تعتبر شخصية خدر الياس من الشخصيات النورانية الكبيرة في المعرفة الايزيدية المقدسة , واسم خدر الياس هو في الأساس تسمية آرامية قديمة وتعني المنبعث الإلهي وهي صفة للشخصيات التي تصل اعلى مراحل حقيقتها ونورها في الوجود , وتبدأ رحلة الشخصيات النورانية من خلال تزهدها وانعزالها عن عالم المادة وما أن يعبر حاجز هذا المجال المادي حتى تتجسد القوانين الكونية السلبية في زاحف او تنين تفرض على الشخصية المتنورة نوع من الصراع ينبغي تجاوزه حتى يتمكن من العبور الى النور الأبدي ..
عرف خدر الياس جوهر الوجود وتسميته وعمل على تطبيق ما يلزم للوصول الى عتبة عليا في فهم هذا الجوهر ( آدي , ايزيد , طاوسي ملك ) والذي يعني الطهارة والنقاء والاستقامة ودون ملائمة هذه الشروط مع مصدرها لا يمكن للكائن البشري أن يعبر عتبة النور ويرى جوهر الأشياء , فقوانين الوجود بأكملها محكومة بهذا الثالوث المقدس و هيكليته العظيمة من القوانين التي تسري في الوجود على كل الكائنات والمخلوقات , ولهذا الثالوث المقدس سرّ لا يصله إلاّ من يصل أعلى درجات الطهارة والنقاء والاستقامة , وعلى الرغم من أننا نستخدم في حياتنا اليومية مصطلحات مثل طاو و آدي و ايزي لكنها تبقى غير دقيقة في الاقتراب من ذلك السرّ في علم آديا , ذلك السرّ متاح فقط للشخصيات العظيمة مثل خدر الياس الذي عبر عتبة عالم المادة وانتقل الى عالم النور القاتاني ومنه بلا ادنى شك سيعبر الى العالمين الشمساني والآداني , فكل شخصية جليلة وعظيمة عند الايزيديين تمر بالمراحل والعوالم الاربعة ومستوياتها الاربعين قبل ان تصل بيت آديا أو العرش المقدس في الوجود ..
وسرّ تلك الحكمة الايزيدية التي وصل اليها عظيمنا خدر الياس هي الثلاثة احرف التي تمثل كل القوانين في الوجود والتي لا يمكن لنا الوصول اليها دون توفر الشروط الروحية والأخلاقية التي تؤهلنا لحملها ..
أدرك خدر الياس منذ مطلع شبابه أن التزهّد ليس بالأمر السهل وأن الحصول على العلوم الكونية ينبغي أن تتوفر فيها شروط لا سيما سن الحكمة وهو السن الذي يبدأ بالأربعين , وكان يعمل بصدق من اجل الموت والانبعاث من جديد بصيغة نورانية تتجاوز عالم المادة ومحدوديته , فهو كان قريباً من الشخصيات التي تمارس اقصى درجات الطهارة والنقاء والاستقامة وعلمته الكثير من الأسرار والمفاتيح التي تقود الى النور والى اكتشاف جوهر حقيقته , فكان يتردد على مركز روحي لتدريب المتأملين , وكان هذا المركز مكاناً يستعرض فيه الشيوخ والبيار في المعرفة الايزيدية علومهم الكونية ويناقشون باستمرار نتائج جلسات تأملاتهم ويعلمون القادمون الجدد وسائل التأمل وطرقه , وكان المنهج التدريبي يعتمد على فلسفة ممارسة طرق ومعرفة البرّ ( البرخك ) في المعرفة الايزيدية المقدسة والتي لم تكن متاحة للجميع فقد كان الاختيار يقع على الشباب والبنات من الذين كانوا يولدون بأرواح متقدمة وهذه الطريقة في الاختيار كان لها اسرارها قديما في معرفتنا الايزيدية ..
ونحن سمعنا الكثير في تاريخنا الايزيدي عن المهارات الخارقة التي كان الايزيديون القدماء من ممارسي طرق البرّ ( البرخك ) يتحلون بها , ومن خلال متابعتي الدقيقة لهذه الطرق لا بد من القول أن طرق البرّ ليست طرق صوفية كما يحاول البعض وصفها لأن هذا الوصف خاطئ في جذوره والذين يعتقدون أن طرق البرّ الايزيدية هي طرق صوفية هم جهلة طبعاً بالمعرفة الايزيدية وعلمها الباطن , فطرق البرّ ( البرخك ) هي طرق لتطوير القدرات الروحية والفكرية من خلال تطوير الحواس والعمل على تلقي العلوم الكونية عبر طرق ترتكز على الطاقات الكامنة في الانسان ..
ويخلط الكثير من الباحثين بين خدر الياس الايزيدي الذي عاش في الفترات التاريخية الآدانية من تاريخ نينوى وكردستان وبين شخصيات اتت بعده وادعت انها تحمل روحه , وهذا الخلط لا بد ان يكون سببه عدم فهم التسلسل التاريخي للأحداث , كان لخدر الياس حياة تختلف كل الاختلاف عن الحياة النمطية الطبيعية للبشر فمنذ بلوغه السادسة عشر ادرك ان حياته على الارض وفي عالم المادة هي الاخيرة وما عليه سوى البحث عن النور في اعماقه فكان يدرس كل ظاهرة تحدث من حوله للوصول الى حقيقتها وكذلك الى الأسباب التي تقف خلف وجودها في عالمنا وهذا الأمر لم يكن سهلاً على شاب قرر الوصول الى أعماق الحقيقة , واعتمد في ذلك على فطرته في استقبال الجديد من العوالم الروحية وهيأ نفسه لهذا الغرض بطريقة سليمة منذ مطلع شبابه وأدرك أن الطهارة والنقاء والاستقامة هي التي ستقرّبه من عالم النور وليس شيئاً آخراً ..
واستفاد خدر الياس من كل جزئية في العلم الباطن الايزيدي واكتشف ان الطقوس ما هي إلاّ ألغاز يجب فك طلاسمها حتى يتمكن من العبور , وبالفعل بسنوات من الجهد تمكن من ممارسة طرق البرّ ( البرخك ) والتواصل مع العوالم الروحية في الكون عبر التزامه بتلك الشروط الصارمة التي حولته الى كاهن نقي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى , هذه البداية السليمة دفعته بقوة الى العالم الروحاني الأعلى في الوجود من خلال عبوره أكثر من مستوى في التواصل وتمكن من فهم الكثير من الألغاز في المعرفة الايزيدية الخفية المقدسة , فمن المعلوم ان طالب العلم الايزيدي يبدأ برحلته في البحث عن النور من خلال تلقيه المعرفة الشاملة من مستوى للوعي أعلى من مستوى عالمنا المادي وهذا ما قام به عظيمنا خدر الياس , فقد كان يبدأ رحلته في التأمل من خلال الصلاة الصامتة المفعمة بالايجابية والتحلي بالمحبة والمعرفة وترك كل مغريات عالم المادة بقوة الى تلك لدرجة التي أصبح فيها بالفعل يعيش عالماً روحانياً عميقاً في داخله أنار له الطريق في التواصل مع العوالم العليا حتى وصل المرحلة الآدانية في الوعي وهي القمة الروحية الشاهقة التي يصل اليها الايزيدي في رحلته للبحث عن المعرفة الايزيدية الخفية المقدسة ..
والتركيز على طبيعة الفكرة التي قادت خدر الياس الى النور تقودنا لفهم الطبيعة الحقيقية للعلوم المقدسة في الايزيدية والتي كانت تبدأ بحياة التزهد والاهتمام بالجوانب الروحية وتغليبها على الجوانب المادية في حياة طالب العلم الايزيدي وغالباً ما تكون تلك الطبيعة وقوانينها في خدمة طالب العلم الايزيدي إذا ما تمكن من التعامل معها بطريقة سليمة تخلو من الأخطاء ..
لذلك كانت بدايات تلقي المعرفة الايزيدية عند خدر الياس مع الأصل أو الرأس في المعرفة القاتانية والتواصل مع هذا المستوى يتيح لصاحبه امتلاك علوم ومعرفة آدية تجعله يبدأ برؤية الصورة الشاملة في الوجود , فبداية الأشياء الروحية تكمن في الخفاء وينبغي استخراجها وتحويلها الى حقائق ملموسة فكانت تلك الطرق بمثابة قوة روحية تمنح كل نموذج من نماذج التأمل التي كان يقوم بها شكلها المناسب وترسخ بشكل دقيق ما تعكسه من أفكار , وهذا الأمر أسس لنجاح كبير في تطوير القدرات الروحيه عنده , وقادته عملية التمتع بالشروط الروحية والأخلاقية لتلقي المعرفة السرّية الايزيدية الى الظفر والنجاح في عبور العالم القاتاني ..
قولى ئيمانا ئش نيشانا
خدرو ئي خدر
ته كاسك دامنى بكر
من فه خوار ب ناف وذكر
من ف خوار وكي زاني
ئه ز ئينا سه ر علمى قاتاني
شه ره ف ده نك دكه ته دئه ساسه
فه هميَ من زوًر قياسه
تو خدري يان لياسه
خدروً يان خدري
بهيمه ته قادري
ل هه موو جه وابا يي حازري .
فالصواب والثبات قاداه الى تلقي المعرفة من العالم القاتاني ومكناه من العبور الى مرحلة متفوقة في الوعي الى العوالم الروحانية العليا في المعرفة الايزيدية , وهذا ما كان متوافقاً مع طبيعته ككائن موهوب وقادر على العبور الى تلك المستويات ..
وعندما يعبر شخص عظيم هذا المستوى فإننا لا نستطيع إدراك طبيعة القوانين الجديدة التي تتحكم في حياته حيث تتوحد كل الارض تحت جناحه بسلام وهو الوحيد الذي يفهم مغزى هذه الجملة وهو الوحيد الذي يعمل على ان تكون القوانين الكونية بمثابة قوة السماء الخارقة التي تمنحه المجد وتمنع عنه التعب واليأس من فهمها والتعمق في السير في مساراتها , وعندما انطلق في فهم دورات الزمن وعبورها تمكن من امتلاك التأثير القوي في محيطه حتى أنهم أصبحوا يهابون هالته وكذلك البعض بدأ يرتعب من قوة شخصيته ..
رحلة بداية النور عند خدر الياس بدأت بتحكمه حتى في الغيم والمطر والقوانين التي تخضع لها في السماء وكانت تلك الارادة البداية القوية له في عالم النور حتى ان البعض ناصبه العداء لعدم ادراكه طبيعة القدرات الروحية التي يتحكم بها وبدأ يمتلكها , لكنه كان مدركاً أن وقته في التحكم الكامل في القوانين القاتانية لم يحين بعد لذلك بقي مواظباً على التعلم والتأمل في نيل المعرفة الايزيدية المقدسة , وهي طريقة ساعدته على امتلاك نشاط اوسع في الدخول الى تلك العوالم والأبعاد , وهذه الصفات التي واظب عليها كانت تجعله يرى الطريق الى النور , والنجاح , فهو أصبح يرى العلّة والمعلول ويرتقي تدريجياً نحو السماء ونحو عالمه الذي رسمه لنفسه , وفهم خدر الياس ان الخطوات التي يخطوها رجال العلم المقدس في مشية السماع في لالش النورانية انما هي خطوات تعكس طريقة الخلق وطريقة السير نحو النور الأبدي في العوالم العليا ..
سبعة خطوات هي بمثابة سبعة مبادئ والواحدة تشكل مدخلاً للأخرى والواحدة تجعلك تقفز للثانية وتدرك أسرارها هكذا فهم لغز الحياة ببساطة , والقائم في جذوره على المبادئ السبعة والتي تدرجت الى 72 قانوناً الهياً تشكل أساس المعرفة السرية في العلم الايزيدي , وحتى يتمكن من فهم هذه الظواهر كان بحاجة الى تلقي هذا العلم وتوفر شروطه فيه قبل ان ينطلق نحو النور , والمثابرة هنا هي التي قادته الى النجاح والسمو في المعرفة المقدسة , وأدرك بعمق أن الأخلاق هي التي تعمق المحبة وهي التي تضبط ايقاع الحياة الروحية وتجعلها أكثر ثباتاً وصلابة في التقدم نحو الهدف , وهو كان يدرك ان المتلقي في المعرفة المقدسة لا يصارع الإله بل يكون متمماً لبرنامجه وخدر الياس أدرك هذه الحقيقة مبكراً ..
لذلك تظهر طبيعة التناقض بين الروح وبين مصدرها فقط في عالم المادة أو ما نسميه بالعالم الأرضي , وعندما تزهد وانطلق من مسكنه في سهل نينوى فإنه كان يعلم أن الرحلة تتطلب أقصى درجات الكهانة وأقصى درجات التحكم بالعقل والعاطفة وسط أجواء تدفعه باتجاه معاكس , وكان عليه عبور اعمدة العلم المقدسة في الايزيدية وهي 12 باباً للعلم ومن ثم الولوج الى النور والعوالم الشمسانية في الايزيدية لهذا كان يعلم ان عليه مصارعة قوانين الطبيعة المظلمة المتمثلة بالتنين في اربعة حالات ومستويات للوعي , كان يعلم أن الوصول الى الحكمة يعني أن يقوّي نفسه بكل الطرق المتاحة له روحياً , ومن خلال النبذ الواعي لكل ما هو دوني في عالم المادة وفي أغلب الحالات كان يدرك أن القوة المانحة للنور تظهر له على شكل روح قاتانية عليا وكان مدركاً تمام الادراك أن طريق تلقي المعرفة بدأ هناك في العالم القاتاني بالنسبة له ..
انتقل خدر الياس الى مصاف العظماء وذاع صيته بعد وصوله عتبة العلوم القاتانية في المعرفة الايزيدية وأصبح يتحكم في الكثير من الطاقات حتى أنه أصبح متمكناً من تطبيقها على عالمنا المادي , فهذه الطاقة الباطنية عكست قوة ظاهرية جعلت الجموع تتجمهر من حوله , فامتلك هالة من النور المشع لشخصية عظيمة تركت أثرها في محيطه بقوة , فالنتائج التي تحققت له جاءت بفعل مارسه بقوه وهذا الفعل قام على الالتزام بالطهارة والنقاء والاستقامة , الالتزام بالمحبة والمعرفة في العلم الايزيدي الذي كان يتلقاه , فقد كان يؤمن بأن العظمة الحقيقية لا تخضع للغواية والأغراء لا سيما في عالم المادة الذي تجاوزه بقوة ..
ان الوصول لنقطة التحول هذه في المعرفة الايزيدية المقدسة تخلق عظماء أمامهم احتمالان لا ثالث لهم , فإما أن يحلق في الأعالي ويلعب دوراً كبيراً في العالم بأسره , أو أن ينعزل عن عالمنا ويتوارى عن الأنظار , لكن خدر الياس اختار الخيار الأول وسلك طريق القداسة الى ان تمكن من القضاء على كل القوانين السلبية في العوالم الاربعة والتي تجسدت له على شكل زاحف او تنين تمكن من القضاء عليه ..
