الأحد, نوفمبر 24, 2024
Homeمقالاتالصراع الذي يکشف الحقيقة بعينها : منى سالم الجبوري

الصراع الذي يکشف الحقيقة بعينها : منى سالم الجبوري

لو تأملنا بدقة فإننا نجد إنه من أهم السمات والخصائص التي تميز بها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قرابة أربعة عقود من عمره، انه کان يسلك کل الطرق والوسائل والسبل المتاحة وغير المتاحة من أجل الوصول الى غاياته وأهدافه بل وانه من فرط إنتهازيته وإستغلاله المفرط للفرص يمکن القول بأنه قد صار ميکافيليا أکثر من ميکافيلي نفسه وحتى تجاوزه خصوصا وانه قد صار صاحب خبرة في إستغلال وتوظيف العامل الديني من أجل بلوغ أهدافه المنشودة مثلما برع وأجاد کثيرا في صناعة الارهاب وتصديره حتى صار المصدر الرئيسي والاهم لهکذا صناعة إجرامية ومعادية للإنسانية.

النظام الايراني الذي بات اليوم وبسبب من سياساته المجنونة المعادية لآمال وتطلعات الشعب الايراني والمتضادة مع المبادئ والقيم السماوية والانسانية، يمر اليوم بأوضاع صعبة جدا تعصف به وتمسك بخناقه وتحد من تحرکه وتضيق عليه مساحات المبادرة وتضعه في زاوية ضيقة جدا بحيث يمکن الاجهاز عليه في أية لحظة، وهو أمر بات هذا النظام المعادي لکل ماهو إنساني يدرکه ويعيه تماما ويحاول بشتى الطرق والوسائل تجاوزه وتخطيه، لکن وکما يبدو جليا أن خيارات النظام الايراني تتضائل وتتلاشى يوما بعد يوم ولاسيما وان مخططاته وألاعيبه ودسائسه قد باتت مکشوفة ومفضوحة ومعروفة للجميع وصار العالم کله عندما يجد نفسه في قبالة أي نشاط إرهابي او إجرامي استثنائي يوجه أنظاره صوب النظام الايراني بإعتباره المستفيد الاکبر من شيوع وإنتشار الارهاب و الجريمة والعنف في العالم، ولذلك فإن هذا النظام وأمام هکذا مرحلة بالغة الصعوبة والتعقيد يجد نفسه مضطرا لکي ينتهج ويسلك طرقا وأساليب جديدة من أجل النفاذ بجلده من الحساب العسير الذي ينتظره للجرائم والانتهاکات المختلفة التي إرتکبها ويرتکبها بحق الشعب الايراني وشعوب المنطقة والعالم بصورة خاصة و بحق الانسانية بصورة عامة.

خيارات هذا النظام المحاصر من کل الجهات والتي طفقت کما قلنا تتضائل يوما بعد آخر خصوصا بعد الانتفاضتين الاخيرتين اللتين کانت لمنظمة مجاهدي خلق دور رئيسي في قيادتهما والاشراف عليهما، يحاول هذا النظام وبمختلف الطرق والسبل إيجاد بدائل ومنافذ جديدة لها، وهو لکي يبلغ أهدافه المرجوة يبذل جهوده لإيجاد خيارات بالامکان أن تعوضه عن الامکانيات والمساحات التي فقدها او سيفقدها مما سيعجل في مسألة سقوطه و زواله الذي صار حديث وموضوع الاوساط السياسية والاعلامية على مختلف الاصعدة، ولاسيما وإن التحرکات و النشاطات الاحتجاجية مستمرة على قدم وساق وإن وخامة الاوضاع باتت تظهر آثارها السلبية على مختلف الاصعدة، وإن قضية التغيير في إيران صارت مطلبا ملحا باتت مختلف الانظار تتجه إليها لأن النظام الايراني قد وصل الى طريق مسدود وإن ماقد أقدم عليه مجلس صيانة الدستور الخاضع للولي الفقيه بإقصاء أغلبية المرشحين من الجناح الآخر بدعوى عدم صلاحيتهم، فإنه بمثابة خطوة من أجل المحافظة على النظام والحيلولة دون سقوطه کما يأمل جناح خامنئي ولکن في نفس الوقت فإن هذا الاجراء وإن أثبت الى أي حد قد وصل الصراع بين الجناحين فإنه کشف أيضا عن حقيقة مهمة وهي إن النظام تعصف به أزمة خانقة لايجد لها من مخرج إلا من خلال المزيد من الاستبداد والديکتاتورية التي ومن دون شك لايمکن أبدا أن تصبح حلا!

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular