استيقظ الفلاحُ باكراً، فأمسكَ ديكَهُ الأحمر، وربط ساقيه جيداً، ثم ألقاهُ في السلّة، ومضى إلى المدينة. وقف الفلاح، في سوق المدينة، والديكُ أمامه في السلَّةينتظر مَنْ يشتريه وكلّما مرَّ به رجلٌ، فحصَ الديكَ بناظريه، وجسّهُ بيديهِ، ثم يساومُ في الثمن، فلا يتفقُ مع الفلاح، وينصرف مبتعداً. قال الديك في نفسه: اذاً ستبيعني ايها الفلاح وتململَ في السلّة، يحاولُ الخروجَ، فلم يقدر. قال غاضباً: كيف يمدحون المدينةَ ولم أجدْ فيها إلاّ الأسر؟! وتذكّرَ القريةَ والحرية، فقال: لن يصبرَ أهلُ قريتي على فراقي، فأنا أُوقظهم كلّ صباح، وأقبل رجلٌ من قرية الفلاح، فسلّم عليه، وقال: ماذا تعمل هنا؟
– أريدُ أنْ أبيعَ هذا الديك.
– أنا أشتريه.
اشترى الرجلُ، ديكَ الفلاح ، وعاد به إلى القرية.. قال الديك مسروراً: كنتُ أعرفُ أنّ القريةَ سترجعني، لأُطلعَ لها الفجر وحينما دخل الرجلُ القريةَ، دهشَ الديكُ عجباً.. لقد استيقظ الناسُ، وطلعَ الفجر! سأل الديك دجاجةً في الطريق:
– كيف طلعَ الفجرُ، في هذا اليوم؟!
– كما يطلعُ كلّ يوم.
– ولكنني كنتُ غائباً عنِ القرية!
– في القرية مئاتُ الديوكِ غيرك.
قال الديك خجلاً: كنتُ أعتقدُ انّهُ لا يوجدُ غيري. قالتِ الدجاجة: هكذا يعتقد كلّ مغرور!
كم من ديك احمق يظن ان الشمس تشرق بصياحه
هكذا هم المغرورين يظنون ان الحياة تتوقف عندهم