هذه الرمزية المقدسة في المعرفة السرّية الايزيدية يدركها من يصل عتبة علم آديا وهي كحال الكثير من الرموز التي تشكل محور هذه المعرفة المقدسة , إن القوة الديناميكية الصاعدة التي امتلكها بدأت تظهر له بأكثر من طريقة من الطرق المتاحة في المعرفة المقدسة وأدرك أن عليه تصريفها بما يتناسب وقيم المحبة والمعرفة وليس وفق خيارات أخرى , وهنا بدأت معه تأثيرات القوة المرافقة للنور في تصرّفاته والتي جعلته ينتمي الى محفل العظماء متجاوزاً الحيز الزماني والمكاني للبقعة التي ولد فيها وانتقل الى حيز أوسع بكثير لم تتمكن البشرية من فهمها بالشكل السليم ..
ان ظهور الرجل العظيم خدر الياس في الحياة الايزيدية لم يكن عابراً وعادياً بل رسالة لكل من كان يرغب في العبور الى عوالم النور من البشر وتجاوز مثالب عالم المادة , وربما لا يعي الكثيرون طبيعة هذا الظهور وتأثيره في الحياة الانسانية لكنها كانت رسالة شديدة الوضوح لا تقبل الجدل , ومع انه لم يحظَ بموقع متنفذ يمكنه من نشر معارفه على الملأ إلاّ أن لهذه الجزئية الدور الأكبر في انتشار سيرته عالمياً , وربما لو بقي محصوراً في إطار المعرفة الايزيدية في حدود زمان ومكان معيّن لما شاع هذا الاسم العظيم في عالمنا بأسماء وأشكال وقصص كلها تحكي سيرته نحو النور ..
لذلك تبدأ قصته الحقيقية هنا من خلال تسلحه بالمعرفة المقدسة التي قادته الى عوالم عليا في الوجود من خلال بصيرة روحية متنورة ساعدته على تفهم القوانين في العالم القاتاني أو العالم الأثيري الذي يمثل عالماً غير مرئياً بالنسبة لنا , وهذا النمط من الحياة قاده الى الاعتماد على نمط غذائي معيّن يعتمد عليه كل الذين مارسوا طرق البرّ ( البرخك ) في الايزيدية وهو نظام غذائي يعتمد بالدرجة الأساس على بذور الأشجار وعباد الشمس والغذاء الخالي من اللحوم والدم , فكل من يعبر هذه المرحلة يدرك أن التحول الى كائن روحاني يتطلب هذا الأمر , لا سيما وان وصوله الى مرحلة الوعي المتفوق تجعله يدرك ان جسده اصبح عبارة عن نور وروح خالي من الدم لهذا تتطلب العملية الاعتماد على بذور الطبيعة الحيّة قبل الانتقال الكلي الى عالم النور ..
لهذا ..
يقوم الايزيديون في ذكرى وصوم خدر الياس بإعداد الكثير من أنواع هذه الوجبة التي تعتمد على عباد الشمس والحمص وغيرها من البذور مع القمح المقلي والمخلوط بعسل التمر او السمسم , هذه الطريقة في تناول الغذاء تشير الى شخصية تجاوزت الطعام القائم المعد على أسس تدخل فيها المواد الكيميائية التي تجعل البصيرة الروحية تتراجع الى الخلف كلما تناول الانسان منها , فخدر الياس والكثير من العظماء الايزيديون اعتمدوا في نهاية حياتهم وقبل تنورهم الكامل على هذا النوع من الطعام للحفاظ على التوازن الذي وصلته البصيرة الروحية والفكرية عندهم ..
والصيام لثلاثة ايام تشير الى صيام رغبة في تجاوز عالم المادة من خلال الصيام لسلطان ايزيد و طاوسي ملك وسلطان آدي , وهي كما تعرّف يومان لخدر ويوم لـ الياس أي يومان للعالمين المادي والقاتاني والثالث للعوالم الآدية في المعرفة الايزيدية ..
وكما نعلم أن تجاوز العالم المادي يتطلب الصراع مع التنين أو الزاحف والذي يشير الى رمزية القوانين الكونية المظلمة التي تحاول إعادته الى عالم المادة وحتى يتمكن من العبور الى عالم النور ينبغي للمتنور مصارعة هذه القوانين المتمثلة بالزاحف أو التنين ., فبدأت معركته للخلاص من عالم المادة في سهل نينوى وامتدت المعركة مع هذا الزاحف الى مدينة منبيجو ( منبج السورية حاليا ) والتي أطلق عليها الايزيديون المدينة المقدسة والتي انطلق منها خدر الياس الى عالم النور ..
