عندما تقرأ هذا المنجز الشعري تجد أن الشاعر لا ينظر فقط بعينيه بل كأنه على كتفه كامرة متحركة على مرتفع عال كجبل سنجار ترصد جميع الجهات وكل الحالات بشكل دقيق…
الشاعر يمتلك لغة وخيالا واسعا
وهذا ما نجده أولا في اختيار العنوان وجماليته وتفسيره حيث استخدم حرف السين من حروف اللغة العربية وهو الحرف الثاني عشر من حروف الهجاء ومخرجه بين طرف اللسان وفوق الثنايا العليا وهو مهموس رخو من حروف الصفير
هناك من يشبه حرف السين بالمشط الذي تمشط به الجميلة شعرها أو يشبهونه بأسنان المحبوب…
لكن هنا الشاعر نظر إلى حرف السين نظرة مختلفة في ديوانه شبهه بقمم الجبال التي تعلو ولها الرفعة والشموخ تصوير جميل وخيال رائع وهو احد حروف كلمة السفح
الذي يرسم لنا صورته الشاعر بين الأمس واليوم ولحظة مغادرته مرغما لم تبق أحدا منهم بالأمس كان سفحه الأخضر يزهو بالجميلات اللواتي يقطفن ثمار الأشجار والصبيان يلعبون أسفل السفح بكرات صغيرة أحيانا تعلو على السفح وأصوات المزامير والدبكات تتعالى تحت شمس دافئة في ربيع لم ينته في لحظة تحول ذلك الربيع إلى خريف احترقت الأشجار ومات بعض الصبيان والجميلات وبعضهم منحهم الله عمرا آخر وحياة جديدة
بقى السفح وحيدا أسيرا تحت أصوات البنادق…
لكن الشاعر السنجاري هنا بقى ينظر إلى زوايا السفح من بعيد هناك أمل يناديه ويخبره انك ستعود وان لم تعد فسيعود ذلك الجبل إلى شموخه
وذلك مما لاحظناه من خلال نصوصه واستخدامه اساليبا نحوية وبلاغية منها أسلوب الاستفهام وهو يوجه أسئلته للسفح ولحبيبته ولداره ولكل الأزقة والأصدقاء وخاصة الاستفهام المنفي وهذا يدل أن الشاعر يعرف الإجابة مسبقا لكن الحزن والشوق يدفعه في كل لحظة للسؤال كيف لا يسال وهو بعيد عنهم
ألم يوخزك القلب حنينا
الم يخالط ريقك مرارة
….
ما يرضيك ؟
لأغمد حبي المكنون
فيك…….
أيضا استخدم أسلوب النداء وخاصة حرف ( يا ) الذي يستخدم للقريب والبعيد ينادي السفح وحبيبته التي صنعت له ذكريات جميلة في ذلك السفح
يا سفح سنجار العتيد
بيوم اللقاء الموعود
هكذا أخبرتني صخورك
وان كان
بأشرطة سوداء
على زوايا صورنا
….
شمس الغروب
يا جمرة تخفي
بحضنها
لهيب اليوم
استخدام أسلوب الاستفهام والنداء يدل على أن الشاعر يمر في ضيق وأمر صعب لا يحسد عليه بل انتقل إلى أسلوب أخرى لعله يجد مخرجا وهو التمني في تحقيق الأمنيات مستخدما ( ليت ) والتمني في اللغة لا يتحقق أبدا وهو يعرف ذلك لكنه لم يبق بيده شيئا سوى الأمنية والدعاء
ليتك تعلمين
كم خذلني الانتظار
كم قتلني الحنين
كم أرداني الوقوف
بمحطاتك….
كان للتشبيه نصيب في منجزه وهو صورة من صور البلاغة في اللغة العربية يصور فيه كأن السماء أطبقت على الأرض ولا مفر لنا
وكأن السماء نزلت
على الأرض
……
ثم كالثملة تقومين
إلى هاتفك المرتجف
نجد الشاعر يرفض بل يكره كلمة ( أنا ) لكن القدر جعله وحده لم يجد أنيسا ليحدثه إلا نفسه وكأنه في عالم آخر من العزلة بعيدا عن أحبابه وأصدقائه.
لا توجد أقبح
من كلمة أنا
ولا أثقل على
الأذنين
من كلمة أنا
…
ليس لي اليوم
أحد أحدثه
إلا.. أنا..
السنجاري يخبرنا بان الحب هو شجاعة ووفاء وإخلاص لكن في قاموس الجبناء له معنى آخر
الحب عار
في قاموس الجبناء
وما أكثر مكوثهم
في حلق مجتمع دميم
أما ليل الشاعر لم يختلف عن نهاره لا سكون فيه ولا قمر فأنه ضجيج قائم لم يترك له برهة من الصمت كل شيء مستباح لا نوم ولا أحلام…
في ليل استبيح به
حرمة السكون
واغرس الضجيج
في الورق
اقتل كل الكلمات
لينتصر
صخب الصمت
المجموعة الشعرية قدمت بوعاء جميل من ثلاثين نصا كان لسان الشاعر أيهاب عنان سنجاري لسان جلدته بما أصابهم من دمار وخراب وقتل.
٣١ / ١ / ٢٠٢٠
Sent from : Ehab Anan Sinjary
On Jan 1, 2020, at 12:16 AM, ehab alsinjary <ehab_alsinjary@yahoo.com> wrote:
<image.png>Sent from : Ehab Anan SinjaryOn Nov 5, 2019, at 7:52 PM, ehab alsinjary <ehab_alsinjary@yahoo.com> wrote:
قصة قصيرة جداً(( مناسك التحرير ))ايهاب عنان سنجاريالبسته أُمه خوذة الشرف .. لمنع اختراق رأسه رصاصة الذلّ .. ارتدى إحرام الإباء .. حلّق بطنه حزام يمسك قناني الوضوء من غاز غير طاهر .. لثمه والده بالعلم .. ليكون دائم التقبيل ويكون هو اقرب الى الله .. اكبر .. وقد أوصاه ألا يستنشق إلا نسيم الحرية .. خرج من داره ملبياً .. لبيك يا وطننا لبيك ..اخته ترش وراءه ماء العفّة :(( مودع بالله يالحبيب))..فهو ذاهب لأداء مناسك .. التحرير ..Sent from : Ehab Anan SinjaryOn Jun 11, 2019, at 7:01 PM, ehab alsinjary <ehab_alsinjary@yahoo.com> wrote:
بعد التحية ايها الأكارم
مرفق مقال للنشر … مع التقدير .On Wednesday, April 10, 2019, 11:41:37 PM GMT+3, إيـ هاب عنان السنجاري <ehab_alsinjary@yahoo.com> wrote:قراءة في ديوان كحل الحاء للشاعر إيهاب سنجاري
بقلم الكاتبة مهى هسي
طفل في حي السراي يركض ويركض، وتكاد رئتاه أن تنفجر، يلقي أنفاسه في “كحل الحاء”، يسمع صوت التهام اللهب لقطرات العرق، كل يوم يفتح عينيه.. ليجد يوما آخر بانتظاره! يضحك، يضحك من أعماقه، يضرب الأرض بأقدامه فيما يمسح أنفه، ودموع خده بظاهر يده، يحمل الورقة والقلم ويكمل البحث عن ذاته في ورقة بيضاء ملطخة بالكحل! إنه السنجاري العراقي الغائب المغيّب الذي أخذنا معه في رحلة البحث عن ذاته في “كحل الحاء”.
هذا الغموض الذي يلف العنوان يجعلنا في حيرة وتساؤل عن سبب اختيار حرف “الحاء”. فلماذا اختار الشاعر هذا الحرف بالتحديد؟ وما علاقة الكحل بالحاء؟يقول السنجاري:“عيناك .. حاء للحبنعوذ باللهمن كل .. حاء حرب”جعل الشاعر “الحاء” رمزاً للحب وللحرب، ويظهر ذلك جليًّا في مضامين أشعاره التي جاء عددها ٦٠ قصيدة من الشعر الحر ، ولكن لا يتوقف عند هذا الحد فمن خلال الغوص في الأسطر نجد أن الحاء هي رمز الحياة أيضاً بل وكأنها هي “الحي”- حي السراي بذاته، فيستهل الشاعر ديوانه بقصيدة بعنوان “السراي”، فيقول:“السراي…حيٌّيصدح فيه آذان الحب”ذلك الحي الذي تتصارع فيه “الحاءات” لتولد مجموعة حكايات أراد الشاعر سردها لنا ولكن بأسلوب شعري وجداني وخيالي، يفيض بالأحاسيس التي لم تجد بطريقة السرد وسيلة لتوصلنا إلى قلب ومشاعر السنجاري الذي يعاني من الفقد لوطنه، فإن الأشياء تَفقد قيمتها عند الشاعر بسبب الحرب فلا يجد إلا أن يعبر عن ذلك في نَغم راقٍ، يملؤه الشجن والحزن:“كان قاب أذنياو أدنىسمفونية السلامشراب مسمعيُيطرب الخطى رقصًاعلى افق الوطنالغائب ..”كما أنه يحن إلى الحي قبل الحرب وقبل الدمار ويسترجع بعض الذكريات فيحدثنا عن السوق والشوارع و”دارة السنا” التي جعلها عنوان قصيدة وكذلك ذلك المكان ال “هناك…” في قوله:“بقت الروح معلقةبخيط الحنينكطائرة ورقيةفي سماءالانتظار…”بالإضافة إلى الضياع والتشرد وذلك بدا واضحاً من خلال أغلب العناوين (الخشاش المفقود، ارتطام، فقد، عبث، زوال، سفر أزلي، ارتحال، غيهب، دهاليز…) وهي إن دلت على شيء فهو معرفة الذّات والبحث عنها والتي هي الإشكاليّة الأشدّ صعوبة وتعقيداً التي يواجهها السنجاري، وذلك لأنّ الإنسان تركيبة غريبة ومعقّدة تجمع في ذاتها تناقضات عدّة ومشاعر مختلفة. وتتأرجح النّفس الإنسانيّة بين العقلانيّة والعاطفيّة، كما