بعد القراءة الأولى التي تفضلت بها الست عالية بايزيد لهذا الكتاب من على موقع بحزاني نيت الألكتروني وبينت وكما هو معلوم ماتضمنه هذا الكتاب من نصوص ومقالات مهمة أنتقاءها الأخ الكاتب الصديق ( بدل فقير حجي ) من بين كتاباته ’ وهي مهمة برأي وموثوقة وبدون أيُ شك لأعتماده على مصادر تاريخية ونصوص دينية تخص الأيزيدية والأيزدياتي . لكونه مهتم بهذا الجانب وقضى فترة طويلة من حياته في لالش ولاننسى أنه نجل رجل الدين المعروف المرحوم( فقير حجي فقير شمو) الذي قضى أكثر من ثمانية عقود كسادن في معبد لالش ورافق جولات الطاووس ( السنجق ) في معظم فترات وجوده في لالش . وله الكثير والكثير من النصوص الدينية المعتمدة لدى عموم رجال الدين الأيزيدي وكتبت ووثقت الكثير من هذه النصون ولازالت تعد من المصادر المهمة لدى الكتاب والمهتميين .يحتوي هذا الكتاب على 459 صفحة منها 179 صفحة باللغة الكردية ( اللهجة الكرمانجية ) وبالأحرف اللاتينية و 280 صفحة بالغة العربية بقياس 24 ×17 سم وبغلاف متميز يحمل على واجهته صورة المرحوم فقير حجي في معبد لالش عام 1941. الكتاب طبع في طهران .خريف 2019 من تصميم رشاد البيجرماني ومتابعة الكاتب داود ختاري . رقم الأيداع في المكتبة البدرخانية في دهوك 2333/19 مهداة الى روح والده ويحمل مقدمة للكاتب والباحث الدكتور خليل جندي وفي الجزء الثاني من هذا الكتاب يحمل مقدمة للأكاديمي ورجل الدين ( بير ديما ) من أيزيدي جورجيا الكتاب تضمن عدد من النصوص والمقالات المهمة كما ذكرنا لامجال لذكر تفاصيلها في هذا المقال المتواضع . حيث بأمكان القارىْ والمهتم الكريم أقتناءه وقراْته بدقة وأبداء رأيه . علماً أنه مثير للجدل يحمل الكثير من علامات الأستفهام يستوجب الوقوف عندها وقرائتها . تجرأ الكاتب في الكشف عن العديد من الخبايا والأسرار التي تحملها الديانة الأيزيدية كباقي ديانات المنطقة . مثلا العقبات الأجتماعية والدينية والسياسية والصراعات العائلية التي عصفت بالأيزيدية منذ نشوؤها كالصراع الشمساني الأداني العميق وما أفرزه من نتائج كالطبقات الدينية ومسائل ( الحد والسد والزواج وغيره ) بحسب رأ ي الكاتب والتي أثرت على المجتمع الأيزيدي بشكل أو بأخر . وأصبحت حجراً عثرا أمام أنفتاحه وسهولة العيش مع المجتمعات والديانات الأخرى . وذكر عنها الكاتب تفاصيل دقيقة ربما جديدة على القارىء الكريم ومنهم أنا الكاتب . وهي التي أدت بالشباب الأيزيدي أن يتخبط دون أن يعلم ما له وما عليه بسبب العادات والتقاليد الشائكة التي ورثها من أجداده دون أن يتلائم مع بيئته في المهجر ( أوربا وأمريكا والغرب ).وهو يعيش عصر العولمة والتكنولوجيا والحرية الفكرية . لهذا السبب تحديداً بأعتقادي تنبأ الكاتب ومنذ حوالي عقدين من الزمن بما ستئول اليه هذه التركيبة المعقدة والأرث التاريخي القديم لهذه الديانة العريقة . والتي أدت بدون أدنى شك الى مشاكل أجتماعية ودينية للأسر الأيزيدية في ( المهجر ) حيث أصبح الشاب والشابة الأيزيدية تعاني من أزمة حقيقية بين تطبيق ( الحد والسد ) والعادات والتقاليد وبين التجاوز عليها وهي بمثابة خط أحمر بالنسبة للمجتع الأيزيدي وهو يعيش في واقع غير واقعه الأجتماعي حيث التطور والتكنولوجيا والحرية الشخصية .