وحتى يتمكن المتنور من العبور الكلي الى العوالم الشمسانية المقدسة في الايزيدية لا بد له من خوض هذا الصراع لثلاث مرات حتى يصل عتبة العالم الآداني المقدس , فعاد خدر الياس بإسم من العالم القاتاني وهو كوركيوس أو مار جرجس ( السيد المقدّس ) بعد قرون الى أداء الصراع نفسه والذي بدأ من معبد شماش أو معبد الشيخشمس في اورشليم وانتهى عند سواحل مدينة بيروت الحالية ويطلق على الساحل المقدس حالياً اسمه أي سانت جورج أو القديس كوركيوس ..
بينما خاض صراعه الأخير في جبال أرارات وانتهى عند جبال جورجيا الحالية والتي سميت بإسم هذه الشخصية العظيمة جورجيا أي المقدسة نظراً لتنوره وصعوده الأخير من ذلك المكان , لذلك أبقى الايزيديون ذكراه الأولى والتي انطلقت من سهل نينوى نحو النور من خلال مجموعة من العادات والتقاليد التي تمجد هذه الشخصية العظيمة وطريقها نحو النور والذي انتهى بالظفر النهائي في مكان ذهب اليه الكثير من الايزيديون ليسكنوه في دولة جورجيا نظراً ليقينهم أن هذا المكان هو مكان القدسية العظيمة التي نقلت خدر الياس الى مصاف الشخصيات الآدانية ( الإلهية ) العظيمة في الوجود ..
وإذا ما نظرنا الى تاريخه في المعرفة الايزيدية سنجد أن البعض يعتقد أنه إله الغيم والمطر والانبعاث والخضرة الدائمة نظراً لتلك الطاقات التي كانت تجعله يتحكم في هذه القوانين لتحويلها الى اراده حيّه لديه , كما أن الايزيديون يعتقدون أن هذه الشخصية وصلت عالم النور الآداني وبالتالي لا وجود للموت للشخصيات العظيمة الطاهرة والنقية والمستقيمة في تلك العوالم وهذا الاعتقاد رسّخ لديهم أنه قادر على تحقيق كل أمانيهم في عالم المادة شرط الالتزام بالطهارة والنقاء والاستقامة التي تقوم على أساسها معرفتنا المقدسة ..
وبين الثيولوجيا ( العادات والتقاليد ) وبين الميثولوجيا ( العلوم النوعية الكونية ) يخلط البعض في تفسير وشرح سيرة هذه الشخصية العظيمة التي أصبحت اليوم مناراً هادياً للبشرية بأسرها وليس للايزيديون فحسب , وحتى طبيعة عودته للصراع مع القوانين السلبية المظلمة بقيت غير مفهومة لدى الأغلبية لاسيما وأنه عاد بإسم مقدس جديد من العالم القاتاني ..
والذين يفهمون المستويات الأربعة للوعي في المعرفة الايزيدية المقدسة يستطيعون فهم هذا التشابك العظيم في الأحداث والذي شكل أساس الطقوس المتبعة لتمجيد العظيم خدر الياس , والنصوص المقدسة المتعلقة بهذه الشخصية توضّح لنا كل الوضوح طريقة عبوره الى العلم القاتاني في المعرفة الايزيدية المقدسة كما في النص التالي عن دعاء خدر الياس ..
قول از العمركي دا مامه
از برمه ديوانا بدشى من اي ريناس
البر اي سكني هفتي هزار قلندر وخاس
دو جاويش القدم كها راوستابون
ايك خدر ايك لياس
وى زمحبتى ات كرينن كاس
كاس اش محبتي زدرى دركه الماص
ساقي سلطان ايزيده
دولجي بطشى من اي ريناس
من لوى ديتن خوشي وشاهي
دف او شباب تمبور ومغني اغلر وشاض
او جندي دي جنه ديوانا سلطان ايزي
اي جقاس مراز خواز
دعاء خدر الیاس
( ١ )
ژئادەم ھە تا ئیرۆ ژارا دلا خەم و کینا
ئە ڤ دن لیسک و دوو رویە سیتاڤۆکا کانینا
ھەر وەک خە ونا شەڤانە یا سیبەرا دارانە
ھەرۆ بازا ھنانە ژین گولولکا بەنانە
ل ھەردا وردا گرێدانە لێ داویێ ھەر قەتانە
ژارا دلا ب ئێشانا
( ٢ )
گەلی دۆست و برانا بکەن ھەردەم سەیرانا
نەھەلگرن خەمانا تو لڤێ دنێ مێھڤانا
بێ پال و راوەستانا ب شەڤێ وەک گورانا
پەیرا رۆژ وەک پورانا ھەمی کول و کۆڤانا
مەکرون ھەر ھو سورانا جار بەفر و جار بارانا
ژارا دلا ب ئێشانا
( ٣ )
ئەڤ دن ور و خاپینە کشدا چاڤ داپوشینە
ئەم خستن ناڤ نڤینە چ خەوەکا شرینە
