جاء ذلك في سياق تعليقه على تصريحات شيخ الأزهر خلال سجاله مع الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة في مؤتمر “التجديد في الفكر الإسلامي” الذي استضافه الأزهر مؤخرًا، والتي دافع فيها عن التراث، قائلاً: “التراث كان السبب في نهضة العرب، حتى إن أقدامهم كانت واحدة في الصين، والأخرى في الأندلس بفضل الفتوحات الإسلامية”.
وكتب منتصر منتقدًا تصريح شيخ الأزهر في مقال نشرته جريدة “الوطن”: “الحقيقة أنني لا أريد للمسلم المصري أن تكون قدمه اليمنى في الصين ولا اليسرى في الأندلس، أريد أن تكون قدمه ويكون عقله وقلبه موجودًا ومتجذرًا في وطنه مصر”.
وعارض منتصر، الطيب فيما ذهب إليه حول تمدد وانتشار العرب خارج حدود أوطانهم بعد انتشار الإسلام، قائلاً: “وأقول لشيخ الأزهر إن قوة التراث لم تكن سببًا فيما تسميه فضيلتك فتحًا، بل كان السبب هو قوة السيف والحروب العسكرية، ومثلما قلت فضيلتك إن الصليبيين كانوا يرفعون الإنجيل بيد، وفي اليد الأخرى السيف، فإننا أيضاً فعلنا نفس الشيء، لكن الفرق بيننا وبينهم هو أنهم قد اعتذروا عن هذا التاريخ الأسود، ونحن لم نعتذر بعد”.
واعترض الكاتب على مصطلح “الفتح الإسلامي”، قائلاً: “ما زلنا نصف ما فعلناه من غزو واستعمار فتحاً مباركاً، اسم دلع وتدليل نخفف به من وطأة الوصف الصحيح، كما فعلنا من قبل مع الهزيمة التي صارت نكسة، والكوليرا التي صارت مرض الصيف، فضيلتك قدمت لنا وصفاً لهذا الفتح التراثي الجميل، حتى اعتقدت أننا كنا نغزو وفي اليد اليمنى زهرة وفي الأخرى الجيتار!!”.
وتابع متوجًها إلى شيخ الأزهر: “أذكّر فضيلتك بمثال بسيط واحد يوضح لك حجم الملائكية التي اتسمت بها تلك الفتوحات، مثلاً الجرائم ضد أمازيغ شمال أفريقيا في عمليات سبي كبرى وصلت إلى 600 ألف أسير من الرجال وسبايا النساء من البربر المقيدين بالسلاسل على يد هارون بن موسى بن نصير، إذ كانت حصته وحده في امتلاك الرجال كعبيد والإناث كمِلْك يمين 50 ألف أسير وسبيّة، وحده يتصرف بهم كيفما يشاء وحيثما يريد!!، كيف درستها فضيلتك، وما قراءتك لها؟”.
كما توجه منتصر بالتساؤل إلى شيخ الأزهر: “هل قرأت فضيلتك الرسالة المشهورة لأمير المؤمنين التي جاء فيها: “كتب هشام إلى عامله على أفريقيا.. أما بعد، فإن أمير المؤمنين لما رأى ما كان يبعث به موسى بن نصير إلى عبدالملك بن مروان، أراد مثله منك وعندك من الجواري البربريات الماليات للأعين الآخذات للقلوب، ما هو معوز لنا بالشام وما ولاه.. فتلطف في الانتقاء، وتوخّ أنيق الجمال، وعظم الأكفال، وسعة الصدور، ولين الأجساد، ورقة الأنامل، وسبوطة العصب، وجدالة الأسوق، وجثول الفروع، ونجالة الأعين، وسهولة الخدود، وصغر الأفواه، وحسن الثغور، وشطاط الأجسام، واعتدال القوام، ورخام الكلام..”.
ومضى منتصر مستشهدًا في ختام مقاله إلى ما اعتبره “غزو واستعمار” يجب الاعتذار عنه: “وقال عبدالملك بن مروان: “من أراد أن يتخذ جارية للتلذذ فليتخذها بربرية، ومن أراد أن يتخذها للولد فليتخذها فارسية، ومن أراد أن يتخذها للخدمة فليتخذها رومية””.
واعتبر متهكمًا أن ذلك “صورة فقط من الفتوحات التراثية العظيمة، وكأننا نختار معزة في سوق التلات لا إنسانة لها كيان وروح!!، هذا مجرد مثال على ما نطلق عليه فتوحات وهو لا يحتمل إلا اسمًا واحدًا في القانون الدولي يا فضيلة الشيخ، الاسم هو استعمار وغزو”.