا تُعدُّ ولا تُحصى . فالله سبحانه وحده الذي هو ما فوق النسبية والحد والحدود والمحدودية والتغيُّر والأُطُر والفناء ، بل هو جَلَّ في عُلاه خالقها وموجدها كلها التي نعلم والتي لا نعلم .
إستناداً لِمَا ورد نتساءل : هل للمسيح أو غيره أيضاً خاصية واحدة ، أو صفة واحدة من الخصائص والصفات المطلقة المذكورة له …؟ ، والجواب هو بالنفي القاطع المطلق ، فعيسى المسيح كان يأكل ويشرب ، كان يمشي ويتعب ، كان يفرح ويحزن ، كان يجوع ويشبع ، كان ينام ويصحو ، كان يمرض ويتعافى ، يضحك ويبكي ، كان يتألم من الوجع كأيِّ بشر آخر ، وهذه كلها من الصفات البشرية موجودة في المسيح وتجري عليه ، حيث هي مبثوثة ومسطورة في مختلف الأناجيل ، منها إن المسيح كان يجهل الغيب وساعة القيامة ، وقال في هذا الصدد : [ وأما ذلك اليوم أو تلك الساعة فما من أحد يعلمها : لا الملائكة في السماء ، ولا الإبن ، إلاّ الآب ] ، أي الله سبحانه رب السماوات والأرض ومن فيهن ، فهو وحده فقط عنده علم الساعة والغيب بشكل عام ، يُنظر المصدر المذكور والجمعيات ودار النشر والمكتبة والمكان والزمان والطبعة ، كتاب ( إنجيل مرقس ) ، ص 167 . لهذا كان عيسى المسيح كسائر الأنبياء والمرسلين كثير الحمد والشكر لله ربه سبحانه كما نقرأُ قوله : [ أحمدك يا أبتِ ، رَبَّ السماء والأرض ] ، يُنظر المصدر المذكور والجمعيات ودار النشر والمكتبة والمكان والزمان والطبعة ، كتاب ( إنجيل لوقا ] ، ص 228 ، يُنظر . وعن الأكل والشرب للمسيح كأيِّ كائن بشري آخر ، يقول الإنجيل عن عيسى المسيح : [ جاء آبن الإنسان يأكل ويشرب ] يُنظر المصدر المذكور والجمعيات والمكتبة ودار النشر والمكان والزمان والطبعة ، كتاب ( إنجيل متّى ) ، ص 67 ، وجاء في موضوع آخر ، في كتاب ( إنجيل متى ) : [ ولما خرجوا في الغد من بيت عَنْيا أحسَّ بالجوع ] ، أي إن المسيح عيسى يومها أحس بالجوع . يُنظر المصدر المذكور والجمعيات ودار النشر والمكتبة والمكان والزمان والطبعة ، كتاب ( إنجيل مرقس ) ، ص 161
فعلى رغم مايحتويه مختلف الأناجيل من أقوال لعيسى المسيح وأمثلة كثيرة دامغة حول بشريته ، حيث أوردنا أمثلة من مختلف الأناجيل في هذا الجزء من مبحثنا والجزء الذي سبقه أيضاً تسائل المدعو صاحب الإسم المستعار [ سر سبيندار السندي ! ] قائلا في مقالته : ( فهل قال السيد المسيح لأتباعه وحوارِيِّيه ولحاخامات اليهود ,, ما أنا إلاّ بشر مثلكم ,, ) ؟ . يُنظر مقالة ( عجيب حقا رعب المسلمين .. من مسيح ورب المسيحيين ) المنشور في موقع شبكة ( صوت كوردستان ) . بالحقيقة ذلك لا يدل إلاّ على ولعه بالكذب وآفتراءه على المسيح ومختلف الأناجيل ، ثم الكذب على القراء ومناقضة الحقيقة والأمانة العلمية .
