” خطاب عاجل
تحية واحتراما ..
سيادة الرئيس …
أعلن مؤخرا وزير الثقافة العراقي السيد عبد الامير الحمداني، عن إضافة ( معبد لالش ) الأيزيدي المقدس على اللائحة التمهيدية للتراث العالمي، ضمن مشروع ثقافي وسياحي وآثاري هو الأوسع من نوعه في تأريخ العراق .
وقال الحمداني في بيان” انه تم إضافة معبد (لالش) الذي يعد مقر المجلس الروحاني للطائفة الأيزيدية في العالم ضمن اللائحة التمهيدية للتراث العالمي التي تعتزم الوزارة تقديمها إلى منظمة اليونسكو إلى جانب مواقع آثارية وتراثية وطبيعية أخرى بغية إستحصال موافقة المنظمة الدولية على ضمها إلى لائحة التراث العالمي”..
ومما يجدر ذكره بشدة ها هنا :
اولا …
المعروف والمثبت ضمن دساتير العالم ، ان كل دور العبادة لمختلف الاديان والطوائف والملل تعتبر مكان للتعبد والتقرب من الرب وليس للتراث والسياحة والمتاجرة ..
فلالش المقدس لدى المكون الايزيدي كما مكة المكرمة لدى المكون المسلم والفاتيكان لدى المكون المسيحي وضرائح الائمة الخالدين في كربلاء والنجف لدى الشيعة . كل هذه الاماكن عبارة عن بيوت الله المقدسة وجدت لاداء ما امرت به الاديان وفقا لمعتقداتها واوامرها ، وان لها حرمتها التي يجب صونها والحفاظ عليها كي تتمكن من اداء رسالاتها المقدسة الحية كمراكز اشعاع ديني ومنارات هداية وارشاد وتنفيذ لرسالتها الالهية الخالدة الى الابد ..
ثانيا ..
ان لالش المقدس احد المعالم الدينية الرئيسية لدى الديانة الايزيدية وليس معلم ً تراثي ، حيث ان المعالم التراثية هي الهوية الثقافية للامم والشعوب .
ولا حضارة دون تراث . والتراث ما ورثناه من الاجداد وما تركه الاوائل من ارث ثقافي وطبي وفلكي وفني وصناعي وقلاع واثار وابنية وووو .. اي ( ورثة المال والمجد ) .
والتراث لا يعتبر تركة حية لانه قابل للاندثار لو لاقى الاهمال . عكس الدين الذي يعتبر معلما حيا الى ابد الابدين ..
النقطة الاخيرة والاهم ،
انه حين يثبّت لالش المقدس
كمعلم اثري وتراثي عالمي ، هذا يعني ان اليات الزائرين ستتخذ منحى ً اخر وهو كما يلي :
اولا :
سيتوافد اليه حشود الزائرين والسواح من كل بقاع العالم على مدار العام وعلى مدارات الفصول و الليل والنهار ..
ثانيا :
ستقوم منظمة اليونسكو ببناء الفنادق فيه لاقامة السواح ، والمطاعم والمقاهي ومراكزا للتسوق والترفيه ..
ثالثا :
ستمنع الاعياد الايزيدية وا قامة المراسيم والطقوس الدينية الرسمية في لالش المقدس لكونه سيصبح مكانا تراثيا ..
اذن ماذا يعني هذا ؟؟؟
هذا يعني استغناء الايزيديون عن ( لالشهم الديني المقدس )
الى ( لالش السياحي ) ، الذي ستتولى مسؤوليته وادارة شؤونه العامة والخاصة ( وزارة الثقافة العراقية ) وليست ( مديرية الاوقاف الايزيدية ) …
لاسيما ان الايزيديون رغم دموية تاريخهم وتعرضهم الى اعتى انواع الفرمانات والحروب والقتال التي شُنت من قبل اشرس حكام وسلاطين الترك والمتطرفين وداعش الارهابي بهدف سحقهم وانهاء كيانهم من على وجه الارض ، لكنهم لن ولم يرضخوا يوما ، وكافحوا مستقتلون بارواحهم مشردون في بقاع العالم لاجل حماية لالشهم النوراني ، رغم توسع اعدادهم في مشارق الارض ومغاربها ولم يتنازلوا او يقايضوا او يبيعوا ديانتهم المتمثله ( بلالش النوراني المقدس ) .
وبهذا يعلن الايزيديون استنكارهم لهذه الخطوة المرفوضة جملة وتفصيلا ..
نسخة منه الى كل من :
السيد مسرور بارزاني .. رئيس حكومة كردستان .
السيد عبد الامير الحمداني .. وزير الثقافة العراقي .
سمو الامير حازم تحسين بك . امير الايزيدية في العراق والعالم ..
المجلس الروحاني الايزيدي الاعلى ..
الى جميع العقلاء والمثقفين والمهتمين بالشأن الايزيدي من ابناء الديانة وغيرهم …
هذا مع فائق الاحترام
سندس النجار