في ذكرى رحيل البارزاني الخالد رحمه الله وغفر له وأسكنه جنان الخلد، لا يسعنا إلاّ وأن نتقدّم لكل السائرين على نهجه القومي الناصع البياض بالتحية المفعمة بالأمل في أن يستمر المخلصون لهذا النهج في نضالهم الذي سيؤدي في النهاية لبناء الدولة الكوردية القائمة على الأسس التي آمن بها البارزاني الخالد وتبعه على هذا الطريق الملايين من المخلصين، فمنهم من استشهد ومنهم من قضى نحبه، في حين أن رصيداً كبيراً من الناشطين لا زال مثابراً على هذا الخط الوطني العريض الذي لا شبه ولا اشتباه في أنه يخدم القضية العادلة للأمة الكوردية.
في هذا الوقت بالذات حيث يمر العالم الذي يرزح تحت دينٍ إجمالي لا يقل عن 250 مليار دولار أمريكي، حتى نهاية عام 2019، يظهر فايروس الكورونا غير المألوف ليزيد العالم تكاليف ومشاكل وتحديات، إضافةً إلى تحديات ومشاكل البيئة والفقر والبطالة وتفشي الفحشاء والمنكر وانتشار المخدرات وتعاظم الهجرات الكبيرة من الدول الفقيرة صوب البلدان الثرية، إلاّ أن “المناعة الفردية” و”المناعة الجمعية” هي خير علاج لصد هذا الفايروس القاتل الذي تجاوز حدود البلدان والأوطان.
حتى الآن لم ينتشر فايروس الكورونا الخطير في كوردستان كما انتشر في أنحاء واسعة من العالم، وذلك بحمد الله تعالى وبفضل الاجراءات المشددة التي تقوم بها سلطات حكومة اقليم جنوب كوردستان، حيث الاقليم يجاور إيران التي لها أكثر من 600 كم من الحدود مع الاقليم، وإيران في قلب الزوبعة الكورونية، إلاّ أن هناك “كورونا سياسية” انتشر فايروسها في كوردستان منذ زمنٍ طويل، وهو مزيجٌ من الحزبية الضيقة النظرة وضعف النفس الديموقراطي لكوادر الحركة القومية الكوردية وعدم الالتزام بالنظم الداخلية للتنظيمات السياسية، حتى العريقة منها، وبعض الشيء من الخيانة الوطنية. بل هناك مناطق من كوردستان، مثل منطقة الجزيرة على سبيل المثال تفاقم فيها خطر الكورونا الحزبية لدرجة وجود عدة أحزاب “ديموقراطية” أو”اتحادية” أو ما بينهما من فلسفات ورؤى متحزّبة “أنيبالية” بلا طعم ولا لون، وخطر هذه الكورونا السياسية كبيرٌ على الأمة الكوردية وقضيتها العادلة، ولا بد للتخلّص منها البحث عن دواءٍ ناجعٍ لها، ولكن هنا أيضاً لدينا “المناعة أهم من العلاج” والمناعة التي لدينا هي “البارزانية” أو ما نسميه ب”النهج البارزاني”، فهو خير مناعةٍ تسلّحت بها حركتنا الوطنية عبر مراحل نشوئها وتطورها وتعاظمها، وهذا علينا التسلّح به في هذه المرحلة من كفاحنا العادل وفي المستقبل لمواجهة أعراض الكورونا السياسية وما ينجم عنها من أضرارٍ لأجساد أحزابنا الكوردية عامةً، لأن البارزانية ليست مجرّد حمل “البطاقة الحزبية” من البارتي أو من سواه، وليس مجرّد امتلاك مقعدٍ ما في سلطة رسمية أو تنظيم من التنظيمات، وليست البارزاني بحمل صور القادة أو التغني بالأمجاد وإنما بالكفاح اليومي والمثابرة الشخصية والتفاني في العمل السياسي – الديموقراطي، وفي الدفاع عن الوطن والنهج والمدرسة البارزانية، ومحاربة الفساد ضمن الهياكل الحزبية بكل الصور والأشكال وممارسة النقد والنقد الذاتي وعدم التهّرب من مواجهة العقوبة التي سببها الأخطاء الذاتية، فالبارزانية هي الكابح المانع لتفشي الكورونا السياسية، كما هي “المناعة الجمعية” بالنسبة للكورونا الصحية. إذ بقدر ما يقوم المجتمع بالتصدي، كما هو الحال الآن في اقليم ووهان الصيني في مواجهة فايروس الكورونا، يضعف الجرثوم وتقل إصابات الناس في المجتمع، وهكذا فإن التحلي بصفات البارزانية فعلاً وعملاً يقلل من فرص إصابة تنظيماتنا الحزبية بفايروس الكورونا السياسية المتفشي -مع الأسف- في مجتمعنا الكوردي منذ أمدٍ بعيد… فهل نعدد أسماء الأحزاب المنشقة عن بعضها، أم يكفي ما قلناه حتى الآن؟
- المجد والخلود للقائد في ذكرى رحيله
- الخزي والعار لأعداء البارزانية التي هي الدرع الأقوى لشعبنا