لڤێ تەماوێ وەر بینە جار بەکەنی جار ب گرینە
ھن بە کەیف و شادینە ھن ب زێمار و تازی نە
دن ژ کەسی را یار نینە ژارا دلا ببینە
ژارا دلا ب ئێشانا
( ٤ )
ژ لالش را خایدان وارێ پلنگ و شێران
ژ وەرا بوین پەشمان مە ژ وە خاتر وا خاستی
یەزدان تێدا پەرستی ژ دلێ کویر ب راستی
( جەلوە ) تێدا ڤاگھاستی ھزار جار خوەندن و داستی
ژ دێر شەو بوین جودا ھاتین لێرە ژ بۆ خودا
چ تێر چ برسی و کەدا جار سار جار گەرم جار ھدا
ژارا دلا ب ئێشانا
( ٥ )
ب رۆژا خودێ رونیکە ب ھەیڤا وەکی کودیکە بسترین وەکی بەلڤیکە
ئەڤ دن ھەر ھا لەباری جار رونیک و جار تاری جار زستان و جار بھاری جار دێمە جار ھشکاھی جار ئەورە جار ساھی ھن ھن کۆرەنە ھن شاھی ھن تێرن ھن برسینە ھن ب ئاتلاس و خاوینە ھن ب رستک و مورینە ھن ژی رویسن و تازی نە ھن لاوو روی سپاھی نە ھن کرێت و نالینە
ھن ژی پیرێ خەیدی نە
ژارا دلا ب ئێشانا
( ٦ )
مالێ دنێ چ نینە شەماموکە رەنگینە
ل سەر ژارا پەھینە ژ خوەرا بەھشت بەستینە
ژ خوەرا یەزدان بستینە
دانەبی پەشێمانە ھەر وەک گەلەک کەسانە
وێ لناڤی کورانە ژ نورا فەرمێزک وەرانە
ژارا دلا ب ئێشانا
ئێم دکێمن و خودێ یی تەمامە
وفي المخطوطات السومرية وألواحها تفيد ترجماتها الى أن خدر الياس كان موجوداً في الأدب السومري واعتبروه إله الخضرة والحظ وتحقيق الأماني رغم أن هذه المخطوطات تفيد بأنه كان من سكان الشمال السومري وجباله , كما ان صراعه مع الزاحف وجد في أكثر من لوح مع الكثير من الابيات التي تشير بعبوره الى العالمين الروحاني والشمساني , ففي احدى هذه المخطوطات وجد يقف على ثور هو خليط من الثور والحصان وفي يده الصولجان ومن فوقه الشمس والأجنحة في دلالة على عبوره عالم النور ..
ولو عدنا الى الخلف لدراسة هذه الطبيعة النورانية لخدر الياس سنرى أنه تجاوز عتبة عالمنا المادي الى عوالم نورانية عليا وقفت معه فيها كل قوانين الطبيعة الخيّرة , وهذه القوانين هي التي جعلته يمتلك تلك القدرات الخلاقة في القضاء على كل التحديات التي واجهته في مسيرته نحو النور , ويختلف هنا معنى الزاحف اختلافاً كبير في التفسير اللغوي , ففي هذه الحالة هو رمزية لقوانين الكون المظلمة التي تفرض نوعاً من التحدي على من عبر النور الى العوالم العليا وقبل دخوله عتبة تلك العوالم ينبغي عليه مواجهة تحديات تلك القوانين المظلمة المتمثلة بالزاحف , ومن هذه القوانين وبداياتها أحاول أن أقدم للقارئ طبيعة الخطوات التي مثلت القوانين الكونية في عالمنا المادي والتي عبرها خدر الياس كرمز للنور في عالمنا يلهم الكثير من البشر في سيرته الشخصية ..
1ـ ستة أبواب للنور مقفلة في الجسد والسابع لا يفتح دون أن ترى هذه الأبواب النور , وهي إشارة لكل مبدع في المعرفة الايزيدية المقدسة , هذه الأبواب الستة تمثل أبواب للطاقة تمنح النور لصاحبها كما تمنح تاجه النور المطلق والقوة والنشاط اللذين يقربانه من الإله , وعندما يصل المرء الى هذه المرحلة تظهر قوته حتى في السماء رغم انه في قوته البدائية التي تمكن من اكتشافها وعمل على تحريكها , لذلك يتغير جوهر المرء تدريجياً حتى يصبح كتلة من الطاقة والقوة والنور اللا محدودة والتي تنفصل عن أي ظرف نسبي محدد في عالم المادة وبالتالي تصبح عبارة عن حركة دائمة لا تتوقف في البحث والتعلم وكذلك في تطبيق القوانين الجديدة التي عبرتها قواه الروحية والفكرية ..
وتمثل هذه الطاقة الجديدة في نفس الوقت مستوى عالي من التقدم الروحي نسميها في معرفتنا الايزيدية بالوعي المتفوّق , وهذا الوعي المتفوق يجعل المرء قادر على تطويع الزمن وجعله وسيلة للديمومة في التطور الروحي ..
