.
أقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة 7 فبراير/شباط 2020، سفير الولايات المتحدة في الاتحاد الأوروبي، وضابطاً رفيعاً في الجيش، بعدما أدليا بشهادتين ضده، خلال فترة محاكمته التي انتهت بتبرئة الرئيس من تهمتَي إعاقة عمل الكونغرس، وإساءة استخدام السلطة.
لماذا الحدث مهم؟ تُمثل هاتان الإقالتان على ما يبدو بدايةً لانتقام ترامب من الذين وقفوا ضده خلال المُساءلة، التي اعتُبرت أكثرة فترة حرجة تمر على الرئيس الأمريكي منذ توليه السلطة عام 2017، وقد يكون هذان القراران مجرد بداية لمزيد من القرارات المشابهة، التي يعتبرها الديمقراطيون «ضربةً للديمقراطية» في أمريكا.
المشهد عن قرب: بعد يومين على تبرئته في مجلس الشيوخ من التُّهمتين اللتين وجَّههما إليه مجلس النواب بقصد عزله من منصبه، أقال ترامب اللفتنانت كولونيل ألكسندر فيندمان، كبير خبراء البيت الأبيض في الشأن الأوكراني، من منصبه، حيث كان يعمل في مجلس الأمن القومي، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
بعد ذلك بساعات، أقال ترامب أيضاً السفير الأمريكي لدى الاتحاد الأوروبي، غوردون سوندلاند، بحسب ما أعلن الأخير.
وسائل إعلام عدة، بينها صحيفة The New York Times، نقلت عن سوندلاند قوله في بيان: «لقد أُبلغت اليوم بأنّ الرئيس يعتزم استدعائي في الحال من منصب سفير الولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي».
كما ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن يفغيني شقيق ألكسندر قد طُرد في الوقت نفسه من عمله كمحامٍ في مجلس الأمن القومي،
تفاصيل الشهادتين ضد ترامب: كان فيندمان قد شهد خلال مساءلة ترامب في مجلس النواب، في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، وقال حينها إن ترامب قدم طلباً غير ملائم إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال اتصال هاتفي في يوليو/تموز 2019.
أصبحت هذه المحادثة محور التحقيق مع الرئيس ترامب، وقال فيندمان أمام لجنة يقودها الديمقراطيون: «لم أكن أصدق ما كنت أسمعه» في المكالمة.
طلب ترامب من أوكرانيا فتح تحقيقات بشأن منافسه الديمقراطي جو بايدن، وبشأن نظرية مؤامرة تقول إن أوكرانيا، وليست روسيا، كانت وراء التدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
أما سوندلاند، سفير أمريكا لدى الاتحاد الأوروبي، فعلى الرغم من أنه قدَّم مليون دولار مساهمة في حفل تنصيب ترامب، الذي عيّنه بعد ذلك سفيراً، فإنه أشار في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، إلى تورُّط مباشر لترامب في مخطط لإجبار أوكرانيا على فتح تحقيق بشأن بايدن.
اعتبر الديمقراطيون أنَّ شهادة سوندلاند تدعم بقوة الأدلة على أنّه أساء استخدام السلطة، وهي التهمة التي أسقطها مجلس الشيوخ الداعم لترامب.
الديمقراطيون غاضبون: أثار قرارا ترامب غضباً بين الديمقراطيين في أمريكا، وسارعوا إلى التنديد بإقالة هذين المسؤولَيْن، معتبرين أنّهما ضحيّة «إجراءات انتقامية» من جانب الرئيس.
حيث كتب النائب الديمقراطي مارك ديسولنييه في تغريدة على تويتر، أنّ «السفير سوندلاند واللفتنانت كولونيل ألكساندر فيندمان هما موظفان عموميان شجاعان، وبطلان، ووطنيان»، مضيفاً أن «انتقام ترامب منهما لقولهما الحقيقة هو عمل جدير بالطغاة والمجرمين، وليس برئيس أكبر ديمقراطية في العالم».
بدوره قال السيناتور رون وايدن، إنّ إقالة هذين المسؤولين الدبلوماسي والعسكري «هي فعل إساءة استخدام للسلطة جديد من جانب الرئيس».