الشباب هم ذخر الشعوب ومادة المستقبل والاجيال وخاصة إذا ما كانوا مبادرين، وها أنتم تكسرون طوق الخوف وتعيدون مجد الابطال الذين دافعوا بدمائهم عن تلك الأرض الجرداء. المبادرات هي التي تخلق الفرص والفرص تفتح الابواب على المستقبل وانتم في هذه الوقفة اثبتتم حيوية الشباب الايزيدي الغيور الذي ذاق الامرين في مخيمات النزوح التي باتت تفتح الابواب على قبول الذل والخنوع، وبهذا فإنه قد تكون مبادرتكم أن تصبح الاساس لتقتدي بها شباب بقية العشائر من دون الانتظار لأن تقودكم المخاتير ورؤساء العشائر.
لقد جربتم الحكومات والمسؤولين ووجدتم بانهم لن ينفعوكم في شيء سوى أن يهتموا بما يدر عليهم بسبب معاناتكم. لقد جربتم السياسيين والبرلمانيين والمثقفين والعشائر وجميعهم لم يستطيعوا إعادتكم الى الحياة لسبب أو لأخر. لقد جربتم كيف أنكم بسواعدكم قهرتم اعتى فصيل وجبروت داعش بالميدان وعلى مستوى العالم من خلال نضالكم الاسطوري (على الأرض وعلى مستوى العالم). اليوم وانتم تقومون بتنظيف مخلفات هذه الجماعات العاهرة التي خلفت السواد والجفاف وانتم تعيدون الحياة والخضار الى قريتكم واحسنتم عندما بدأتم بالمواقع الخدمية وتنظيف المدارس والمستوصفات والاماكن الخدمية العامة.
احسنتم عندما جددتم تجربة بعشيقة وبحزاني الى الحياة وشاهدتم كيف اعادوا الحياة الى قريتهم بسواعدهم واجبروا الحكومات والمنظمات الى الاعتراف بطاقاتهم وامكانياتهم الشخصية وكيف ان الانسان ليس لأمكتانيته حدود عندما ينهض ويقول كلمته في النضال سواء على مستوى الميدان أو في البناء او النهضة والنظر الى المستقبل. ففرص التاريخ لا تأتي كل يوم، ولا تأتي كذلك بالمجان وإنما يجب التضحية ببعض الشيء لكي تنعموا بالثمار والنتائج.
لقد تابعنا نشاطكم وعزمكم على التواصل وهو مبعث فخرنا وسرورنا بكم وبقدراتكم على التحديات التي تواجهكم. ويقينا ستجدون من يقف إلى جانبكم في هذه المبادرة، وبالتاكيد تنتظرون مَن يقف بجانبكم في هذه البادرة الطيبة وها نحن نقول لكم بأننا سنقف إلى جانبكم ونتمنى من بقية الشباب النزول إلى الميدان وضرب مثل في التضحية واستلام زمام المبادرة بايديهم لتقولوا كلمتكم في المستقبل. تحية من الاعماق وبوركت جهودم ونشد على ايديكم ونتمنى من الشباب في بقية القرى والمجمعات حذو حذوكم والبدء بالعمل من الان.
علي شيخ سيدو
المانيا في 13/2/2020