وخاصة مسألة الزواج من الطبقات الأخرى أو حتى الديانات الأخرى والعكس أيضاً . حيث أصبح الشاب الأيزيدي يعجز من وجود مايناسبه للزواج من طبقته . وخاصة طبقة ( بير هسلممان ) والتي تعارض هذه الطبقة بالزواج الا من طبقته وهو معلوم للجميع . حيث هناك أعداد كثيرة من الشباب والشابات من هذ ه الطبقة وغيرها يعانون من المشكلة الأزلية . ربما نأتي اليها في الجزء الثاني من هذا المقال . أضافة الى ماتعانيه أعداد كثيرة من أبناء الديانة الأيزيدية في جورجيا وأرمينيا . حيث تشير الدراسات الأخيرة الى تحول الاَلاف من أبناها الى الديانة المسيحية ( الأرثوذوكسية ) بحكم الظروف الأجتماعية والأكثرية الساحقة التي تؤثر سلباً على الأقلية لذا أرتآى الكاتب الى الأفصاح العلني وكتابة مشروعه الأصلاحي عن ( الطبقة السابعة ) في كتابه هذا بعد سنين من الصمت والسكوت والمعارضة الشديدة التي أبداها الكثير من رجال الدين ورؤساء العشائر وتحفظ الأمير الراحل ( تحسين بك ) رحمه الله والتي وصلت أحيانا الى حد التهديد الشديد اللهجة . ومنعه أحيانا من المشاركة بالمؤتمرات والندوات والحديث عن المشروع . هذا المشروع سوف أقرأه في الجزء الثاني من هذا المقال . بعد أن نلقي نظرة على موضوع آخر لا يقل عنه أهمية ضمن فصول الكتاب . وهوموضوع الشيخ عدي أو الشيخ آدي أو شيخادي عليه السلام . كونه المنقذ والمخلص والمجدد لهذه الديانة بحسب الكاتب ومن خلال معتقد هذه الديانة وهو الذي شرع لهم دستورهم وأسس طبقاتهم الدينية . وهو لايعتبر تناقضا لدى الكثير طالما أن الأيزيدية تعتقد أن الذات الألهية تجسد في ذات الشيخ عادي أو شيخادي .وهذا ماتذهب اليه الكثير من النصوص الدينية بحسب المعتقد الأيزيدي وكما جاء في نص الكتاب . ويؤيده في ذلك الكاتب الأستاذ حاجي علو في كتابه ( المنتظر ) الجزء الأصفر . برلين حيث يقول فيها ضمناً ويؤيده فيها السيد بدل فقير كاتب هذا الكتاب . حيث يقول أن المجاميع الزواجية بشكلها الحالي وتركيبها الأجتماعي المعقد جاءت تتويجا للمصالحة التي أبرمت في ليلة المَحيا ( شه ف به رات ) بين طرفي الخلاف ويقصد بها الشمساني الآداني والتي أشرنا اليها في بداية المقال وتحديدا عام 630 هجرية ( يوم المصالحة ) وهو ما أثير أنتباهي وأستغرابي وربما لغير من القراء بطبيعة الحال لأني لم أقراء أو أطلع على هذا الموضوع من مصادر تاريخية وبالتفاصيل المذكورة في لالش نامة . إلا أن الباحث والكاتب الدكتور خليل جندي يختلف مع الرأي جملة وتفصيلاً وينفي أ يكون للشيخ عدي سواء كان الأول أو الثاني الحفيد من شرعوا ذلك القانون . بل أن قانون المجاميع الزواجية في المجتمع الأيزيدي بالشكل الحالي مبني على أساس علاقة الدم بين المجتمعات البشرية والتي تطورت منذ غابر الزمن الى العائلة فالعشيرة وأصطبغت فيما بعد بصبغة دينية ونسج حولها هالات التقديس . سواء هذا أم ذاك أتمنى أن يكون البحث والتنقيب حول هذا الموضوع والمواضيع الأخرى التي تخص الديانة الأيزيدية فيصلاً وأساسا للوصول الى الحقيقة . أضافة الى كنيته ( الشيخ آدي ) ولقبه سواءكان عربياً أموياً . أو شامياً هكارياً . أويزيدياً كردياً زرادشتياً . أضافة الى صفته الصوفية كما سماه أبن المستوفي والحنبلي وأبن خلكان وعلاقاته المتميزة مع معاصريه أمثال الشيخ عبدالقادر الكيلاني الذي أثنى عليه وشهد له بالسلطنة على الأولياء بحسب ( قلائد الجواهر ) أو كان باطنياً غنوصيا بحسب الأستاذ الكاتب حاجي علو في تعليقه الأخير على الكتاب
