احجم العراقيون في الدفاع عن البعث ونظامه لانه عاث فسادا بحياتهم وارضهم ومواردهم طوال حكمه القمعي ,فصارالشيطان والاحتلال الاجنبي اقرب لقلوبهم وخلاصهم من حكومتة العشائرية الدموية والمتعجرفة.
كذلك احجم ساسة السنة عن مقاومة الارهابيين في بداية الامر رغم معاناة ناخبيهم ومناطقهم وباعتراف الكثير منهم بسبب شعورهم بالتهميش رغم كمية المناصب والوزارات التي تكاد تصل مناصفة مع الاغلبية الشيعية, وحتى بعد تخليهم عن الحياد في معركة العراق ضد داعش, لم يتغافلوا عن فكرة انها خطئية الشيعة الحصرية ورئيس وزراءهم المالكي وعليهم تصحيح الوضع, ثم مالبثوا ان عادوا لموقفهم المناوئ لحكومة بغداد بعد انتهاء المعركة.
الاكراد من جانبهم لم يهتموا كثيرا بحرب داعش بُعيد سقوط الموصل واعتبروا المعركة طائفية ولا تعنيهم حسب نيجرفان برزاني حتى وصل جراد الدواعش على تخوم اربيل, فاشتركوا مرغمين حفاظا على حياة مواطنيهم وسلامة اراضيهم.
بعد ان وضعت الحرب اوزارها او كادت ,عاد كل فريق الى مواقفه السابقة , وضاعت دماء الشهداء وتضحياتهم وسط الضجيج الاعلامي, ولم تعد لها اي قيمة في المعارك السياسية وبزار بيع المناصب وتحولت معركتنا الى الداخل.
عندما اندلعت شرارة التظاهرات في الاول من شهر تشرين الاول ,كانت معنونه بشكل واضح وعلى لسان المتظاهرين انفسهم, انها ضد حكومة الفساد وبالتالي البدء برأس السلطة اي رئيس الوزراء وربما تبلورت بعد ذلك الكثير من المطالب المحقة ولكن الملفت للنظر بانها ـ اي التظاهرات ـ لم تستهدف وقد دخلت شهرها الخامس اي من السلطات الاخرى , كرئاسة الجمهورية والبرلمان!!! حصتي السنة والاكراد كانهم خارج الحسابات بل وجدنا من يصفق لهم ويعتبرهم رموز وطنية لايمكن تصنيفهم ضمن جوقة الفاسدين!!!.
حدث هذا بعد دخول المهرجين والرداحين على الخط وبث الشعارات اللامعة التي اربكت المشهد وعقدته وصرفت الانظار عن الاطراف الاخرى غير الشيعية ,هذا طبعا ليس تحيز طائفي بقدر ما هو تساؤل عن هذه الاحجية غير المفهومة , ام انها تصنف ضمن المواقف الاخرى التي اشرنا اليها سابقا , اي انها حرب شيعية شيعية, والفساد يخص الشيعة ولايعني غيرهم , كما كانت حرب داعش حرب طائفية , او خطأ شيعي ليس من اختصاص غيرهم بما فيهم الضحايا.
الان وبعد هذه التطورات الهائلة التي حصلت وسقوط مئات الابرياء نتيجة الاحداث ودخلت التظاهرات او جزء منها الى نفق التخريب والحرق , كيف للمواطن الصامت ان يؤمن او يطمئن لتغيير جزئي ؟ شمل فئة معينه من القرود ولم يشمل الاخرى مع انهم يحملون نفس الجينات السياسية وذات الممارسات البهلوانية ومشتركين في نفس العرض المسرحي الماصخ!!.
أليس من الممكن ان تفقد التظاهرات او الثورة ؟ كما يحلو للبعض تسميتها التعاطف الشعبي العام بسبب هذه الانتقائية بالتسقيط او لنقل بالتغيير وتتحول الى صدامات اكثر عنفا مما يحدث الان , او ان يحجم الكثير من الشباب من الاشتراك بهذه اللعبة الغريبة , وكيف يمكن الحصول على حل حقيقي ؟ يُفرض على الجميع كما يفرض على الاحزاب الشيعية.
اذا انبرى لي اي متمنطق يرتدي نظارات الاعلام البعثي ليقول هذه طائفية غادرناها منذ زمن ,اتمنى ان يجيبني بدون حذلقة وتلاعب بالالفاظ على هذه الملاحظات بكل وضوح وله ان يقول مايريد.