1 ـــ الشعب العراقي, الذي وضعته كتل الفساد والأرهاب والعمالة, على حافة الأنتظار, عليه ان يقرر مصيره, بين ان يموت حياً او يضحي من اجل ان يعيش كريماً في وطنه, تلك المعادلة وضعت جيل الأنتفاضة على نقطة القرار, فكانت الثورة بكل ما وجب عليها, كلفت الثوار (700) شهيداً واكثر من (25000) جريحاً والاف المعتقلين والمطاردين, وإضافات ايتام وارامل وثكالى, الى ما هو فائض (اصلاً) عن حاجة العراق, سبعة عشر عاماً والعراق ينزف ذاته, سيادة وجغرافية وثروات وتمزق مجتمعي, العراقيون يتمردون الآن, على ضعفهم وصبرهم ومنفاهم في جحيم غربتهم في وطن مسروق, فولد من صميم معاناتهم, صرخة مخضبة بدمائهم “نريد وطن” هتفت بغداد اريد ان اكون, عاصمة عذراء في وطن يحميني, فأستجابت محافظات الجوع والثروات والثورات, في الجنوب والوسط العراقي, ثورة شبابية ساخنة, ستصهر وتفكك حاجز الأنغلاق الطائفي العرقي, الذي لا زال يكفن نعش اليأس والأحباط, والترقب السلبي للمحافظات الشمالية والغربية.
2 ـــ مرت على العراق نكبات غزوات واجتياحات واحتلالات وحصارات, جميعها انكسرت عليه ولم ينكسر, آخر النكبات واغربها واكثرها سفالة وانحطاط, نكبة فاشية وشمولية احزاب الأسلام السياسي, تلك المركبة من احزاب ومليشيات ومراجع, تؤله نفسها بالألقاب, تتقن خدعة التمذهب واللعب على حبال اسماء الله, لتستخرج من الأغبياء المآبونين قادة للأتجار بالوطن, ومن فضلات الفساد والأرهاب, تجند فصائل مليشيات للخطف والقنص والأغتيالات الجماعية, تحضى جرائمها بمقدس الأفتاء الكفائي, من داخل حشد للموت العراقي, حتى الجلادين فيها يمكن تصنيفهم, بين منحط واكثر انحطاط, حثالات الأسلام السياسي, جمعوا في سلوكهم الموروث, كل ما ترسب في مستنقعاتهم, من بداوة وبربرية وتعفن قيمي, انها الوريث التاريخي, لطباع الألغاء والأحقاد والكراهية المطلقة للحياة والأنسانية, وسادية لتدمير الهوية الوطنية, تختزن ضمائرها سموم الثارات, من احفاد سبعة حضارات لتاريخ عمره اكثرمن ثمانية الاف عام, يقلقهم الخوف من تمرد جيل احفاد, يحمل تراكم وعي لأجداد عظماء.
3 ـــ ايران تقود المليشيات الشعية في العراق, وامريكا تستعمل ايران لأعادة تقسيم العراق, تلك اللعبة تكشف الآن عن عورتها, مقتدى الصدر ليس اكثر من مجند وضيع, واصحاب القبعات الزرقاء, ليس الا هجين سيء تجمعت فيه فصائل حشدية, على الثوار ان يضعوا ما يقال في العلن في نصابه, من داخل التوافق الأمريكي الأيراني, وسوف يأتي الوقت, الذي سنتحدث فيه عن دواعش شيعية, تحت التصرف الأمريكي الأسرائيلي, وان ايران التي تخدعنا في تحرير القدس, عبر سحق الأنتفاضة الوطنية في الجنوب والوسط, ستضع نقطتها عاجلاً, خلف نهاية سطر المسرحية الدولية الأقليمية, بعد ان تستلم حصتها من العراق, عبر التوافق الودي, مع شقيقتها التاريخية اسرائيل, وبأشراف (واقع الأمر الأمريكي), مع الأسف هناك اطراف محلية, ستأخذ دور الحطب في حرائق التقسيم, دون ان تعي, ان مصير اجيالها, سيصبح اطلالاً على تراب العراق المقسم.
4 ـــ ثوار الأول من تشرين, هم الرصيد العراقي الأخير, عليهم ان ان لا يتخلوا عن مواقعهم, في شوارع وساحات الثورة وقلوب العراقيين, ويشدون من تماسكهم داخل المجتمع العراقي, فهو بعدهم وعمقهم في المواجهات الوطنية القادمة, واقدامهم على ارضهم ثابتة, على مثقفي الثورة وكتابها, ان يخترقوا جمود المحافظات الأخرى, ويفتحون ثغرات ويوسعون اخرى, في كلس الخوف والترقب السلبي, على الذين يراهنون, على امريكا او ايران, ان يحترموا قدسية ترابهم, ولا يتركون الثورة وحيدة على ارضها, شباب الثورة دفعوا ثلاثة ارباع الثمن, من اجل ان يسترجعوا وطن كان لنا جميعاً, انهم اولادنا واحفادنا, يسقون دمائهم من اجل قضية وطنية, كانت مهمتنا, وقد خذلنا اوائلنا وانفسنا مع سبق الأصرار, فهم حلمنا ومعجزتنا الوطنية, وهم تراكم وعي, وجينات اجداد تتمرد.
06 / 02 / 2020
|