الخميس, نوفمبر 28, 2024
Homeمقالاتالنظام الايراني وجها لوجه مع مشکلته الحقيقية : منى سالم الجبوري

النظام الايراني وجها لوجه مع مشکلته الحقيقية : منى سالم الجبوري

لم تکن قضيتي إسقاط الطائرة الاوکرانية من جانب الحرس الثوري وتسبب النظام بتفشي مرض کورونا في إيران والتستر عليه، کأية قضايا تقليدية أخرى وإنما کانت إستثنائيتين بإمتياز وجسدتا حقيقة الشرخ الکبير الذي يوجد بين نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وبين الشعب الايراني وإستحالة أن يقبل الشعب بهذا النظام ولاسيما بعد الانتفاضتين الاخيرتين اللتين جسدتا هذه الحقيقة ولاسيما من حيث مطالبة الشعب وبمنتهى الوضوح بإسقاط النظام، وإن الطريقة العنيفة والقاسية جدا التي واجه بها النظام، هاتين الانتفاضتين وکذلك اسلوبه في التعامل مع مرض کورونا، أکد بصورة وبشکل لايقبل الجدل بأن مشکلة النظام الايراني الاساسية مع الشعب الايراني.

مشاکل النظام الايراني المختلفة والمتزايدة مع بلدان العالم تشکل کل واحدة منها عقبة بوجهه وهذه المشاکل تتداخل في بعضها ذلك إن مشکلة النظام الايراني ليست مع الولايات المتحدة الامريکية لوحدها کما يسعى للإيحاء، وانما هي أيضا مع البلدان الاوربية التي تمارس من جانبها ضغوطات عليه لإجباره بالإيفاء بتعهداته المتبقية في الاتفاق النووي وأمو ومسائل أخرى متباينة. کما إن لهذا النظام أيضا مشکلة مع روسيا بخصوص مطالبة الاخيرة لها بسحب قواتها وقوات حزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية من سوريا، الى جانب مشکلة النظام مع بلدان المنطقة وقبل ذلك کله المشکلة المزمنة مع الشعب الايراني والمقاومة الايرانية، لکن النظام الايراني کما يبدو يسعى من أجل الترکيز على مشاکله الخارجية وجعلها هي المشکلة الاساسية التي يعاني منها وهذا من أجل التمويه على مشکلته الاساسية مع الشعب والمقاومة الايرانية.

المشکلة الکبرى للنظام، إن الشعب الايراني والمقاومة الايرانية يعلمون جيدا بالاوضاع القلقة والمتوترة والوخيمة في نفس الوقت للنظام، کما إن المجتمع الدولي وبشکل خاص الدول التي لها تقاطع مع النظام الايراني تعلم جيدا بالاوضاع الداخلية المتوترة وبأن الشعب الايراني لم يعد يأبه للنظام وأجهزته الامنية وممارساته القمعية التعسفية، بل يبدو واضحا ومن خلال تصاعد التحرکات النشاطات والتحرکات الاحتجاجية و تزايد دور المقاومة الايرانية داخليا وإستمرار الاشارة لها من جانب قادة ومسٶولين في النظام بأن حاجز الرعب والخوف الذي سعى النظام من أجل بنائه بإحکام منذ 4 عقود، قد إنهار وتلاشى بشکل خاص جدا بعد إنتفاضة 15 نوفمبر/تشرين الثاني2019، التي کما أسلفنا واجهها النظام بمنتهى القسوة والعنف والمفرط حيث وقع على أثرها أکثر من 1500 قتيل لايزال النظام يتهرب من الاعتراف بذلك ويسعى للماطلة والتسويف من أجل التغطية عليه أملا في أن يتم نسيانه مع الزمن، لکن الذي فات على النظام ولم ينتبه إليه إليه جيدا هو إن الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من خلال الانتفاضتين الاخيرتين اللتين لفتتا الانظار الدولية، قد أکدا بأن مشکلة هذا النظام الحقيقية کانت ولازالت مع الشعب وإنه وبعد أن إنهارت هيبة المرشد الاعلى وهيبة أجهزته القمعية فإن الجدار الامني قد إنهار وصار الطريق ممهدا من أجل تصفية الحساب بين الطرفين.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular