الأربعاء, نوفمبر 27, 2024
Homeمقالاتأزمة لن تعالج بالکذب وبالهروب للأمام : منى سالم الجبوري

أزمة لن تعالج بالکذب وبالهروب للأمام : منى سالم الجبوري

بعد أن تفاقمت أزمة النظام الايراني ووصلت بحسب مايصفه معظم المراقبين السياسيين المختصين بالاوضاع في يران الى طريق مسدود، وإزدياد حالة العزلة الدولية التي يعانيها هذا النظام الى جانب الاوضاع الداخلية المضطربة حيث يتصاعد الرفض الشعبي للنظام ولاتتوقف وتيرة الاحتجاجات الشعبية مثلما إن نشاطات معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق لاتتوقف هي الاخرى ضد المراکز والمقرات الامنية ورموز أخرى للنظام، فإن مخاوف إنهيار هذا النظام صارت أکثر من مرجحة ولاسيما بعد أن أصبح الاقتصاد الايراني شبه مشلول ووصلت الحالة المعيشية للشعب الايراني الى أدنى مستوياتها منذ تأسيس هذا النظام، فإن النظام صار يجد کل الطرق أمامه مغلقة ولايتمکن من معالجة الاوضاع ولذلك فإنه يحاول على الاقل المحافظة على الاوضاع الحالية المتدهورة أساسا وعدم السماح لها بأن تتدهور أکثر من ذلك.

النظام الايراني وبعد أن وجد إستحالة معالجته وتصديه للأوضاع لکي يقوم بمعالجتها وحلحلتها فإنه يعلم جيدا بأن أية مشاکل أو أزمات مستجدة أو حتى متداعية عن سابقاتها من شأنها أن توفر أجواءا مناسبة لإندلاع إنتفاضة أو حتى ثورة ضده خصوصا وإن الاوضاع الحالية تشبه الى حد بعيد الاوضاع التي سبقت إنهيار النظام الملکي وإندلاع الثورة الايرانية، ولأن النظام لايجد أمامه من طريقة أو سبيل من أجل معالجة ذلك فإنه يستخدم اسلوبين لمواجهة ذلك وهما:

الاسلوب الاول؛ ممارسة الکذب والتعتيم والتستر على المشکلة أو الازمة الجديدة أو التقليل من شأنها الى أدنى حد ممکن.

الاسلوب الثاني؛ الهروب للأمام وتجاهل الحالة أو المشکلة المستجدة أو الحاصلة وکأنها لم تکن وإن مراجعة للعقود الثلاثة المنصرمة تحفل بهذا الاسلوب.

عدم إعلان النظام لعدد القتلى في إنتفاضة 15 نوفمبر/تشرين الثاني2019، والتي قدرتها منظمة مجاهدي خلق بالاستناد على مصادر موثوقة في الداخل بأکثر من 1500 قتيل، الى جانب فضيحة إلتزام الصمت أزاء إسقاط الطائرة الاوکرانية وتکرار ذلك حيال تفشي مرض کورونا کما إن التعتيم على خطر الفيضانات في محافظة لرستان وإخفاء النظام في أبعاد خسائر هجوم الجراد على المحافظات الجنوبية والتي تقدر بالمليارات، کل هذه المسائل الخطيرة التي تراکمت على بعضها وبعد الکشف عنها أحدثت ضجة ليس في داخل إيران وإنما على الصعيد الدولي حيث تراجعت مصداقية النظام الايراني أمام المجتمع الدولي الى الحضيض، وحتى إن التصريحات والمواقف الدولية صارت تسخر من مايدعيه النظام وترکز على المعلومات الواردة من جانب منظمة مجاهدي خلق هذا إذا ماأخذنا بالحسبان إن الشعب الايراني أيضا صار يغلي سخطا وغضبا على هذا النظام الذي لايکف عن کذبه وخداعه وقفزه على الحقائق ولاريب من إن الايام القادمة قد تشهد أحداثا وتطورات لاتبشر بالخير أبدا للنظام.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular