خدر الياس يُمثّل قصة الخلود, وهو أدب من نتاج العقل البشري المفكر الفذ , ما من شعبٍ من شعوب الأرض إلاّ وله تفكير خاص بالموت والخلود والبحث فيهما, وكيفية تجنب الموت وإبعاده قدر الممكن, وهل من الممكن نيل الخلود وقهر الموت ؟ هذا شيءٌ قد فكر فيه البشر قبل السومريين بعشرات الالوف من السنين, ولما كانت من ثوابت التاريخ أن الحضارة البشرية ( مثل إكتشاف النار والثورة الزراعية والتفكير الديني) قد بدأت وتطورت أولاً في شمال العراق وليس في جنوبه ستكون الحضارة البشرية هي قبل السومرية بكثير, لكننا في جميع الاحوال لا نستطيع أن نبدأ بأسطورة الخلود قبل العهد السومري في جنوب العراق سواءٌ أكانوا كورداً نزحوا بحضارتهم من شمال العراق أم أقواماً هاجرت إليه من أماكن أخرى, مهما كان هم الذين دوّنوا التاريخ قبل كل البشر فإذن كل التاريخ يبدأ منهم وأول من بحث عن الخلود وناله هو أتونابشتم الأسطوري السومري لكن كلكامش التاريخي بحث عنه ولم ينله وآمن بالقدر المحتوم على البشر, هكذا كل الشعوب حملت هذه الفكرة و سعت لهذا الهدف معظمهم مثّلها في شخصياتهم التاريخية وأسمائهم بلغتهم وهكذا هم الئيزديون أيضاً .
من هو خدر ومن هو الياس ؟
في التاريخ الميدي الكوردي يُذكر ملكان بإسمٍ واحد هما الثالث والرابع , خشترة و هوخشترة بلهجة أخرى خسرو و كيخسرو أو أخسار وكي أخسار وأحشار شاه رابع شاه أخميني مذكور في مصحف رش هو نفس الإسم , أسماء تلفظ بحسب لهجات كُتابها, حتى الآن, هذا الإسم شائع كثيراً بين الإيرانيين رغم مكافحته بشدة بعد الإسلام بين الفرس خسرو وعند الكورد السوران خسرو وخدر وعند البهدينان خدر, ربما أب وإبن فالئيزديون يذكرون هذين الشخصين بتعظيم في عهد الخاسين وإلى اليوم فيقولون ( خدرو بني خدر), هذان الملكان داما أكثر من 67 عاماً في الحكم , حوالي 655 ـ 585 قبل الميلاد, وإشتهر الاخير كثيراً بعد القضاء على الدولة الآشورية 612 ق م , ودام حكمه اكثر من 40 عاماً بحيث طغى إسمه على التاريخ الميدي الكوردي واعتبروه حياً حتى بعد وفاته *[ ئيمة رؤلةي ميديا وكيخسروين) ين ضمير رفع متصل لجماعة المتكلمين] وهو يسمي حتى اليوم بخدر الحي ( خدر زندة) له قصة دينية طويلة وعريضة * في تراثنا الديني التاريخي المعزول عن أحداث نشوء الدين الئيزدي الحالي في القرن السابع الهجري . أما الياس فلا شك أنه النبي العبري إيليا( الحي في التراث اليهودي) وبالرطانة اليونانية, إلتحق بخدر زندة في السبي البابلي عند التمازج والتفاعل الإيجابي الوثيق بين الشعبين الإيراني والعبري والقصة طويلة بأحداثٍ مثيرة في التوراة, بدأت من تحرير أسرى اليهود ثم تعززت كثيراً على يد دانيال الوزير 485 ق, م أثناء حكم أحشار شاه, وهكذا أصبح الخالدان خدر زندة الحي وإيلياس الحي إسماً مزدوجاً لشخصية تاريخية أسطورية أضيف عليها نبي بعد الإسلام ليصبح خدر زندة الإيراني خدر نبي عربي وستجدون الكثير الكثير من التراث الإيراني الساساني وقد نسب للإسلام العربي عند إخواننا الشيعة العراقيين وغير العراقيين, ولا أحد غير اليزيديين يسميه بالنبي علماً أن الأديان الكتابية لا تعترف به مقدساً ولا حتى موجوداً إنما شعوب الشرق الأوسط تعظمه أو تقدسه بدرجات مُتفاوتة مقتبسين ذلك من تراثهم التاريخي القصصي الذي سبق تلك الأديان, فلا ذكر له في القرآن ولا الإنجيل ولا التوراة .*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ونحن نظن هذا في خاسينا كلهم حتى اليوم, هكذا هو إعتقادنا الديني
* ستجدون تفاصيلها في فصل أعياد الئيزديين في الكتاب المنتظر, وأكثر تفصيلاً في قصيدته غير المنشورة
* للئيزديين فقط : صوم خدر الياس فرض يوم واحد يسبق العيد وهو الأربعاء, أو محابات ثلاثة أيام , وعلى من يقول أنا ئيزدي أن يصوم ستة أيام في العام+ شيخ 1 يوم + بير 1 يوم + ئيزي 3 أيام + خدر الياس 1 يوم ,
حاجي علو
16 , 2 ، 2020