غازي نزام
اوكسبورك اذار 2020
(كان باطنياً غنوصيا بحسب الأستاذ الكاتب حاجي علو في تعليقه الأخير )
في أي مكان ذكرت غنوصي ؟ أنا لا أستخدم الكلمات من الإنجيل ولا التوراة ولا القرآن لا توجد كلمة غنوصي في قاموسي ولا أفهم معناها , هم أناس معارضون لبعض المذاهب المسيحية الكثيرة جداً في بداية تبلور شكل المسيحية من 323 ميلادية وإلى نهاية ذلك القرن المليء بالتجاذبات الآريوسية والنسطورية والميليتوسية والألكسندروسية…. , لا علم لي بتفاصيلها
إنما الاميرة عالية وصفت نشطاء دينيين من ذلك الزمن بالصوفية منهم رجالٌ أثروا في مذهبنا الئيزدي الجديد فقلت علاقتنا بهم متينة وهم لم يكونوا مسلمين في ذلك الوقت كانوا زرادشتيين باطنيين بملابس الإسلام فقط إنما أصبحوا مسلمين متشدديد ذائبون في القدرة الإلهية الإسلامية خلال العهد العثماني ولا علاقة لنا بهم الآن إنما , ونحن باطنيون معروفون بالكواجك والخاسين شيخ محمد أصبح أميراً بالباطن كوجك بريم المريد أصبح باباشيخاً بالباطن …. ولم أسمع بكلمة صوفي في الدين الئيزدي . أرجو قراءة تعليقي لمقال الأميرة بإمعان وشكراً
أخي أبو سوار جميع مصادرنا هي باللغة العربية وكتابها مسلمون ومسيحيون ودونوا تاريخهم قلبنا باكثر من الف عام شئنا أم أبينا وهم من كان بيدهم السلطة والسيف والقلم وكتبوا التاريخ بما راق لهم . اما بالنسبة لموضوع الباطنية والغنوصية فهو موضوع فلسفي معقد بحت لكل منهم مدرستهم الخاصة . وهم يلتقيان في مواضيع عديدة ومتشابهة فهم لايؤمنون بالوحي ونزوله كما نحن الايزيدية وهم يسلكون طريق الحدس والعلوم الخفية والاسرار ومعرفة أصل الروح والمجاهدة والرياضة الروحية كما ورد في نصوصنا الدينية ( روحه ره حماني نابت فاني دى زفرت بو به رده ستي خوداني ) . والغنوصية تؤكد على الروح الخيرة في مواجهة الجسد الشرير .والغنوصي هو من يقرر عبادة الله والالتزام بأوامره لتعلق قلبه به وليس طمعا في جنته أو خوفا من عذابه . حيث نحن الايزيدية لم نعبد الخالق لنفوز بملذات الآخرة وحوريات الجنة ولم نتعلمها في نصوصنا الدينية .أذا أستاذ هنا ربما نتفق بأن الباطنية والغنوصية يدلان على معتقد واحد مهما كان دينهم الذي ينتنون اليهم .اي هما وجهان لعملة واحدة وتتطابق أفكارهم وفلسفتهم مع فلسفتنا الباطنية أذا صح التعبير . أما من حيث المعنى فالغنوصية هي ( Gnose) كلمة يونانية تعني المعرفة وهي تيار ومذهب فكري معقد ذو فلسفات باطنية
تحية طيبة
أستاذي العزيز أنا لا اختلف معك في تدوينهم السابق لنا وما شأننا بهم وبتاريخهم ومعتقداتهم . في هذا الخصوص أنا لم اتحدث عن الغنوصية ولا تفوهت بها لأنني لم أسمعها من القوالين ولا افهمها ,والصوفية الحالية بعيدة عنا بعد الأرض عن السماء , لكننا باطنيون ونؤمن بالوحي هكذا تعلمنا من شيابنا وعلمائنا ولا شأن لي بغيرهم والكتابات كشهود فقط وشكراً