دخلت الانتفاضة الجماهيرية شهرها الرابع ولم تتحرك الطغمة الحاكمة في بغداد من أجل إيجاد البديل لرئيس حكومة تصريف الاعمال السيئ الذكر عادل عبد المهدي في محاولة منهم اللعب على عامل الوقت والتسويف وإطلاق الوعود الزائفة الجوفاء لإلهاء الجماهير المنتفضة وحرفها عن وجهتها الحقيقية ومطالبها العادلة والتي لخصناها في مقالتنا السابقة وهي باتت معروفة للقاصي والداني من تشكيل حكومة برئيس وزراء خارج العملية السياسية الحالية وتغيير قوانين المفوضية العليا للانتخابات التي تكرس هيمنة الاحزاب المتأسلمة السياسية وحل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة تحت إشراف دولي وأممي ومراقبين منهما لكي لا يتم التلاعب بنتائج الانتخابات كما في الدورات السابقة , هذه ببساطة إيجاز بالمطالب العادلة للثوار في ساحات العز والكرامة.
حاولت منذ البداية من الاول من أكتوبر هذه الطغمة الفاسدة الحاكمة إجهاض الحراك الجماهيري من قتل مباشر بالرصاص الحي على أيدي ميليشيات الاحزاب المتأسلمة ( ذيول الفرس )الحاكمة وخطف الناشطين والمسعفين من ساحات العز حتى تم تصفية البعض منهم بدم بارد ورمي جثثهم في الطرقات ووصل عدد الشهداء السلميين الى أكثر من 600 شهيد والجرحى إلى أكثر من 20 ألف جريح والمخطوفين الى المئات ومصير بعضهم مازال مجهولا , هذه التضحيات قدمتها الجماهير الغاضبة على التدخل الاجنبي في العراق الجريح.
تنصلت الطغمة الحاكمة من هذه الاحداث وألصقتها بطرف ثالث من يقوم بتلك العمليات , ولكن كل الدلائل والشواهد تدل أن لا وجود لطرف ثالث بل هما طرفان طرف الطغمة الحاكمة وميليشياتها الوقحة والطرف الاخر هم الثوار في ساحات العز في المدن العراقية الثائرة.
شاركت جماهير الاحزاب العراقية في الانتفاضة المباركة منذ البداية ولكن بصفتهم الشخصية وليست الحزبية إلا أن بعض هذه الجماهير التي أحزابها مشاركة في العملية السياسية الحالية كانوا يعملون كمندسين يحاولون تخريبها من الداخل , وكانوا يبثون دعايات محبطة وتنال من عزيمة الثوار من كل شرائح المجتمع العراقي بأنه لولاهم لبقى افراد محدودين فقط في الساحات الثائرة وأن الثوار يعتمدون عليهم لوجستيا , ونقصد بهؤلاء التيار الصدري وجماهير الاحزاب الاخرى المشاركة في العملية السياسية مثل الشيوعيين وغيرهم.
وكان دعوة السيد مقتدى الصدر لتظاهرة مليونية الجمعة 24/1/2020 وهو قابع في قم في محاولة منهم في اجتماع مشبوه عقد لأحزاب الطغمة الحاكمة في قم الايرانية للالتفاف على الثورة والنيل منها وإحراج الثوار.
ولم يتجاوز متظاهري التيار الصدري المئة ألف خلافا لتوقعاتهم وكانت فقط لساعة ونصف الساعة , وبعدها سحب التيار الصدري عناصره من الساحات الثائرة في المدن العراقية مع خيمهم وبذلك أعطوا الذريعة والايذان لميلشيات الاحزاب الحاكمة في الهجوم على ساحات العز والكرامة بتوقيت واحد ببغداد والناصرية والبصرة والعمارة وباقي الساحات الاخرى وأستشهد وجرح الكثيرين من الثوار ولكن خاب ظن التيار الصدري لم يترك الجماهير الساحات وبقوا صامدين لا بل تم رفد الساحات بجماهير طلبة الجامعات والاخرين وضخها بدماء جديدة بعد نداء من تنسيقيات الثورة بالخروج الى الساحات لحماية الثورة .
وتم تجاوز المحنة وثبت أن الجماهير المستقلة هي جسد الثورة الرئيسي وباقي جماهير احزاب السلطة ماهم سوى مشارك وليسوا أساس.
وتبين بعد أن إنكشف المخطط الصدري للقضاء على الثوار , أنه لا ينفع الازدواجية رجل في الحكومة ورجل مع الثوار , ولقد تبين للجماهير الغاضبة أن الصدريين وغيرهم المشاركين مع الثوار في ساحات العز ماهم سوى مندسين للحكومة وتم الخلاص منهم بعد أن فضحوا أنفسهم , أن الثورة باقية حتى تحقيق كافة المطالب العادلة.
والنصر حتما حليف الشعوب المناضلة …