المسيح وعبادته لله خالقه : لقد وردت عبارات وأقوال متعددة لعيسى آبن مريم في مختلف الأناجيل المسيحية بأنه كان يعبد الله تعالى كثيراً ، وإنه كان يُصلِّي كثيراً ، وإنه كان صوَّاماً مُزكِّياً وقوَّام الليل في العبادة والذِكْر والرجاء والدعاء والتضرُّع والتسبيح لله عزوجل ، وفيما يلي نورد أمثلة :
1-/ [ ثم سار الروح بيسوع الى البرية ليُجرِّبه إبليس ، فصام أربعين يوماً وأربعين ليلة حتى جاع ] يُنظر كتاب ( الكتاب المقدس ) ، جمعيات الكتاب المقدس في المشرق ، بيروت / لبنان ، دار المشرق ش . م . م ، بيروت / لبنان ، المكتبة الشرقية ، بيروت / لبنان ، ط 6 / 1988 ، كتاب ( إنجيل متى ) ، ص 43
2-/ [ أحمدكَ يا أبتِ ، رَبَّ السماواتِ والأرضِ ] يُنظر المصدر المذكور والجمعيات ودار المشرق والمكتبة والمكان والزمان والطبعة والإنجيل ، ص 68
3-/ [ وأما الله فإنه على كل شيءٍ قدير ] ينظر المصدر المذكور والجمعيات ودار النشر والمكتبة والزمان والمكان والطبعة والإنجيل ، ص 91
4-/ [ ثم جاء يسوع معهم الى ضَيْعة يُقال لها جتسمانية ، فقال للتلاميذ : أُمكثوا هنا ، ريثما أمضي وأُصلِّي هناك ] يُنظر المصدر المذكور والجمعيات ودار النشر والمكتبة والزمان والمكان والطبعة والإنجيل ، ص 111
5-/ قال عيسى المسيح بن مريم : [ للربِّ إلهك تسجد وإيَّاهُ وحدهُ تعبُدُ ] يُنظر المصدر المذكور والجمعيات ودار النشر والمكتبة والمكان والزمان ، كتاب ( إنجيل لوقا ) ، ص 202
6-/ [ وفي تلك الأيام ذهب الى الجبل لِيُصلِّي ، فأحيا الليل كله في الصلاة لله ] يُنظر المصدر المذكور والجمعيات ودار النشر والمكتبة والمكان والزمان والطبعة والإنجيل ، ص 208
حول معجزات عيسى المسيح : لا شك فيه لقد كان لعبدالله تعالى ونبيه عيسى المسيح معجزات خارقات متعددة ومختلفة ، وكانت تلكم المعجزات للمسيح إلهية المصدر والمنشأ والإذن والإرادة والقوة ، ولم ينفرد المسيح بالمعجزات ، بل إن جميع الأنبياء كانت لهم المعجزات الخارقات الباهرات ، وكانت كلها بمشيئة الله وإرادته وقدرته وقوته سبحانه وتعالى ، ولو صَحَّ بالمعجزات تأليهُ نبيٍّ لأضحى جميع الأنبياء آلهة كثيرة ، وذاك ما يزعمونه ويتقوَّلونه ، قولٌ سخيفٌ يتصادم مع العقل السليم والمنطق السديد ، لأنه أنَّى لعباد مخلوقين وضعفاء ، في مقدمتهم عيسى المسيح أن يأتوا بربع معجزة ، بل أقل لولا رعاية الله تعالى وعنايته وإذنه ومشيئته الخارقة وقوته المطلقة التي تقول للشيء { كن فيكون }
بالأناجيل : المسيحُ يُقِرُّ بأنه لا يتمكن فعل شيءٍ من عنده ! :
لقد آعترف عبدالله ونبيه عيسى المسيح بأنه لا يستطيعُ أن يفعل شيئاً من عنده ، أي بذاته شخصياً لا يتمكن من فعل أمرٍ معجزٍ باهرٍ خارق إلاّ بإذن الله عزوجل ، وبمشيئته وعنايته وقوته سبحانه ، يقول المسيح في هذا الصدد : [ الحق الحق أقول لكم : لا يستطيع الإبن أن يفعل شيئاً من عنده ] ، ويكرر المسيح عجزه بأنه لا يستطيع أن يفعل شيئاً من عنده ، فيقول : [ أنا لا أستطيع أن أفعل شيئاً من عندي ] يُنظر كتاب ( الكتاب المقدس ) ، جمعيات الكتاب المقدس في المشرق ، بيروت / لبنان ، دار المشرق ش . م . م ، بيروت / لبنان ، المكتبة الشرقية ، بيروت / لبنان ، ط 6 عام 1988 ، كتاب ( إنجيل يوحنا ، ص 302 و 303
