عبدالله جعفر كوفلي /ماجستير قانون دولي
5/2/2020
تعددت الرسائل الموجه الى حكومة اقليم كوردستان برئيسها و وزراءها ودوائرها في المستويات الدنيا من اشخاص وجهات مختلفة في توجهاتها واهدافها وكلها تهدف الى حكومة قوية بركائزها وخدماتها وتستطيع بناء جسور من الثقة مع ابناء الشعب وتكون في مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقها، وكل رسالة تلقي الضوء على جانب لكونه في نظر كاتبها انها الاولى والاجدر بالاهتمام (مع اهمية كل الجوانب)، وفي هذه النقطة تختلف كل حكومة عن السابقة والتالية، ان التغيير في الوجوه الموجودة في المناصب ضمن الحكومة السابقة هو احد الادوات او الوسائل المعمول بها بيد أية حكومة لتنفيذ سياساتها وبرنامجها المعلن عند تشكيلها، وذلك لتطعيم الحكومة بدم جديد تحمل افكاراً جديداً و روحاً معنوية عالية.
ان العالم مليئ بالاحداث وكادت سرعتها تفوق الخيال وتخرج عن اطار التحليل والبحث عن الاسباب في ظل التطور التكنولوجي والعلمي الذي جعل من العالم قرية صغيرة, ربما تكون بعضها آنية مفاجئة والبعض ذات جذور في الاعماق لتطفو الى السطح بين الحين و الحين, وهذا ما جعل كل الشعوب تتأثر بها وتؤثر عليها, ومنها ما يكون لها تأثير على البرامج والسياسات الدولية والفردية ومنها ما يكون عابرة .
ان الملاحظ ومن خلال المتابعة ان الاحداث العالمية والعراقية تؤثر بشكل او بأخر على البرامج الحكومية في الاقليم، وكثيراً ما ادت الى توقفها بشكل نهائي او اصابها الشلل والتأجيل خاصة في مسائل الميزانية السنوية واغلاق الحدود لدواعي صحية او امنية او سياسية، وهذا ما يؤثر سلباً على الاداء الحكومي اليومي والسنوي وغالباً ما يعرضها للنقد.
لكن الملفت للنظر، ان حكومة الاقليم في تنفيذ برنامجها المتعلق بتغير الوجوه السابقة بأخرى جديدة (الذي طال انتظاره من قبل الجيل الصاعد المتحمس) انها تربط تنفيذ هذا الجزء بأحداث عالمية او اقليمية او عراقية، ونعتقد بعدم صواب هذا التوجه لأن استبدال شخص بشخص آخر مهما كان درجته الوظيفية وخبرته يعد شأناً داخلياً، وان الجديد لا يأتي من كوكب آخر، بل هو من ابناء الشعب الكوردستاني، و ربما يكون اكثر فهماً او ادراكاً للمرحلة الجديدة, ومن المؤكد بأن تأجيل هذه الخطوة يؤدي الى الاستمرار على النهج السابق ويحطم الأمل عند الشعب ويشل الحركة لأن الموجود على امل التغيير فيمارس سياسة الترضية او يحاول بحكم منصبه وعلاقاته ان يبقى والذي يحمل الامل في تولي منصب يفقد الامل و الفرصة .
ان ربط الاحداث مع بعضها بعضاً يكون محموداً في امور ويكون مسيئاً وسلبياً في امور أخرى فعلى الحكومة ( وهذا سر نجاحها) ان يتميز بينهما ويختار طريقها الصحيح من اجل اداء حكومي متميز ونرى في الاقليم هذا الربط غير السليم على امل البدء بها بعيداً عن ارتباطها مع احداث داخلية او خارجية فالحياة تستمر و تستمر .