–من يقرأ لأول وهلة مقالة فارس كمال نظمي الأخيرة سيتصور بأنها تتضمن المديح لتاريخ وحاضر سياسة الحزب الشيوعي العراقي .لكن عند التمعن أكثر تجد أن الرجل لديه مهمة بدأت منذ زمن بعيد وتبلورت بشكل واضح عندما أصبح أحد منظري دخول الحزب في سائرون وفرش الطريق بالورود (سوى البساط أحمدي) بل ذهب الى القول بأن هذا التحالف يدرس في جامعات عالمية لأهميته.وعندها رسم لهذا التحالف صورة زاهية أنطلت على من كان يرغب بالأنخراط به من قادة الحزب ولأسباب مختلفة وماذا يريد هذا الشخص ونواياه الحقيقية .الحزب نفسه أعترف بأن الدخول بالتحالف (سائرون)لم يأتي ضمن دراسة معمقة من عموم الحزب .التحالف وبعد أن فشل في تحقيق أي شيء على الصعيد الوطني (محاربة الفساد والمحاصصة وتشكيل حكومة غير متحزبة ومفوضية مستقلة وقانون أنتخابات عادل…..الخ)حيث كان دور سائرون لا يعدو غير الموافقة على كل ما يريد الصدر والذي لا يسمع غير هلوساته الخاصة وما يملىء عليه من افكار .لهذا وجدناه متقلب القرارات والمواقف ناهيك عن ضياع أي حوار بين تشكيلة سائرون السياسية وخاصة حزب الأستقامة الشكلي الذي أندثر وضاع معه رئيسه والذي فضل حتى الخروج من البرلمان (بالمناسبة وين أخباره حسن العاقولي ؟) اما على صعيد الحزب الشيوعي العراقي فأن التحالف أدى الى حدوث شرخأ كبيرأ بداخل الحزب لازال تأثيره عميقأ وسيمتد لسنوات طوال أذا بقى الحزب مصرأ على نهجه الخاطئ وعدم الأعتراف بخطأ هذا التحالف ومحاولة لم شمله .على الصعيد السياسي أدى هذا التحالف الى ضياع بودقة تجمع قوى اليسار والتمدن التي كادت أن تنبثق قبل أيام من توقيع سائرون لترسم بارقة أمل للمواطنين بالضد من القوى الأسلامية والقومية الفاسدة.
–بعد فشل هذا التحالف وما نراه اليوم من رد فعل ثوري جماهيري معارض لأستمرار حكم أحزاب الفساد الأسلامية واندلاع أنتفاضة الشباب في كل المحافظات الجنوبية والوسطى وبدون أن يكون لهذا توابع خاصة لأي حزب وطرف سياسي خاص وهو الذي أفشل مفهوم كون الصدر وتياره الوحيد والقادر على خروج تظاهرات مليونية،أثبت هؤلاء الشباب بأنهم يمتلكون من الحس الوطني الصافي والغير مدفوع الأجر بل قدموا الشهداء والتضحيات ولازلوا صامدين على نفس الدرب،أنهم لا يريدوا الصدر وكل الأحزاب الأسلامية التي وعلى مدى سبعة عشر عام لم تقدم غير كل الموبقات وما يفسد حياة الناس ناهيك عن بؤس الخدمات .
–السيد فارس كمال نظمي هذه المرة وبدل من الأعتذار عن ما روج له من أفكار كانت لكل أنسان بسيط هي غير مقنعة (تحالف سائرون)يندار اليوم ويحاول زرع الفتنة والفرقة بين رفاق الحزب الواحد وحتى أصدقاء الحزب الذين يهمهم كثيرأ مكانة الحزب،يحاول بذر السموم حين يمدح الحزب تارة ويخون ويسئ لكل من أعترض على هذا التحالف من الرفاق سواء من كان بالداخل وهم كثر أو بالخارج ولا يعتبر ذلك ضمن عملية الأختلافات الفكرية والتي هي عماد أي تطور فكري بل هي محاولة لأعادة نغمة البعث الذي وصف مناضلي الخارج بأنهم ينامون بأحضان الشقرارات وليس لديهم من هم معين .اليوم فارس يكيل التهم لهؤلاء المناضلين الذين دفعتهم الظروف القاهرة لمغادرة العراق ولكنه(العراق) لم يغادرهم بدليل هذا التفاعل اليومي بل اللحظي مع كل ما يحدث في الوطن عدا عن الكثير من المساهمات التضامنية التي يقوم بها هؤلاء سواء دعم مادي أوعيني أوسياسي بل حتى الوصول الى كل المؤسسات العالمية لشرح ما يدور بالبلد وكيفية وقف وأدانة مجازر المليشيات ومن يقف ورائها ومن هؤلاء التيار الصدري وجماعة القبعات الزرق.
–أذا كان النقد لسياسة الحزب والدخول في سائرون تعتبره هوحملة تشهير وتسقيط لبعض الأسماء وأنت أحد هؤلاء فهذا فهمك الخاص يا دكتور علم الأجتماع .هؤلاء لا يبحثون عن مجد معين لأنهم أن أرادوه فطريقه أنت أعلم به وليس العيش بالغربة ،لكنك لن تفهمه لأنك لا تمتلك الحس الذي الذي يجعلك تقدر بأن من ينتقد حالة ما سيلقى التعب واللوم أولأ وربما أكثر من هذا وهذا ما جنيناه .لكننا ربحنا ضمائرنا ونظافتها ولم نساوم على نقاوتها وها هو اليوم الذي يثبت صحة ما ذهبنا اليه أما أنت ومن أمثالك للأسف لازلت تلعب الدور الخبيث في تبسيط وتلميع الأشياء حتى بعد فشلها .
–اللوم ليس عليك أنت فقط بل على من يروج لبضاعتك الفاسدة من الأصل مثل فساد الأحزاب الأسلامية والتي لم تغش الناس البسطاء في أعمالها وسياستها ناهيك عن السياسيين الواعين .اللوم على رفاق الحزب الذين لم يعوا لحد الساعة الدور الذي تلعبه في زرع الفرقة ومحاولة أيهامهم بأنك لازلت حريص على الحزب أكثر من رفاقه حتى، في مسعى واضح بالنسبة للكثير منا أنه المسعى الخبيث المدفوع الأجر في أبقاء أزمة الحزب وتشتيت قواه وضياع بوصلته الفكرية لكي يبقى رقمأ غير مؤثرا بالساحة السياسية رغم أنه بدأ يتعافى بشكل بسيط بعد دخوله وسط الناس في أنتفاضة شعبنا الحالية وهو الشئ الذي بدأت تخاف منه قوى الأسلام السياسي التي فقدت الشارع وتخاف أن يملؤه الحزب الشيوعي وغيره من القوى الوطنية واليسارية.
– السم الذي تقيحت به مهما أضفته الى العسل فأن طعمه ومذاقه يبقى غير مجديأ في التأثير على جهود كل حريص على رفع شأن الحزب من الرفاق والأصدقاء سواء من هم داخل أو خارج الوطن .الحزب هو كيان حي متعدد الجغرافية تعيش كل أجزائه بنفس الحس والشعور والمسؤولية والأهمية وحسب مكانة ودور كل جزء.مثلما لفظ الحزب الكثير ممن أخفوا نواياهم الحقيقة لفترة من الزمن سواء أن كانوا رفاق أوقادة أو من هو خارج الحزب ،سيكون دورك اللفظ كذلك مثلهم بالمرحلة القادمة ومعك من تعاون بعمد في فوضى مرحلة ما بعد سقوط البعث .