إن عيسى المسيح كما غيره من أنبياء الله تعالى يعملون ضمن أوامر الله وتعاليمه ووحيه ومشيئته ، في هذا الأمر يقول المسيح : [ طعامي أن أعمل بمشيئة الذي أرسلني وأن أُتِمَّ عمله ] يُنظر المصدر المذكور والجمعيات ودار النشر والمكتبة والمكان والزمان والطبعة والإنجيل ، ص 300 . هكذا نجد يتكرر قول عيسى المسيح في مختلف الأناجيل بأنه إنسانٌ مخلوقٌ ، وإنه نبيٌ مرسلٌ ، وإنه لا يتمكن فعل أيَّ شيءٍ من عنده إلاّ بإذن وأمر ومشيئة الله تعالى الذي أرسله نبياً وهادياً الى بني إسرائيل فقط ، أي إن رسالة عيسى المسيح ونبوته كانت محصورة لبني إسرائيل وحدهم دون سواهم ، يقول المسيح في هذا الصدد : [ لم أُرْسَلْ إلاّ الى الخِراف الضالَّة من بيت إسرائيل ] يُنظر المصدر المذكور والجمعيات ودار النشر والمكتبة والمكان والزمان والطبعة ، كتاب ( إنجيل متى ) ، ص 80
حول الدَيَّان ليوم القيامة والمهدي : لا ديان ليوم القيامة أحداً على الإطلاق ؛ لا عيسى المسيح ولا غيره من الأنبياء أبداً ، فديان يوم القيامة هو الله عزوجل ، حيث هو سبحانه يقضي ويفصل بالحق والعدل بين الناس جميعاً فيما كانوا يختلفون عليه في الدنيا ، لأن الله تعالى هو الحَكَمُ والحاكم المطلق ، وهو العادل المطلق ، لذا فتلكم الدينونة العظمى والمحكمة الكبرى خارجة من صلاحية وكفاءة عيسى المسيح ، أو غيره جميعاً من إخوانه الأنبياء والرسل . أما نزول عيسى المسيح وظهور المهدي في زمن من الأزمنة كما يقولون بحسب آثار وقصص تاريخية غير متواترة ، فذلك لا يتفق مع القرآن الكريم ومقاصده وأبعاده وحسب ، بل يتناقض معه ، كل التناقض .
أما والله, العجب العجاب في أمر هؤلاء , المسيحيون واليهود كانوا في مكة فوق الرؤوس ولما إنتقلوا إلى المدينة أصبحوا تحت الأقدام, وفي النهاية (( والله لأخرجن اليهود والنصارى من الجزيرة حتى لا أدعو إلاّ مسلما)) في مكة ((إن الذين هادوا والنصارى والصابئة ….. لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )) وفي المدينة ((قاتلوا …… من أهل الكتاب حتى يدفعوا الجزية …)) وبالمناسبة لم يكن في الجزيرة نصرانيٌّ واحد قبل الرسالة أما اثناء الدعوة فقد أسلمت بعض القبائل لتتجنب الزكاة لكن الإسلام إلتف عليهم بالجزية صاغرين فعادوا إلى الإسلام كبقية العرب وورقة بن نوفل لم يكن مسيحياً , ومصادر المسيحية واليهودية في القرآن هي التواصل الإجتماعي القصصي المنتشر بين شعوب الشرق الأوسط ولا أساس لقصص القسان يعلمون القرآن ولا هم يحزنون , ولوكان في الجزيرة مسيحيٌ واحد قبل الإسلام لفُعل بهم ما فُعل ببني قريظة