هل تتذكرون جوليانو جيما؟ (سلسلة أفلام رنغو)،
تشارلز برونسون؟ (حدث يوما في الغرب)،
كلينت إيستود (الجيد والسيء والقبيح)
وفرانكو نيرو (سلسلة أفلام جانغو) وغيرهم!
كانوا ممثلينا المفضلين، نحن الأطفال والصبيان، المولعين بالسينما، وافلام العصابات ـ رعاة البقر ـ ولا نمل من مشاهدة هذه الأفلام. ما ان تعلن سينما المدينة عن فيلم جديد، حتى نقف طابورا امام بواب السينما، الرجل الطيب، الذي يعرفنا ويعرف عوائلنا جيدا. يستجيب لتوسلاتنا ويسمح لنا بالدخول كل اثنين وثلاثة ببطاقة، بل احيانا أربعة ببطاقة واحدة لنشاهد ممثلينا المفضلين، وهم يعتلون خيولهم ويرسلون النيران يسارا ويمينا … بنغ.. بنغ.. دون ان يصيبهم خدش، ليفوزوا بالغنيمة لأنفسهم، بعد سطوهم على بنك المدينة او نهبهم لقافلة مارة بالمكان، لكنهم سرعان ما يختلفون على اقتسام الغنيمة وتبدأ بينهم معارك التصفيات!
أتذكر كل هذا الان، والاخبار تقول بأن المجاهد أبو فلان، هدد المجاهد أبو علان، بأنه سيكشف المستور عن عمليات السطو التي نفذوها وخطط تقاسم الغنيمة، وان هذه الفضيحة ستطيح برؤوس كبار. وكان أحدهم يستولي على كذا نسبة من عائدات مطار النجف، وان كذا مليون من ميزانية الوزارات حولت الى بنك لبناني لاستثمار هذه الأموال في قطاع الفندقة (لم تذكر الاخبار، هل الفنادق تحوي كل انواع الخدمات؟)، وأن…
أننا نشاهد فيلم كابوي حقيقي ـ عزيزي القاريء ـ، كل العناصر متوفرة: عصابات مسلحة… زعيم عصابة … سطو … غنائم … أقتسام غنيمة … حرب تصفيات…!
ولكن، في الكثيرمن هذه الأفلام، يظهر رجل القانون ـ الشريف ـ في الوقت المناسب ليضع حدا لكل هذه الفوضى، وليقود الجناة المجرمين الى العدالة.
ان انتفاضة تشرين ستكون الأسرع في التسديد، وستوجه الرصاصة الحاسمة، لتطيح بكل هذه العصابات وتكنسهم من شوارع مدننا، وترسل كل هؤلاء المستهترين بحقوق الناس ال مزبلة التاريخ!
و … بنغ .. بنغ!!