.
أعلنت الصين، الثلاثاء 11 فبراير/شباط 2020، أنّ فيروس كورونا أودى بحياة أكثر من ألف شخص على الأقلّ حتى الآن، فيما تجاوزت الإصابات 42 ألفاً، في وقتٍ أعلن فيه خبير أوبئة صيني اشتهر بجهوده في التعامل مع تفشي متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) عام 2003 أن فترة حضانة الفيروس أطول مما يُعتقد وقد تصل إلى نحو شهر، وهو مؤشر خطير يعني احتمالية تضاعف الإصابات بالمرض دون إدراك حامليه، إذ أشارت تقارير طبية سابقة إلى إمكانية انتقال الفيروس خلال فترة الحضانة.
لهذا؛ وجدت منظمة الصحة العالمية ضرورة إرسال خبراء إلى الصين للوقوف على أبعاد انتشار الفيروس، بعد أسبوعين من الانتظار لموافقة الحكومة الصينية، في وقتٍ نجد أخباراً غير مبشرة حول الفيروس أكثر قرباً، بإعلان الإمارات، وهي الدولة العربية الوحيدة التي ظهر فيها المرض، ارتفاع عدد المصابين به إلى 8 أشخاص.
الوباء ينتشر: أعلنت لجنة الصحة الوطنية بالصين في تحديثها اليومي لحصيلة ضحايا كورونا ارتفاع ضحاياه إلى 1016 وفاة، بعدما سجّل إقليم هوبي -بؤرة الوباء في وسط البلاد- 103 وفيات جديدة خلال الساعات 24 الماضية، فيما وصلت الإصابات إلى 42 ألفاً و638 شخصاً، بعد تسجيل حوالي 2500 إصابة جديدة بالفيروس خلال الساعات الـ24 الماضية.
فترة حضانة أطول: أكد خبير الأوبئة الصيني تشونغ نانشان، الذي تم تعيينه مستشاراً كبيراً في أزمة كورونا الحالية بعد جهوده السابقة في أزمة «سارس»، أن فترة الحضانة قد تكون قصيرة لدرجة أنها لا تستمر ليوم واحد، أو قد تطول لفترة تتجاوز 24 يوماً، وهو ما يزيد بعشرة أيام عما كان يعتقد سابقاً، إذ تمتد أحكام الحجر الصحي لأولئك المشتبه في حملهم للعدوى حالياً لمدة 14 يوماً، إذ كان يعتقد أنها أطول مدة قد لا تظهر خلالها أعراض المرض على حاملها، لكون الفيروس كامناً في فترة حضانة.
فيما أوضحت دراسة أجراها الخبير الصيني أن 13% من المصابين كانوا على تماس بالحيوانات البرية، بينما الثلثان منهم كانوا في مدينة ووهان وسط الصين؛ حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى في ديسمبر/كانون الأول 2019.
خبراء منظمة الصحة: قال تيدروس أدهانوم جيبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، إن فريقاً من الخبراء الطبيين في المنظمة وصل إلى الصين، الإثنين 10 فبراير/شباط 2020، للمساعدة في تقصي أسباب وتطورات انتشار فيروس كورونا. وكان تيدروس الذي اجتمع مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في بكين الشهر الماضي قد عاد بعد الاتفاق على إرسال بعثة دولية إلى هناك.
وقد استغرق الأمر أسبوعين للحصول على موافقة الحكومة الصينية على الفريق الذي يقوده خبير الطوارئ الكندي بروس أيلوورد، إذ قال تيدروس في مؤتمر صحفي: «بروس وزملاؤه سيعملون مع نظرائهم الصينيين للتأكد من أننا لدينا الخبرة الصحيحة في الفريق للإجابة عن الأسئلة الصحيحة». وأضاف دون الخوض في تفاصيل هويات أعضاء الفريق: «نأمل أن ينضم باقي الفريق إليهم بأسرع ما يمكن. يمكن أن يتراوح الفريق بين 10 و15» فرداً.
إصابة جديدة بالإمارات: من جهة أخرى، أعلنت الإمارات، مساء الإثنين، تسجيل حالة إصابة ثامنة لمقيم من الجنسية الهندية. ووفق ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام)، أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع تشخيص حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا لسيدة من المخالطين للحالة التي أعلن عنها مؤخراً، وبهذا يكون عدد الحالات المكتشفة في الإمارات 8 حالات منذ ظهور المرض إلى اليوم.عودة إلى الوراء: تكافح الصين للسيطرة على كورونا، واتّخذت إجراءات مشدّدة شملت إغلاق مدن بأكملها ومنع سكانها من مغادرة منازلهم إلا للضرورة، وقد دفع الوباء منظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة طوارئ صحية عالمية، والعديد من الحكومات إلى فرض قيود على السفر، وشركات الطيران لتعليق الرحلات الجوية من وإلى الصين، بسبب الفيروس الذي ينتمي إلى سلالة «المتلازمة الرئوية الحادة الوخيمة» (سارس) التي حصدت في عامي 2002 و2003 أرواح 774 شخصاً في العالم أجمع.