1/3/2020
لستُ ممثلاً عن شعب ولا نائباً عنهم, ولكنه الشعور بالمسؤولية والحب الاعمى لهذا الوطن والاخلاص للشعب الوفي الذي ظل صامتاً لفترة طويلة حياءً لا خوفاً او قلة كرامة , ومازال طعم مرارة ماذا قه على ايد اعداءه يعيش معه في فكره وعمله واسلوب حياته.
لا ارغب في الاطالة, فان خير الكلام ماقل ودل, ولكنني اغتنم الفرصة، نعم فرصة احياء الذكرى الحادية والاربعين لوفاة جدكم المرحوم (ملا مصطفى البارزاني) الذي كان قائداً خالداً في ذاكرة الشعب الكوردستاني وهويته على مستوى العالم ولم يكن مميزاً عن ابسط افراد شعبه في حله وترحاله في نومه وزاده ولباسه قريباً منهم , مع الفلاح كان فلاحاً يسأله عن زراعته وما قد يصابه من الاوبئة، ومع العلماء عالماً ومع كبار السن شيخاً ذا حكمة ودراية ومع الراعي مناقشاً امور حيواناته ومع الرؤوساء والقادة شجاعاً مقداماً, هذه الصفات وغيرها الكثير منحه ثقة الجماهير وحبهم فوحدوا صفوفهم من زاخو الى خانقين واختلطت دماء الشهداء من اقصى الى اقصاه في ثورة ايلول العظمى تقل مثيلاتها في الشرق الاوسط وحققت منجزات عظام .
انتم حفيد هذا الانسان الذي لا يمكن ان يتكرر في التاريخ وقد تسلمتم رئاسة حكومة الاقليم وقبلها كنتم على رأس هرم المنظومة الامنية وتمكنتم من حماية ارواح وممتلكات المواطنين وسط النار الملتهبة من حولنا, ولكن عمل الحكومة اوسع واشمل وتعرفون أن دعم الشعب سر النجاح ومعرفة الواقع أساس الخطوات السليمة للتطور وتقديم الخدمات, ان الواقع اليومي للشعب وما يحمله من ازمات وصعاب من الواجب ان تعرفونه عبر القنوات الرسمية للحكومة, وهذا لا يعد كافياً وسط التطور التكنولوجي الهائل في وسائل التواصل وفي ظل ما يعانيه هذا الشعب من ازمة بعد ازمة في الماء والكهرباء والنفط والغاز والرواتب بسلسلة لا تنتهي .
ان النزول الى معرفة دقائق امور حياة الشعب لا يزيدكم إلا حباً و وقاراً ويقع على عاتقكم كسر هذا الحاجز الوهمي والنظرة السائدة من لدن الشعب ببعدكم عنهم على الرغم من كثرة انشغالكم والقضايا المطروحة أمامكم, ولكنه الشعب الذي من اجله تشكلت الحكومة و وضعتم برامجها ورفعتم شعاراً (كوردستان اقوى) فقوتها تكمن في قوة الشعب وتأييده وشدة الاواصر والروابط بينهما.
ان خطوة فتح باب اللقاء مع عدد من ابناء الشعب واختيار الانسب من بينهم بعيداً عن المصالح الذاتية وليس كلهم على انفراد بعيداً عن الاعلام والقنوات الرسمية خطوة جريئة غير مسبوقة ويزيد من رصيدكم الموجود اصلاً ويفتح امامكم افاقاً جديدة للعمل و تضع على طاولتكم اموراً ليست في الحسبان و قضايا تقشعر منه الأبدان، ويبرز دوركم في احقاق الحق وترجمة الاقوال الى افعال والقرارات الى حيز التنفيذ فلا قيمة لها دون رؤيتها على ارض الواقع و ملامسة نتائجها خطوة اللقاءات الفردية يشعر المسؤولين الموجودين بأن كلمة الشعب مسموعة والابواب لهم مفتوحة و يدفعهم الى النزول عند طلبات الشعب المسكين المضحي بالغالي والنفيس واكرر بان اللقاءات اذا ما استجبتم لندائنا ودعوتنا الصادقة المخلصة، ان لا تشمل افراداً ذو مصالح شخصية وألسنة لباقة في اقوال المدح والتمجيد بل ينقلون الواقع الحقيقي لما يعانيه.
ونكون عند رهن اشارتكم خدمة للوطن و فاءً وإخلاصاً
عبدالله جعفر كوفلي /ماجستير قانون دولي