دخلت انتفاضة التغيير شهرها الرابع , وهي مازالت تمتلك القوة والعنفوان البطولي في الثبات. المتمثل بالزخم الشعبي الواسع الذي يتصاعد اكثر فاكثر بالحشود الهائلة نحو ساحات التظاهر , وعندما يسقط شهداء جدد , نتيجة رصاصات الغدر والحقد الاعمى في مواصلة سفك نزيف الدماء , بالقتل والاغتيال وحرق الخيم على المتظاهرين . في المواجهة في اسلوب العنف الدموي , لم يشهد له العراق مثيلاً حتى في عهد الدكتاتورية والفاشية التي كان يستخدمها النظام المقبور , وهم خرجوا من رحمه ومدرسته في نهج مليشياتهم الوحشية التي تنتمي الى الاحزاب الشيعية الفاسدة والمجرمة . هذا الاستمرار البطولي سيكتب عنه التاريخ بحروف من المجد والتعظيم . بأنها ثورة وطن لن ولم تضعف وتتهاون في تقديم قرابين الشهداء , من اجل ان يبقى العلم العراق شامخاً في الاعالي .
ان الطغمة الحاكمة والاحزاب الشيعية , ليس لها ادنى استعداد ونية الى تلبية مطاليب المتظاهرين , وهي مطاليب الوطن . سوى ممارسة التماطل والتسويف والمراوغة . في الاصرار على المواجهة الدموية بالبطش البشع ضد المتظاهرين , في سبيل التمسك بالكرسي والفساد , وبقائهم ذيولاً للاجنبي . بجانب الدعاية المخادعة بالتضليل وتزييف الحقائق والوقائع التي يمارسونها بحق المتظاهرين . ونعتهم بكل الصفات البذيئة والقبيحة , في كيل الاتهامات بلا حساب , بأن المتظاهرين مرتزقة مأجورين مدفوعي الثمن من اعداء العراق في سبيل تدميره بالخراب , او انهم مخربين وعملاء , وهم اولاد الرفيقات البعثيات , والى اتهامهم بممارسة الفحشاء والمنكر في ساحات التظاهر والاعتصام , وان الحكومة ومليشياتها الاجرامية يدافعون عن الاخلاق الاسلامية , بهذا النفاق المأجوج والمفضوح , فأي اخلاق تبيح القتل والاغتيال وسفك الدماء الابرياء , في مطاليب شرعية المطالبة بوطن حر , المطالبة بالاصلاحات الحقيقية , المطالبة في ابتعاد العراق عن الصراعات الدولية , التي تمارس لتصفية حساباتهم على الارض العراقية . اي اخلاق تبيح الفساد والاجرام وان يفتك بالابرياء . . كل هذه الذرائع والحجج سقطت وتمزقت , ولم تنل من عزيمة وصلابة المتظاهرين في المواصلة الثورية والوطنية . وجدارهم المنيع والداعم هو : الشعب والمرجعية الدينية . هذا التلاحم العظيم افشل كل مخططات ومحاولات في اخماد انتفاضة التغيير . حتى وصلنا الى ساعة الحسم المقررة , وهي في يد رئيس الجمهورية . بعدما فقدت الاحزاب الشيعية وزنها الشعبي والسياسي . ولم تكن كما في السابق اللاعب الوحيد دون منافس لها في اتخاذ القرار السياسي . لان انكشفت حقيقتهم بأنهم اصبحوا ذيول في المحافظ على مصالحهم الضيقة , والمحافظة على ذيولهم الطويلة لايران , بالضد من المصالح الوطنية العراقية .
لقد فشلوا في تقديم مرشح الى منصب رئيس الوزراء , يكون مستقل وكفوء ووطني مقبول من المتظاهرين .
وفي مقابلة مع رئيس الجمهورية مع وفد من الحراك الشعبي , قدموا برنامج المرشح المختار لمنصب رئيس الوزراء , المكون من عشر نقاط , ان يلتزم بها ويتعهد بتنفيذها , وقد وعدهم رئيس الجمهورية بالخير . لذلك تفصلنا ساعات قليلة من ان يحسم الامر رئيس الجمهورية , ليكون بحق حامي الدستور وحامي الشعب , وسبق له ان تعرض الى التهديد الشخصي من قبل المليشيات الارهابية المدعومة من الحكومة والاحزاب الشيعية . لكن مزق تهديداتهم بشجاعة وجرأة , وهذه مقدمة الى الانتصار الكبير المرتقب .
جمعة عبدالله