يبدوا ان في السياسة كما في اي منتج آخر هناك مدة صلاحية للانظمة الشرق اوسطية او كل الانظمة التابعة لاقطاب الصراع الدولي وتلك الانظمة بالاساس من صناعة الاقطاب
وهذا حال المنظومة الاخوانية بزعامة الرئيس التركي اردوغان في العالم الاسلامي وان صلاحيته شارفت على الانتهاء
حيث كما هو معروف بانه تم صناعة اردوغان في المختبرات السياسية الامريكية بالاستناد الى توصيات مراكز الابحاث الاستراتيجية وغرف القرار المظلمة منذ عام ٢٠٠٠ على ان يقوم بدور منوط به وهو تمرير مشروع بما عرف بالفوضى الخلاقة والشرق الاوسط الجديد وبعد ان استنفذت القاعدة والاسلام المتطرف في افغانستان مهامه ليكون هناك تمهيد لمشروع جديد وهو ما عرف بداعش لاحقاً وكان لا بد ان يكون هناك دولة داعمة وممر آمن لزج وجمع المتطرفين من العالم عبرها بالاضافة الى جملة مهام آخر لا يتسع المكان لذكرها هنا
وعلى ما يبدوا بان مدة صلاحية النظام التركي تشارف على الانتهاء وغالب الاحتمال بالتوقيت هو قبل عام ٢٠٢٣ وقبل تحرر تركيا من قيود اتفاقية لوزان
وكان لا بد من وجود نظام ديكتاتوري فردي في تركيا بخلاف النظام السابق الذي كان يقوده العسكرالمرتبط بالناتو بشكل قوي وبديمقراطية دولتية قريبة من النموذج الغربي
وعلى ما يبدوا بان انتقاء اردوغان ودعمه كان نتيجة دراسة واسعة معمقه لشخصيته التي تمتاز بالغرور والعنجهية وحلم مزمن متعلق باعادة تاريخ اجدادة بالاضافة الى المنهج المختلط في ممارسة السياسة بخلط العلم بالدين وتستند على المعجزه الربانية دائماً في الاخفاقات وهذا له مستند ومبرر عقائدي بالمجتمعات الاسلامية
ان صعود اردوغان الى قمة السلم بتدخلاته في المنظومة الاقليمية من خلال دعم الجماعات الاخوانية في العالم الاسلامي وتجلى ذلك في العلاقات مع نظام مرسي في مصر وكذلك مع نظام البشير في السودان ودعمه حالياً للجماعات الاسلامية في الصومال وتدخله في الصراع الليبي بالاضافة الى جملة من الخلافات من اليونان الاوربيين وما يترتب عن ذلك من انفاقات هائلة على الصعيد الاقتصادي
ولكن كان تورطه المباشر في التدخل بالحرب السورية وما آلت اليه الامور حالياً
ان اردوغان بعلاقته مع روسيا وشراء منظومة الصواريخ اس ٤٠٠ منها وكذلك بالاضافة الى مشروع انابيب الغاز وجملة من العلاقات الاخرى قد اعلن عن بداية النهاية بالنسبة لنظامه الذي انتهى صلاحيته بالنسبة لصانعيه في الغرب وكما ان طموحاته الحمقاء التي دفعته اليها حليفه وصانعه الغربي قد ورطته بجملة علاقات متناقضة التي كان يتهوم هو بانه سيستفيد من بالتأرجح بين محورين الروسي والغربي ولكن تبين بان حساباته كانت غير دقيقة لان النتيجه هو إما مواجهة مع روسيا في سوريا بمعزل عن الناتو وامريكا وهذه المواجهة غير متكافئة
او التراجع ولحس كل الخطب الرنانه والوعود التي كان ثمنها باهظاً على الصعيد الداخلي من اخفاقات في الاقتصاد وتراجع مسنوى المعيشه والتراجع في فسحة الديمقراطية النمطية التي كانت متاحه في تركيا
ولكن التراجع يعني السقوط داخلياً
والان اردوغان ينتظر المعجزه التي تعتبر المستند الاساسي في سياسات الاسلام السياسي التي تتخلص بانه اذا ضاقت السبل نتيجة الاخطاء يلجؤن الى الله لحل الازمات او يحملون الله النتائج تحت مسمى القضاء والقدر
وما علينا في الختام الا ان نتذكر مقولة اجداد اردوغان في الشدائد
( آمان يا ربي آمان ) …. أمان يا جدي أمان …من خازوق الناتو ….
الكاتب في سطورك /المحامي الاستاذ كمال حاج خليل ناشط وكاتب ومن النخبة الحقوقية في سوريا و من المحامين المدافعين عن النشطاء السوريين.
أخي خازوقه في دبر الناتو والروس كليهما وليس العكس , وينك أنت , طائرتان مقاتلتان سقطتا على أرضهما مع 102 دبابة وملحقاتها من البشر والمعدات داخل سيادتها , ولا من سامع ولا مستغيث