أنّها تخضع لعدّة عوامل حياتيّة وسلوكيّة ومحيطيّة قد تبعد الإنسان عن ذاته، والشاعر في هذا الديوان يصف الدمار الذي لم ينتج عنه الحطام والركام فقط بل الدمار الذي كحّل وطنه بالسواد وأمحى ملامح طفولته وكل ما يتعلق بذاته وترك مشاهد أثرت في نفسه. مهما بحث عن نفسه وحاولنا نحن الخوض في غمار تلك النفس الحساسة والشفافة، لن نصل إليه ولن يصل إلى ذاته إلا من خلال هذه الأشعار وقد وصف ذلك بذاته من خلال قصيدة “شاعرة” بطريقة غير مباشرة، فهو يخاطب الأنثى ولكنه في الحقيقة يخاطب أشعاره ويسأل “أيعقل خلق ملاك من علق؟” وهو الذي وُلد أو خُلق من الشعر … وكان ثائراً على الحياة والظلم والحرب والقهر:”قال: أعطوني قوتي قالوا: كل من الخشاش والخشاش مفقود الوالي أولى بالقوت والشعب فقط… له الحق أن يموت”.والموت جعل الشاعر أكثر إيماناً وحاجة للجوء الى الله وعبادته ولو عن طريق كل الاديان على اختلافها. فقد ظهرت خفية نزعته الصوفية في بعض الأبيات.ولم تغب صورة الأنثى عن قصائد السنجاري، وقد كانت في كل مرة رمزاً للأرض والوطن والأم والحبيبة الشرقية المكحلة العينين والتي تبكي حتى يتشح وجهها بالسواد وهي التي تمثل النساء الأرامل والأمهات الثكالى في زمن الحرب.وإن الحرب ما هي الا الحرب ويمكن تفسيرها من خلال مفهوم التناص مهما تغيرت الامكنة والأزمنة. وبالحديث عن التناص في القصائد، فإننا نجده يزيّن معظم الأبيات وقد أضفى الرونق والجمال وترك لنا لذة التحليل ، فذكر أخوة يوسف وصلاة الشدة والقيامة والنبي صالح ويونس وغيرها… ”كحل الحاء” المقسم إلى قسمين: قصائد “عش الكحل” وقسم “وشوشات” وهي عبارة عن قصائد قصيرة جدًّا، هو ديوان شعر وفيه يختبىء ألف الف بيت شعر.
Sent from : Ehab Anan SinjaryOn Oct 15, 2018, at 1:09 PM, إيـ هاب عنان السنجاري <ehab_alsinjary@yahoo.com> wrote:صدور ديوان (كحل الحاء ) للكاتب الصحفي والشاعر ايهاب عنان سنجاريصدر مؤخراً عن دار سطور للنشر والتوزيع ديوان شعري للكاتب الصحفي والشاعر ايهاب عنان سنجاري بعنوان ( كُحل الحاء ) الذي يُعد كتابه البكر الذي بقي على قيد الحياة كما وصِف على غلافه الأنيق الذي تَجَسّد بلوحة فنية مميزة للرسامة والكاتبة اللبنانبة (سيلينا سري الدين ) ، فالحاء هو سادس حرف من حروف اللغة العربية بالترتيب الهجائي وصوت الحاء مهموس رخو مخرجه من أوسط الحلق، الحاء الذي يرمز للحب والحرب والحياة، هذه الثلاثية العجيبة التي تتبعها الاف الكلمات الاخرى والتي تتشكل منها لوحة الولادة والموت على مر العصور.الرمزية التي تخللتها مختلف نصوص الديوان اثبتت لنا مقدرة الشاعر على تخليق آصرة تربط بين الخيال والواقع بلغة سهلة محببة وصور شعرية جميلة دون اسهاب وهذا هو الشعر ، تم توقيع الكتاب في جناح دار سطور في معرض اربيل الدولي للكتاب وسط جمع غفير من القرّاء جمهور الكاتب ، كحل الحاء متوفر حاليا في مكتبات العراق و الوطن العربي .<image1.jpeg><image2.jpeg><image3.jpeg><image4.jpeg>Sent from : Ehab Anan SinjaryOn Aug 14, 2018, at 2:37 PM, إيـ هاب عنان السنجاري <ehab_alsinjary@yahoo.com> wrote:(( وتين الروح ))هالة العبدليفوق مذابح الأشعاراقرأ نعيَ هديريحينما أموت فيكإنتظاراًاو إقرأني مُلهمةغافية بين القوافيعندما تموتعلى كلماتكورودي ..أقرأ غياباً باهتاًذاك حضوري ..وبكل ما أُتيتمن غضبٍ عليّألقي وجعكبوجه العالموألقيني ..فلا غيرگمن يترجم قلبيكرواناً جميلاً ..ولا غيركمن يفهممُرّ جرحيونزف وتيني ..<إبادة الحقول الجماعية.docx>