في ديسمبر من العام الماضي (2019)، وتحديداً في الأيام الأخيرة منه، كانت الميليشيات العراقيّة الخاضعة لـ #إيران، قد اقتحمَت #السفارة_الأميركية في #بغداد، الكائنة في #المنطقة_الخضراء المُحصّنة أمنياً.
الاقتحام قامت به قيادات الميليشيات بالإضافة إلى الآلاف من أنصارها وأتباعها، الذين دخلوا بمعيّة تلك الميليشيات، حيث سهّلت لهم عبور #الجسر_المعلّق الرابط بين #الكرادة والخضراء والقريب من سفارة #واشنطن في بغداد.
لا أمن يفتّش، ولا سيطرات توقفهم، يتهافتون دُفعات تتبعها دفعات، طالما الميليشيات هي من تحكم سيطرتها على #الحكومة_العراقية، ولا قمع يواجههُم، لا قتلى ولا إصابات، كما يحدث مع المتظاهرين ضد الحكومة، طريقٌ مفروشٌ بالورود، من الكرادة وحتى مبنى السفارة.
الميليشيات التي دفعَتها #طهران لاتخاذ تلك الخطوة، لم تحسب جيّداً للعواقب التي ستواجهها نتيجة اعتدائها على السفارة الأميركية، ومحاصرتها لها، فأتتها الضربة الفاصمة، بقتل #قاسم_سليماني، و #أبو_مهدي_المهندس، بعد /3/ أيام من اقتحامها للسفارة.
وطالَما نحن في إطار الحديث عن هجوم السفارة، فإن الجديد في تلك الحادثة، هو ما كشفته مصادر أمنيّة عراقيّة (رفيعة المستوى) من كواليس سبقَت اقتحام السفارة، وعن الاجتماع الذي حصل بين قادة الميليشيات، وكيف خطّطت لجمع أنصارها والذهاب بها نحو مبنى سفارة #أميركا.
إذ قالت المصادر، إنه، «قبل الهجوم على السفارة، حصل اجتماع، ضمّ مجموعة من كبار قادة الميليشيات وعناصر في أمن وإعلام #الحشد_الشعبي، ونواب ومتحدثين باسم أحزاب، من أجل تنسيق الجهود لتنفيذ الاعتداء على السفارة الأميركية».
جرى الاجتماع في الساعة التاسعة من مساء يوم الاثنين (30 ديسمبر 2019)، في مزرعة تابعة لزعيم ميليشيات “كتائب الإمام علي” الموالية لإيران #شبل_الزيدي، تقع في منطقة #الزعفرانية ببغداد.
حضرَهُ قائدان أمنيان إيرانيان هما “علي أكبر محمدي، وآغا شاهين”، بحضور القيادي البارز في ميليشيا #كتائب_حزب_الله، “المهندس”، الذي قتل في ضربة جوية أميركية رفقة “سليماني” في الثالث من يناير الماضي، وفقَ المصادر.
إضافة لتلك الأسماء، حضرَ زعيم ميليشا #منظمة_بدر، القيادي #هادي_العامري، ورئيس جهاز #الأمن_الوطني، القيادي #فالح_الفياض، ومساعده الإداري “حميد الشطري”، و مدير عمليات الجهاز “سلمان دفار”، تقول المصادر لموقع “الحرة”.
وحضرَ الاجتماع أيضاً، زعيم ميليشيا “كتائب الإمام علي”، “شبل الزيدي”، وزعيم ميليشيا #حركة_النجباء، القيادي #أكرم_الكعبي، ومسؤول إعلام الحركة #أمير_القريشي، وزعيم ميليشيا #عصائب_أهل_الحق، الشيخ #قيس_الخزعلي، والقياديان في الميليشيا #جواد_الطليباوي و “عبد الهادي الدراجي”.
فضلاً عن، زعيم ميليشيا “كتائب سيد الشهداء”، #أبو_ولاء_الولائي، والأمين العام لميليشيا “كتائب حزب الله” #أحمد_الحميداوي الذي أدرجته #الخزانة_الأميركية أمس على لائحة الإرهاب، بالإضافة إلى “محمد محي” المتحدث باسم الميليشيا.
كذلك، حضرَ إلى جانب تلك القيادات، #حامد_الجزائري زعيم ميليشيا #سرايا_الخرساني، وقائد ميليشيا “كتائب التيار الرسالي” #عدنان_الشحماني، والقياديان في #المجلس_الأعلى الإسلامي “همام حمودي” و “جلال الدين الصغير”، فضلاً عن مدير إعلام هيئة “الحشد الشعبي” #مهند_العقابي.
وأكدت المصادر، أن المجتمعين ناقشوا موضوع التحضير لاحتواء ردة الفعل الغاضبة تجاه الغارة الجوية الأميركية التي استهدفت مقرا لكتائب حزب الله في #القائم، والتمهيد لتنظيم تظاهرة داخل المنطقة الخضراء.
وقتل في الغارة الأميركية عناصر من ميليشيا “كتائب حزب الله”، وجاءت ردا على مقتل متعاقد أميركي في هجوم صاروخي استهدف قاعدة عسكرية عراقية تستضيف جنودا أميركيين في #كركوك في (27 ديسمبر 2019).
تم خلال الاجتماع، تكليف “الخزعلي والمهندس وأكرم الكعبي ومهند العقابي وأبو آلاء الولائي وشبل الزيدي”، مهمّة جمع نحو /20/ الف عنصر تابع لهم من أجل المشاركة في التظاهرة، بحسب المصادر الأمنية.
وكلف المجتمعون، رئيس القوة الخاصة المكلفة بحماية المنطقة الخضراء، “أبو منتظر الحسيني” بإعطاء أوامر بعدم اعتراض طريق الأشخاص الذين سيتظاهرون من خلال السماح لهم باقتحام “الخضراء” عبر بوابة “لجسر المعلق”، وكذلك نقطة التفتيش القريبة من “مطعم بابلون”، قرب السفارة الأميركية.
وطلب المجتمعون من قائد ميليشيا #بابليون، #ريان_الكلداني وقائد ميليشيا “كتائب الإمام علي”، “شبل الزيدي” بتوفير الدعم اللوجستي لنقل عناصر هذه الحشود وإطعامهم ودفع مبلغ قدره /100/ دولار أميركي لكل شخص، وأيضاً توفير المنام لمن يريد المبيت في بغداد.
وتؤكد المصادر، أن «المهندس والخزعلي والولائي، اقترحوا على المجتمعين عدم الانسحاب من الاعتصام أمام السفارة الأميركية إلا في يوم (4 يناير 2020)، والكتابة على جدران السفارة».
بعد ذلك، قامت عناصر الميليشيات بحرق جدران السفارة الأميركية وأحد مداخلها، فضلاً عن كتابة عبارات تمجد قائد #فيلق_القدس الإيراني، “قاسم سليماني” على الجدران، ما دفع بواشنطن إلى تنفيذ ضربة جوية قرب #مطار_ بغداد الدولي، أسفرت عن مقتل “سليماني والمهندس” مطلع يناير المنصرم.