كشفت وثائق أن 32 ألف عراقي يتقاضون رواتب بشكل مباشر من إيران، في مقدمتهم قادة ميليشيات مسلحة تقول إنها عراقية ولكنها تدين بالولاء لطهران، إلى جانب شخصيات شغلت مناصب عليها في الدولة.
وتتضمن الوثائق المسربة من الحرس الثوري الإيراني والتي حصل عليها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق أسماء كبار قادة الميليشيات إضافة إلى مجموعة من الشخصيات من ممثلي تيارات سياسية في العراق.
ويتمتع العديد ممن هم على جدول رواتب إيران في العراق بـ”نفوذ كبير في الأجهزة الحكومية العراقية” خاصة “الأمنية منها”.
ويأتي الكشف عن هذه المعلومات في وقت يثور فيه العراقيون ضد الطبقة السياسية والنفوذ الإيراني على مؤسسات الدولة، ومعظم المسؤولين الذين يدينون بالولاء لطهران.
وقتلت الميليشيات العراقية أكثر من 460 عراقيا واعتقل وخطف المئات ممن نزالوا إلى الشوارع وهتفوا ضد الفساد وضد التدخل الإيراني في شؤون بلادهم منذ الأول من أكتوبر الماضي.
وتعتبر هذه القائمة دليلا على تدخل “الولي الفقيه” في الشؤون بغداد، والتي تصل إلى حد “احتلال نظام الملالي للعراق”.
وتاليا أبرز قادة الميليشيات والأجهزة الأمنية الذين يتلقون رواتب مباشرة من إيران، وفق ما جاء في الوثائق:
أبو مهدي المهندس، قائد كتائب حزب الله التابعة للحشد الشعبي
يعرف في كشوف رواتب إيران باسم جمال جعفر محمد علي الإبراهيمي، وكان قد قتل في مطلع 2020 في هجوم نفذته القوات الأميركية عندما كان برفقة قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
وكان المهندس يعمل مع الحرس الثوري الإيراني منذ 1984.
هادي العامري، قائد فيلق بدر
اسمه الكامل هادي فرحان العامري ويشغل حاليا منصب قائد فيلق بدر، ويعد خليفة المهندس ليقود كتائب حزب الله ويكون نائب قائد الحشد الشعبي، كما يتداول اسمه ليقود الحشد الشعبي بدلا من فالح الفياض.
ويترأس العامري “تحالف الفتح”، الذي يعد ثاني أكبر كتلة في البرلمان، وكان على علاقة وطيدة مع سليماني.
“خائف على نفسه”.. العامري يطلب تصويت البرلمان العراقي لتولي قيادة الحشد
أبو مصطفى الشيباني، مستشار أمني لوزير الداخلية وقائد في الحشد الشعبي
يعرف في كشوف الرواتب باسم مصطفى عبد الحميد حسين العتابي، ويعمل حاليا مستشارا أمنيا لوزير الداخلية، وقائدا في الحشد الشعبي، وكان له مساهمات في تأسيس كتائب حزب الله مع المهندس.
وانضم الشيباني الذي يتداول اسمه أيضا لقيادة الحشد الشعبي، إلى الحرس الثوري الإيراني في عام 1986.
أبو علي البصري، نائب رئيس الحشد الشعبي
اسمه في الكشوفات عدنان إبراهيم محسن، واسمه الإيراني محسني عدنان، وعين مؤخرا نائبا لقائد قوات الحشد الشعبي بعد مقتل أبو مهدي المهندس.
وانخرط البصري في الميليشيات تحت قيادة قاسم سليماني، وكان يشغل منصب قائد عمليات الحشد الشعبي، ومن هو من أبرز قيادات منظمة بدر العسكرية.
أبو منتظر المحمداوي، أحد قادة فيلق بدر
قتل أبو منتظر المحمداوي الذي يعرف في كشوفات الرواتب بحاتم أسود محمد المحمداوي في 2015 خلال قيامه بعمليات قتل ضد سكان الفلوجة من السنة.
وهو أحد قادة فيلق بدر الذي يقوده العامري، وكان قد هاجر إلى إيران برفقة عائلته منذ الثمانينيات، والتحق بفيلق بدر منذ 1984.
حجي سلام الديراوي، قائد فيلق بدر في محافظة البصرة
يعرف باسم عبدالسلام عبدالزهرة محسن الديراوي، ويتولى قيادة فيلق بدر في محافظة البصرة، ويقدم نفسه على أنه أحد المتدربين على يد قوات الباسيج الإيرانية.
وكان قد التحق الديراوي بفيلق بدر منذ 1991.
محمد مهدي البياتي، وزير حقوق الإنسان في حكومة حيدر العبادي
محمد أديب خماس مهدي البياتي، كان قد شغل منصب وزير حقوق الإنسان في حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي.
وكان في الحرس الثوري لسنوات طويلة شارك فيها بعمليات ضد مجاهدي خلق، ويتقاضى راتبا ضمن قائمة أعضاء فيلق بدر.
أبو أحمد الراشد، كان وزير اتصالات ومحافظ للبصرة
حسن كاظم الراشد، ويعرف أيضا باسم أبو احمد الراشد، شغل منصب وزير الاتصالات في عام 2014، وتسلم منصب محافظ البصرة أيضا.
كان أبو أحمد قائدا عسكريا ميدانيا وأمرا للمخابرات العسكرية فرقة “حيدر الكرار”، وهو ضمن كشوفات الرواتب منذ 1991.
قاسم الأعرجي، قائد في فيلق بدر، وكان وزيرا للداخلية
يعرف في الكشوفات باسم قاسم محمد جلال الأعرجي، ويشغل منصب نائب قائد فيلق بدر، ولكن تولى عدة مناصب سياسية في الحكومات العراقية، إذ كان وزيرا للداخلية لسنوات عدة.
انضم للقوات الموالية لإيران منذ 1988، ومنذ ذلك الحين وهو يتلقى رواتب منها.
يشار إلى ان العراق يواجه أزمة تتعلق بتشكيل الحكومة العراقية المقبلة، إذ يطالب المتظاهرون الذين يجوبون شوارع المدن الرئيسية بشخصية مستقلة عن النفوذ الإيراني، فيما تضغط الكتل السياسية من أجل الإبقاء على هذا النفوذ.
وأخيرا اتخذ الرئيس العراقي برهم صالح قرار بتكليف محمد توفيق علاوي بمنصب رئيس الوزراء، وهو ما رفضة المتظاهرون الذين اعتبروا أنه جاء بناء على تفاهمات بين كتلتي سائرون والفتح بعد اجتماع لقادة الميليشيات والكتل السياسية الموالية لاإيران في قم.