فأقسم وقال لن أتزوج حتى أشاور مائة رجل متزوج فشاور تسعة وتسعين وبقي عليه واحد فعزم أن أول من يلقاه في الغد يشاوره ويعمل برأيه.
✍ فلما أصبح وخرج من منزله لقي مجنونًا راكبًا قصبة فاغتم لذلك (للعهد الذي قطعه على نفسه) ولم يجد بدًا من الخروج من عهده فتقدم إليه
?فقال له المجنون: احذر فرسي كي لا تضربك
?فقال له الرجل: “احبس فرسك حتى أسألك عن شيء”
فأوقفه
?فقال: “إني قد عاهدت الله تعالى أن أستشير مائة رجل متزوج و أنت تمام المائة و كنت عاهدت نفسي أن أشاور اليوم أول من يستقبلني ، وأنت أول من استقبلني فإني أُريد أن أتزوج فكيف أتزوج؟”
فقال له المجنون: “النساء ثلاثة:
♦️واحدة لك
♦️وواحدة عليك
♦️وواحدة لا لك ولا عليك
ثم قال:- “احذر الفرس كي لا تضربك ومضى”
فقال الرجل: “إني لم أسأله عن تفسيره”
؛فلحقه فقال: “يا هذا احبس فرسك فحبسها”،
فدنا منه وقال: “فسره لي فإني لم أفهم مقالتك”
فقال:
? “أما التي لك فهي المرأة البكر فقلبها وحبها لك ولا تعرف أحدًا غيرك إن أحسنت إليها قالت : هكذا الرجال وإن أسأت إليها ، قالت : هكذا الرجال
?وأما التي عليك ، فالثيب ذات الولد تأخذ منك و تعطي ولدها و تأكل مالك وتبكي على الزوج الأول
ُ?وأما التي لا لك و لا عليك ، فالثيب التي لا ولد لها إن أحسنت إليها قالت هذا خير من ذاك ،
وإن أسأت إليها قالت : ذاك خير من هذا
فإن كنت خيرا لها من الأول فهي لك وإلا فعليك”
ثم مضى ؛ فلحقه الرجل “فقال له : ويحك تكلمت بكلام الحكماء وعملت عمل المجانين!!”
فقال:- “يا هذا إن قومي أرادوا أن يجعلوني قاضيًا فأبيت فألحوا علي فجعلت نفسي مجنونا حتى نجوت منهم” ❤❤
خذ الحكمه من أفواه المجانين.