طرد متظاهرو ساحة الحبوبي في مدينة الناصرية جنوبي العراق الأحد، أصحاب القبعات الزرقاء التابعين للتيار الصدري، بعدما مزقوا لافتة تندد بتكليف محمد توفيق علاوي برئاسة الحكومة.
وتداول ناشطون فيديوهات لمشادات كادت أن تتحول إلى اشتباك بين المتظاهرين وأصحاب القبعات الزرقاء.
ويعد أفراد القبعات الزرقاء من أنصار التيار الصدري، وهم تابعون لسرايا السلام الجناح العسكري التابع لمقتدى الصدر.
ويعد رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الذي رحب بتكليف علاوي واعتبره “خطوة جيدة”، أحد أقوى اللاعبين السياسيين في العراق.
وأكد الصدر عندما أيد الاحتجاجات في أكتوبر، أن أتباعه هم الأكثر تنظيما وتجهيزا بين المتظاهرين المناهضين للحكومة.
لكنه طالب أنصاره الأحد بالتعاون مع قوات الأمن لإعادة فتح المدارس والشوارع، وهو عكس ما يقوم به المحتجون في عموم العراق.
سر محمد توفيق علاوي.. كيف نسق الصدر والعامري الخديعة في قم؟
وقال الصدر في رسالة عبر تويتر “لا بد من إرجاع الثورة إلى انضباطها وسلميتها”.
واعتبر المحتجون رسالة الصدر ودعمه لعلاوي خيانة، وهتفوا في ساحة الطيران وسط بغداد “مرفوض بأمر الشعب لا تغرد إنت بكيفك”، وأخرى “ثورة شبابية ماحد قادها”.
وتداول ناشطون صورة وثيقة موقعة بالدم، من المتظاهرين والتي قالوا فيها “نحن الموقعون بدمائنا عهدا على أن نستمر بثورتنا حتى آخر قطرة من دمائنا ودماء الشهداء ونصرة المظلوم على الظالم”.
وتشهد بغداد ومدن جنوبي العراق الأحد احتجاجات يشارك فيها شباب غاضبون مناهضون للحكومة، رفضا لتكليف علاوي تشكيل الحكومة العراقية، بعد أشهر من الاحتجاجات والشلل السياسي.
وتعيش بغداد ومدن جنوب البلاد ذو الغالبية الشيعية منذ الأول أكتوبر، احتجاجات مطلبية تدعو إلى إجراء انتخابات مبكرة وتسمية رئيس وزراء مستقل ومحاربة الفساد وملاحقة المسؤولين عن أراقة دماء المتظاهرين.
وتجري الأحد تظاهرات يشكل شباب غاضبون مناهضون للحكومة غالبية فيها، رفضا لتكليف علاوي، الذي يؤكد أنه مستقل، تشكيل الحكومة العراقية. ويطالب المحتجون بتسمية رئيس وزراء مستقل سياسيا لم يعمل في الحكومة، ويعتبرون أن ذلك لا ينطبق على علاوي.
“صفقة سياسية ترعاها إيران”.. ماذا يقول نشطاء العراق عن تكليف علاوي؟
وفي مدينة النجف المقدسة لدى الشيعية، رفع متظاهرون الأحد لافتة تقول “محمد علاوي مرفوض، بأمر الشعب!”.
وأمضى شبان مقنعون، الليل وهم يشعلون إطارات سيارات في الشوارع التي ما زال عدد منها مغلقا الأحد، تعبيرا عن غضبهم من تكليف علاوي هذا المنصب، وفقا لمراسل وكالة فرانس برس.
وفي مدينة الديوانية جنوب العراق، توجه متظاهرون إلى المقار الحكومية للمطالبة بإغلاقها وتوقفها عن العمل، فيما بدأ طلاب ثانويات وجامعات اعتصامات.
وفي الحلة جنوب بغداد، قام متظاهرون بإغلاق طرق رئيسية وجسور بإطارات مشتعلة احتجاجا على تولي علاوي رئاسة الوزراء، رافعين صورا منددة به وهم يهتفون “علاوي ليس اختيار الشعب!”.
وتوافد مئات الطلاب إلى شوارع تؤدي الى ساحة التحرير الرمزية، المعقل الرئيسي للاحتجاج في بغداد، حاملين صورا لمحمد علاوي وقد رسمت إشارة الضرب باللون الأحمر على وجهه.
وأدى العنف إلى مقتل أكثر من 480 شخصا، غالبيتهم العظمى من المتظاهرين، منذ اندلاع التظاهرات في الأول من أكتوبر، في بغداد ومدن جنوب البلاد.