لا يُخفى على المتتبّع للشأن العراقي، الدور المهم الذي بدأ يلعبه القيادي في #حزب_الله، #محمد_كوثراني في الساحة السياسية العراقية، بعد مقتل قائد #فيلق_القدس السابق، #قاسم_سليماني، مطلع يناير الماضي.
“كوثراني” الذي برزَ دوره كثيراً بعد عملية الاغتيال تلك، لم تجيء لحظة أو مهمة إخراجه للأضواء من باب الصدفة، أو من عبَث، إذ جاءَ بتخطيط من حكومة #إيران لإعطائه الدور الذي كان يلعبه “سليماني”، وهو قيادة الميليشيات العراقية التي كانت تحت إمرَة “سليماني”.
لكن “كوثراني” هذا، ليس كما “سليماني”، ومن الصعوبة بمكان أن يأخذه دوره، ويمارس شخصيته على الميليشيات العراقية، كما كان يفعل سلفه، حتى أن المراقبون يرون أن مهمته على الأغلب سيكتب لها الفشل.
لماذا الفشل، لأنه هناك عدّ أسباب تدعم هذه الفرضية، منها على سبيل المثال – لا الحصر -، ضعف دور إيران بعد مقتل “سليماني”، فضلاً عن ضعف دور الميليشيات العراقية الخاضعة لـ #طهران بعد الاحتجاجات العراقية، وذلك نتيجة مشاركة عدد لا بأس من أفرادها في التظاهرات، بحسب تقرير لصحيفة “جوروساليم بوست”، أمس الأربعاء.
بالإضافة إلى ذلك، أن كثيراً من قادة الميليشيات لا يحترمون “كوثراني” أصلا، فضلا عن أن العديد منهم اختفوا أو هربوا خارج العراق خوفا من تعرضهم لذات مصير “سليماني.”، وفقَ حديث الصحيفة الآنفة الذكر.
المحلل السياسي “هيثم الهيتي”، يقول إن «اختيار “كوثراني” ليكون خليفة “سليماني” في العراق هي عملية استبدال مفروضة على الإيرانيين لأنهم في وضع صعب ومعقد، ولا يمكنهم إيجاد البديل المتكامل الذي يمكنهم من تعبئة فراغ غياب سليماني والمهندس».
“الهيتي” أضاف لموقع “الحرة”، أن «كوثراني هو بديل أضعف لسليماني من ناحية القدرات القيادية، والعلاقة مع الأحزاب السياسية العراقية، ولا يمكنه السيطرة عليهم، برغم علاقاته الطيبة معهم»، لذلك فإنه «لن يكون أبدا بنفس قوة سليماني»، وفقاً لـ “الهيتي”.
ذلك فيما يخص “كوثراني”، وإناطته مهمّة “سليماني”، أما فيما يخص البديل الذي سيشغل دور نائب هيئة #الحشد_الشعبي، الذي قُتل مع “سليماني”، وهو #أبو_مهدي_المهندس، فإنه وبحسب موقع “الحرة”، هناك محاولات إيرانية لطرح #مقتدى_الصدر، كبديل عن “المهندس”.
عن تلك الخطوة، يقول “الهيتي”، إنها «معادلة إيرانية جديدة، لكنها ستكون صعبة ومعقّدة، وهي محاولة بديلة أخيرة، تعتمد على قيادة هزيلة سيكون مصيرها الفشل، ولن تؤدي سوى لاستمرار مسلسل انحدار النفوذ الإيراني في العراق المتواصل منذ انطلاق الاحتجاجات».
في الأخير، وبعد أن لعب “كوثراني” دور رئيسي في عملية ترشيح “علاوي” لرئاسة الحكومة الجديدة، يوضّح “الهيتي”، أنها «تركيبة جديدة متمثلة بـ “علاوي – الصدر – كوثراني”، وهي محاولة من قبل إيران لاستبدال المعادلة السابقة التي شكّلها “عبد المهدي – المهندس – سليماني”، لكنها سوف لن تنجح، لأنها قوبلت بالرفض أصلاً في الشارع العراقي».