تخطت حصيلة انتشار فيروس كورونا المستجد حاجز الـ3000 وفاة في العالم بينما يسجل انتشاره تسارعا خارج الصين، الأمر الذي يضع الناس حول العالم في حالة قلق وهلع بسبب عدم توفر علاج له حتى الآن.
السؤال الأكثر تداولا حول هذا الفيروس، هو كيف يمكن أن ينتهي؟ وهل سيطور له علاج قبل أن يصبح وباء؟.
لا أحد يمتلك إجابة واضحة لهذه التساؤلات، ولكن علماء حاولوا وضع سيناريوهات لكيفية انتهاء الفيروس وزوال خطره، وفق تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست.
السيناريو الأول
السيناريو الأول، الذي يتوقعه العلماء، والذي ستكون نتيجته مثالية، بأن تسيطر أجهزة الصحة العامة على الفيروس، باعتبار أن يكون فيروس كورونا المستجد شبيها بانتشار فيروس سارس في آسيا في 2002 حيث بلغ معدل الوفيات نحو 10 في المئة من المصابين، وقد استطاعت مؤسسات الصحة العامة التوصل لطرق وإجراءات للتعامل معه واحتوائه.
السارس كانت أعراضه أكثر حدة من فيروس كورونا المستجد، وكانت أعراضه تدفع المصابين به للذهاب للمستشفى في مراحل مبكرة من المرض.
عالم الفيروسات في جامعة ميرلاند ستيوارت ويستون، قال إن تتبع والعثور على المصابين بكورنا المستجد أكثر صعوبة خاصة وأن أعراضه تكون خفيفة المصاب، والتي تجعله لا يعلم أنه مصاب أصلا.
وأضاف ويستون وهو من ضمن مجموعة باحثين حصلت على عينة من فيروس كورونا المستجد لدراستها، أن تتبع الحالات المصابة هي المهمة الأصعب في المراحل الأولى للمرض.
السيناريو الثاني
السيناريو الثاني يتعلق باجتياح فيروس كورونا الدول الأقل نموا، وتزداد الأمور للأسوأ ولكنها تتحسن بعد ذلك، وهذا مشابه لما حصل مع تفشي فيروس إيبولا خلال 2014-2016 حيث انتشر الوباء في غرب أفريقيا وتسبب بأكثر من 11 ألف وفاة وأصاب نحو 28 ألف شخص، ولكنه توقف عن الانتشار في مرحلة معينة.
ورافق انتشار فيروس إيبولا نقصا في الإمدادات والكوادر الطبية في الدول الأفريقية، إلا أن وتيرة انتشاره كانت أقل عدوى من كورونا المستجد الذي يمكن أن يتنقل عبر رذاذ السعال والعطس للشخص المصاب، والتي قد تكون موجودة على الأسطح المختلفة.
وتحث منظمة الصحة العالمية البلدان على ضرورة الاستعداد للأسوأ، ورفع تقييم المخاطر إلى المرتبة الأعلى، وتقول المنظمة “إن هذا اختبار واقعي لكل حكومة على الكوكب”، وأن عدم اكتشاف السلطات لحالات إصابة وعدم جاهزيتها ليست ذريعة لعدم البحث عن علاج للمرض.
السيناريو الثالث
السيناريو الثالث، يتوقع أن ينتشر فيروس كورونا المستجد ويصبح واقعا نتعايش معه، وهذا مشابه لما حصل عندما تفشى فيروس إنفلونزا الخنازير (H1N1)، إذ أنه أنتشر بين نحو 21 في المئة من سكان العالم، وأعلنته منظمة الصحة العالمية وباء.
ولكنه أصبح الآن أحد أنواع الفيروسات الموسمية، والذي يظهر كل عام ويختفي لوحده في جميع أنحاء العالم، ورغم أنم معدل وفيات هذا الفيروس أقل من السارس إلا أنه أكثر فتكا بسبب انتشاره.
وتشير الأرقام أن فيروس إنفلونزا الخنازير قتل 1269 شخصا خلال موسم 2009-2010، وأصاب أكثر من 60 مليون شخص وتسبب في إرسال أكثر من 274 ألف شخص إلى المستشفيات.
ويتخوف علماء الأوبئة أن تكون الإنفلونزا الإسبانية التي اجتاحت العالم في 1918 الأقرب لكورونا المستجد، والتي كان معدل الوفاة فيها 2.5 بالمئة من الإصابات، إذ أنها كانت الأشد فتكا في تاريخ البشرية وقتلت حوالي 50 مليون شخص حول العالم.
فلوريان كرامر، عالم متخصص بالفيروسات يقول إن العالم كان مختلفا جدا في 1918 عما هو عليه الأن، ولم تكن هناك أدوات هامة للتشخيص وكانت المستشفيات أماكن للموت وليس للعلاج ناهيك عن الحروب التي كانت تدور حول العالم.
ويضيف أن عدد الأشخاص الذين سيموتون بسبب فيروس كورونا المستجد تعكس انتشاره ومدى استعدادنا لمواجهته.
عوامل مساعدة
بعد انتشار فيروس إنفلونزا الخنازير استطاع العلماء تطوير لقاحات تحمي من هذا المرض، وهذا ساعد سكان المناطق التي يعود لها هذا الفيروس على التعامل معه لاحقا، وجعله مرضا موسميا ليس بالخطر.
ورغم عدم معرفة تأثر هذا فيروس كورونا المستجد بالطقس وموسميته، إلا أنه حتى وإن اختفى في موسم الصيف فعلى العلماء تطوير لقاح له، والاستمرار بدراسته لمعرفة ما إذا كان سيصبح موسميا وطرق الوقاية والحماية منه.
ماريا فان كيرخوف، عالمة الأوبئة في منظمة الصحة العالمية تقول “ما زلنا نتعلم الكثير عن الفيروس ولا يوجد سبب للاعتقاد بأنه سيتصرف بشكل مختلف في بيئات مناخية مختلفة. يجب أن نرى ما يحدث مع تقدم هذا الأمر”.
كما يجب على العلماء البحث عن مصدر هذا الفيروس، إذ أن السارس ينتشر من الخفافيش إلى القطط وإلى الإنسان، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية من الخفافيش إلى الجمال إلى البشر، ولكن مع كورونا المستجد لا يزال مصدره الحيواني غير معروف بشكل حاسم.
وبشأن كورونا، تدور الشكوك بحيوان مهدد بالانقراض شبيه بآكل النمل اسمه “البنغولين” والذي يتم المتاجرة به بطرق غير شرعية.