وهنا يجب التمييز بين تطبيقها في مستوى روحي وتطبيقها في عالمنا المادي الموضوعي والحديث هنا يدور عن الطاقات الخلاقة التي تفتح أبواب النور الستة والتي تقود الى تنور التاج , ويحصل المرء هنا على السمو والحكمة والمجد ويتمكن من التحكم في الكثير من الطاقات في الكون , وعندما تحكم خدر الياس في قوة الرعد والبرق يكون قد وصل الى المستوى الإلهي في الوعي , فالموضوع بدأ من تحريك أعماقه البدائية الى أن وصل عتبة النور في الأبواب السبعة , لهذا أطلق السومريون عليه بإله الخضرة والبركة , والكثير من الذين درسوا العلم الايزيدي وحفظوا نصوصه المقدسة لم يفهموا الرأس والأصل في هذه النصوص والتي تشير الى تلقي العلم الباطن واختراق العوالم القاتانية والشمسانية والآدانية , وهي صعبة بالفعل على من لا يمتلك فكرة عن أسرار المعرفة الايزيدية ..
ان الانتقال لحالة فهم العلة والمعلول في المعرفة الايزيدية هي حالة متقدمة يجيدها من عبر مستوى الوعي المتفوق وتعكس في نفس الوقت عملية تفتح الأبواب الستة التي تنير البرج السابع في طاقتنا الكامنة في أعماقنا , وهذا الوعي المتفوق هو الذي يمنحنا رؤية النور الإلهي وبرنامج طاوسي ملك في الوجود وهو من يقودنا الى جوهر الحقائق في كل المستويات , حينها تتبدى تلك الحقائق أمام أنظاره وكذلك في الزمن ويبدأ بادراك طبيعتها الحيّة وصورتها الشاملة , وهنا بالتحديد تبدأ كل خطوة تعبّر عن نفسها وعن الخطوة التي ستليها في المعرفة الايزيدية المقدسة , وواجه عظيمنا خدر الياس الكثير من الصعوبات للتعبير عنها ليس في مستوانا المادي بل حتى في المستويات العليا فالحقائق تتسع بوسع المستوى الذي يصل اليه المتنور ..
إن منظور هذه الحقائق يتجلى دائماً بأشكال وأنماط مختلفة يصعب علينا تصوّرها في بادئ الأمر لكنه يأخذ منحى بسيط باستمرار إطلاعنا على أسرار المعرفة في الايزيدية لهذا تظهر الصورة الكونية الثلاثي الإلهي في الخلق دائماً أمام من يعبرون عتبة النور في المعرفة المقدسة وهذا الثلاثي هو ( سلطان ايزيد وطاوسي ملك وسلطان آدي ) وهذه الرؤيا تجعل من يعبر هذه العتبة يطور نفسه باستمرار لكي يتعمق في فهم مغزاها وابعادها الثلاث ويبقى سنوات طويلة يحاول من اجل الوصول الى القمم الروحية والفكرية التي تمنحه العلم السليم في طرقها ومعرفتها , وكما نعلم يشكل هذا الثلاثي في معرفتنا الايزيدية المقدسة القوة المانحة للنور والتغيير نحو الأفضل لدخول العوالم الروحانية العليا في الايزيدية وبالتالي الاطلاع على الأسرار الكبرى في معرفتها , لهذا تبقى القوة الباطنية والروحية موضع دراسة دقيقة في كيفية استخدامها وتصريفها بالشكل الذي يعكس قيمها الإلهية في الخير والسعادة والمحبة والمعرفة ..
2 ـ نقطة التحول الروحية والفكرية تحدث مع الانتقالة الجبارة المتمثلة بالأبواب السبعة التي تشع بالنور وتجعل التاج مناراً لتلقي العلم والمعرفة السرّيين في الايزيدية , وهنا يحلق طالب العلم الايزيدي في الأعالي مانحاً الطهارة والنقاء والاستقامة مواضعهم الصحيحة في تصرفاته وفي أخلاقه وفي تفاصيل حياته , ويغدو تأثيره في المحيط تأثيراً إلهياً لا يقبل الخطأ ويترك أعمق الأثر في المحيط الذي يعيش فيه وحتى في منظومة الكائنات السماوية التي يتواصل معها ويستعرض معارفه أمامها , فيدرك تمام الادراك ما هو مسموح له وما هو ممنوع ومحظور عليه , حينها يفهم أن المحظور يتطلب قدرات روحية وفكرية عليا في المعرفة المقدسة , فيعمل على تطوير نفسه من أجل الحصول عليها وتطوير النفس هنا يعني التحلي بالصبر العميق والابتعاد عن العوالم الدونية وتأثيراتها وشدة قوتها في حياته وهذا الابتعاد يقربه بشكل أعمق الى أهدافه في الحصول على الأسرار الكبرى في المعرفة الايزيدية ..
3 ـ خطوط النور الستة التي تضي التاج في المعرفة المقدسة لا تخضع للتقطع أو التجزؤ فكلها قائمة على معرفة شاملة تكمل فصولها بعضها البعض وما هو بدائي يكون مقدمة لما يليه لهذا لا يمكن أن تكون هذه المعرفة مجزأة في أي تفصيل من تفاصيلها , فهذه المعرفة متتمة لكل ما هو نوراني في الايزيدية ولا تخضع لقانون الشدة والحزم الذي يحكم عالمنا المادي الموضوعي , لهذا اعتبرت معرفة خدر الياس معرفه إلهية الطابع وبقيت تقاوم كل الخرافات والنميمة في الديانات الحديثة التي لا تستطيع فهم طبيعة العلوم النوعية التي امتلكتها هذه الشخصية النورانية في المعرفة الايزيدية المقدسة ..
والفعل والحالة هنا متطابقتان في المعرفة الايزيدية في المستويات الآدانية والشمسانية والقاتانية وهذا الانعكاس يترك تأثيره على عالمنا المادي وحياة البشر فيه , وعندما يتمكن المرء من الجمع بينهما في المستويات الروحية والفكرية فإنه يكون قد تجاوز مراحل عديدة من رحلته نحو النور والانتقال الى مستويات الوعي العليا في الوجود , ان ركائز المبدع الأساسية الأربعة في الايزيدية تتجاوز حالة الحقيقة المكانية وتناقضها مع الوجود الروحي الجبري للشخص العابر لمستوى الوعي المتفوق وهنا يصبح الوجود الجبري حقيقياً والوجود الروحي مكانياً من خلال التحديد الدقيق للخصوصية ..
4 ــ السداسي الذي ينير التاج يجعل الديمومة في الزمن محدودة ويتجاوزها الى حالات أعلى وعندما ندرس هذه الخاصية في شخصية النوراني العابر لمستوى الوعي المتفوّق فإننا بلا أدنى شك سنقف على الكثير من الخصائص التي لم نطلع عليها من قبل فشخصية من هذا النوع قادرة على تجاوز حالتي الزمان والمكان والعيش بطريقة لا محدودة الطابع , ان سعة الافق هنا تجعل العالم الظاهري عابراً كالطيف وقصير المدى قياساً للقدرات الروحية والفكرية التي يتحلى بها المرء في مستوى الوعي هذا ..
عندما كان خدر الياس يشير الى الشمسانية في معارفه كانت الأغلبية تجهل مقاصده ولا تستطيع اختراق تلك الحقائق التي ينطبق بها لذلك حتى الشمسانيون أنفسهم إعتبروه شخصية متفوّقة عابرة لمستوى الوعي الشمساني وقاطعة لكل القوانين في العلوم النوعية التي تخص مستوى الوعي الشمساني وطبيعة التواصل معه ..
5 ــ تكون الأعمدة الستة مشعة لتنير التاج السابع عندما تكون البداية قوية رغم صعوبتها وهناك الكثيرون من الذين لم يتمكنوا من فهم هذه الجزئية في المعرفة السرّية الايزيدية بسبب صعوبتها التي تصل بالمرء الى حد معيّن وتجعله على مفترق طرق بين عالمين يكون من الصعب إتخاذ قرار بصددهما ..
وبداية كل فهم لخطوة من خطوات المعرفة هي الفهم الكامل لكل قانون يظهر بقوة أمام أنظار عابر المستوى العالي للوعي المقدس وهذا العبور لا بد أن يترافق مع فهم سليم لطبيعة القانون ودوره في المعرفة الايزيدية المقدّسة , إن هذا الدور في المعرفة لم يكن من السهل تجاوزه ولذلك يعتبر الايزيديون خدر الياس شخصية إلهية عابرة بقوة لمستويات عليا في الطبيعة الكونية رغم أن البعض لا يميّز بين مستويات الحالات القصوى للوعي ودرجاتها الأربعين في كل مستوى مقدس من مستويات الوعي التي يعبرها طالب العلم الايزيدي ..
في الختام لا بد من القول أن اختصار فصل خدر الياس في موضوع مكثف هو أمر في غاية الصعوبة لأي باحث يريد أن يشرح طبيعة العلوم النوعية التي إمتلكتها هذه الشخصية العظيمة في المعرفة الايزيدية المقدّسة …
Xi dir -Nab ī (-Nav ī), the universal deity
This character is attested, apart from among the Yezidis, among many nations
of the Near East – the Arabs, the Persians, the Zazas, the Kurds, the Talishis,
the Central Asian nations (the Uzbeks, the Tajiks, the Kyrgyzes, etc.) – and is
particularly popular in the mystical Islamic doctrines. It is to be noted, however,
that in all the mentioned traditions, except the Yezidi and the Zaza,195
Xidir-Nabī is regarded as a saint. That is natural, since the orthodox Islamic
environment, while recognizing sainthood (by no means canonized), admits
no deification of saints.
The name Xidir-nabī (-navī) can be translated as Prophet Xidr (Arab.
al-Xiḍr, Pers. Xizr, or Xezr). Xidir-nabī is often identified with the Prophet
Elijah, which caused the emergence of a character with a double name196 who
in essence is the same figure. The double form occurs also in the Yezidi tradition:
Xidirnabī-Xidiraylās197 or Xirdaylās. Xidir-nabī, having obvious Muslim
<p class=”ydpb529ec1aMsoNormal” dir=”LTR” style=”color: rgb(0, 0, 0); font-size: medium; margin-bottom: 0.0001pt; line-height: normal; direction: ltr; unicode-